جورجيا والإمارات تناقشان سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وتبليسي تؤكد أهمية دول الخليج بالنسبة لها

ناقش رئيس وزراء جورجيا إيراكلي جاريباشفيلي ونظيره نايب وزير التنافسية والتبادل المعرفي الإماراتي وعبد الله ناصر لوتاه سبل تطوير التعاون والعلاقات بين دولتي جورجيا والإمارات العربية المتحدة.

العلاقات بين دولتي جورجيا والإمارات العربية المتحدة

وقالت الإدارة الحكومية الجورجية إن الطرفان قاما بتقييم إيجابي لديناميكيات “الاجتماعات رفيعة المستوى” خلال السنوات الأخيرة بين البلدين، وأشارت إلى أن جورجيا مهتمة بتعميق “الشراكة والعلاقات الودية” مع دول الخليج جميعها.

وتناول الاجتماع أيضاً وفقاً لما نقلته وكالة Agenda الجورجية الحكومية التعاون في مجال الاقتصاد والحوكمة وناقش بيئة الاستثمار “المواتية” وإمكاناتها في جورجيا، حيث أشار غاريباشفيلي إلى “دورها المهم” في ضمان الاتصال والعبور مع دول أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

وناقش المسؤولون أيضاً اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين بلديهم، حيث أشار رئيس الوزراء إلى أن الاتفاقية أرست “أساساً متيناً” لتطوير علاقات تجارية واقتصادية “أقوى وموحدة”.

من جانبه دعا لوتاه نظيره جاريباشفيلي لحضور القمة العالمية للحكومات المقرر انعقادها خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير/شباط 2024 في دبي.

وأشار رئيس الحكومة إلى أن مكتبه “مستعد لاستخدام” منصة القمة لتعزيز التعاون مع الشركاء.

جورجيا والإمارات توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة

ووقعت دولتي جورجيا والإمارات، اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين نهاية العام الماضي 2023، بهدف مضاعفة حجم التجارة البينية غير النفطية لتصل إلى 1.5 مليار دولار سنوياً خلال الأعوام الخمسة المقبلة وذلك خلال لقاء افتراضي عبر تقنية الاتصال المرئي، بين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ورئيس وزراء جورجيا إيراكلي غاريباشفيلي، في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال الشيخ محمد بن زايد إن الإمارات أكبر شريك تجاري لجورجيا في الوطن العربي وسادس أكبر مستثمر عالمي في جورجيا.

من جانبه قال وزير دولة الإمارات للشؤون المالية، محمد بن هادي الحسيني: “اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وجورجيا تشكّل أحدث خطوة ضمن مسيرة دولة الإمارات لمزيد من الانفتاح على العالم، من أجل بناء اقتصاد متين يوفر الفرص ويتحضّر للمستقبل”.

فيما شدد وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتية، سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، على أهمية التعاون مع جورجيا في مجالات الطاقة المتجددة، مؤكداً أن موقع جورجيا بين الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا يضمن امتلاكها إمكانات هائلة كمركز تجاري إقليمي ودولي، وأن خبرات القطاع الخاص الإماراتي ستساعدها لى تطوير وتوسيع نطاق قطاعات رئيسة مثل الخدمات اللوجستية والنقل والسياحة.

تفاصيل اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين جورجيا والإمارات

اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وجورجيا والتي ستدخل حيز التنفيذ مطلع العام القادم، ستعمل على مضاعفة التجارة البينية غير النفطية من مستواها الحالي عند 481 مليون دولار أمريكي وصولاً إلى 1.5 مليار دولار سنوياً في غضون 5 أعوام، وذلك عبر إزالة أو تخفيض الرسوم الجمركية على 95% من السلع والمنتجات المتبادلة بين الدولتين، والتي تمثل أكثر من 90% من إجمالي قيمة التجارة البينية غير النفطية.

وتنطلق الاتفاقية من قاعدة صلبة من العلاقات المتنامية بين دولة الإمارات وجورجيا، حيث شهدت التدفقات التجارية غير النفطية نمواً قياسياً خلال السنوات الماضية، وزادت 115% خلال عام 2022 إلى 468 مليون دولار مقارنة بعام 2021.

كما واصلت التجارة البينية غير النفطية ازدهارها في النصف الأول من عام 2023 لتسجل ما يزيد على 225 مليون دولار بنمو 28% مقارنة مع النصف الأول من عام 2022.

وتعد الإمارات أكبر شريك تجاري لدولة جورجيا في الوطن العربي، بحصة تزيد عن 63% من إجمالي تجارتها مع الدول العربية.

كما تعد الإمارات سادس أكبر مستثمر عالمي في جورجيا، بحصة تبلغ 5% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلى جورجيا، في حين تجاوزت الاستثمارات بين البلدين مليار دولار أمريكي في نهاية عام 2021.

ويجمع ما بين دولتي جورجيا والإمارات علاقات صداقة وتعاون متميزة بجميع أبعادها المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، وهو ما فتح الباب أمام تنويع الشراكات بين البلدين في كافة المجالات والقطاعات، وتنمية العلاقات الاقتصادية، وتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.

إضافة إلى أن جورجيا تمتع بموقع استراتيجي على خريطة التجارة الدولية، ما يجعلها جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر.