رمضان زمان (13) جروبي 3 .. كامل الشناوي و لا تكذبي | سلسلة رمضان زمان

حلاوة زمان سلسلة حصرية تأخذنا في حنين لذكريات أيام زمان، يكتبها لنا في رمضان هذا العام المهندس المصري عاشق الأدب والتراث “صلاح أبو الليل” وحلقة اليوم عن “كامل الشناوي”

حلاوة زمان – 13 – كامل الشناوي و لا تكذبي

هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر

جروبي كان المكان المفضل للشاعر الرائع كامل الشناوي – اللي هو اخو الشاعر الجميل مامون الشناوي – و بصراحة انا بتلخبط بينهم جدا لانهم شبه بعض اوي في الاسلوب .. بس مامون مشهور بانه كان علي خلاف مع اي حد بيحاول يغير في كلماته .. و طبعا لازم يحصل الصدام ده مع ام كلثوم ..

عملها اغنية ” ادي الربيع ” فطلبت انه يغير في الكلمات .. فسحبها و اداها لفريد الاطرش اللي عملت معاه شهرة كبيره .. ندمت ام كلثوم و طلبت من بليغ انه يجيبلها مامون بس من غير ما يبان انها هي اللي بتجري وراه ..

جابه بليغ و عملوا الرائعه ” انساك يا سلام ” .. و بعدها تعاونوا هم الثلاثه في ” كل ليلة و كل يوم ” .. و بعدها ” بعيد عنك ” … و كانت رابع اغنيه لمامون مع ام كلثوم ” دارت الايام ” بس دي كانت من الحان عبد الوهاب … اللي ملحن الاغنيه اللي بترن في ودني دلوقتي و انا بكتب 

فأرحم القلب الذي يصبو اليك
فغدا تملكه بين يديك

اجي عند الكوبليه ده و لازم ارجع افتكر كامل الشناوي .. اللي كان بيحب – علي كبر – فنانه و مطربه مشهورة .. بس اصغر منه حبتين .. و كان دايما يقول لقلبه ” احتشم يا قلبي .. فالحب طيش وشباب … وأنت طيش بس ” ..

المهم ان كامل الشناوي كان بيموت في الفنانه دي و هي و لا حاسه بيه .. لا .. و كمان كانت بتحب يوسف ادريس .. و في مره كان داخل جروبي .. لقاهم قاعدين سوا في حالة هزار و حب و هيام … هو متصدمش .. ما هو كان عارف .. بس نفسه صعبت عليه … قام كاتب ” لا تكذبي إني رأيتكما معا … ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا .. اني رايتكما ” ..

المشكله ان الاغنيه وقعت في ايد المطربه دي بعد كده .. و عجبتها اوي و طلبت انها تغنيها .. و حصل و غنتها في فيلم الشموع السوداء .. طبعا عرفنا مين هي … نجاة الصغيرة .. اللي كتب فيها برضه شعر بس ده غناه عبد الحليم .. لما قال ” حبيبها لست وحدك .. حبيبها أنا قبلك … وربما جئت بعدك … وربما كنت مثلك “

وغدا تأتلف الجنة أنهارا وظلا
وغدا ننسى فلا نأسى على ماض تولى

ام كلثوم برضه كانت بتحب تفطر و تشرب القهوة كل يوم الصبح في جروبي وسط البلد .. و كان المكان نقطة تجمع ناس كتير .. زي توفيق الحكيم .. و عباس العقاد اللي كان بيقابل فيه مي زياده .. اصل بيت مي زيادة كان في اخر شارع عدلي اللي بيطل عليه مدخل جروبي الخلفي .. بيت مي زياده اللي كان بيعقد فيه صالونها الادبي الشهير اللي كان بيحضروا اباطرة الادب و الفكر في مصر و الدول العربيه .. قاسم امين .. محمد عبده .. طه حسين 

مي مواليد الشام و من اصول فلسطينيه لبنانيه .. و اتولدت في نفس السنه اللي جه فيها جروبي علشان يعمل مطعمه الشهير في مصر … مي .. كانت في علاقة حب عاصفه لمدة 20 سنه مع جبران خليل جبران .. و لكنها كانت علاقة حب نظري بس .. ايوه .. فضلوا يبعتوا لبعض جوابات حب و عشق و هيام .. و هو كان في المهجر و هي بين مصر و الشام .. و مات سنه 1933 و متقابلوش ..

حبها برضه الرافعي .. و وقع في غرامها احمد شوقي .. و كانت بينها و بين العقاد قصة حب و لكنها رصينه كاسلوب العقاد … العقاد اللي كان بيحب – علي كبر برضه – الفنانه القديرة التي رحلت منذ ايام .. مديحة يسري 

وغدا نزهو فلا نعرف للغيب محلا
وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس الا

الحقيقة ان الاجواء دي بستحضرها و انا قاعد في مكان بيحمل عبق التاريخ .. و عصر من عصور الازدهار لمصر .. ادبيا و اجتماعيا .. و معماريا برضه .. المبني قمة في الشياكه – بس مهمل شويتين – و قدامه قصر الاتحاديه اللي كان فندق ايام البارون … و اخر الشارع كنيسة البازيليك اللي مدفون فيها البارون ..

قد يكون الغيب حلوا
انما الحاضر….. أحلى

هو بصراحه الماضي هو اللي كان حلو اوي. خلصت حكاية جروبي .. لكن حكايات رمضان زمان لسة مخلصتش.

بكرة نرجع نكمل حكاية الست أصيلة ، وللحديث بقية …

في امان الله يا سادة و صوما مقبولا و قطايف لذيذه ان شاء الله

المصدر : هلا جورجيا - ويكيبيديا