شؤون عربية

“نريد الانتداب الفرنسي”.. عريضة وقعها 58 ألف لبناني عشية زيارة ماكرون عقب انفجار بيروت

في لحظة يأس من حدوث تغيير حقيقي في الخريطة السياسية اللبنانية فضل أكثر من 58 ألف لبناني عودة “الانتداب الفرنسي” صراحة، عن محتلين محليين حسب قولهم.


تقدم أكثر من 58 ألف مواطن لبناني (حتى اللحظة) بتوقيع عريضة إلكترونية تطالب بعودة الانتداب الفرنسي على لبنان للعشر سنوات القادمة.

في عريضة نشرت على موقع آفاز، يطالب المواطنون اللبنانيون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعودة الانتداب الفرنسي  قائلين إن المسؤولين في البلاد أظهروا عدم القدرة الكاملة على ضمان أمن البلاد وحمايتها.

"نريد الانتداب الفرنسي".. عريضة وقعها 58 ألف لبناني عشية زيارة ماكرون عقب انفجار بيروت 1

“من خلال النظام الفاشل والفساد والإرهاب والميليشيات، وصلت لبنان لتوها الى انفاسها الاخيرة. ونعتقد أن لبنان يجب أن يعود تحت الانتداب الفرنسي، كضمان من أجل إقامة حكومة نظيفة ومستقرة”. – توضح العريضة الإلكترونية

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو أول زعيم أجنبي يصل إلى لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت. وعد ماكرون بمساعدة لبنان لوجستيا وسياسياً، لكنه دعا القيادة السياسية في البلاد لتطبيق الإصلاحات المتفق عليها.

ويشهد لبنان، منذ عدة أشهر، أزمة اقتصادية طاحنة أثارت احتجاجات شعبية، وتزايدت حدة الأزمة بعد الانفجار الهائل في مرفأ بيروت.

ردود فعل تزيد الانقسام في الشارع اللبناني

فيما جاءت ردود الفعل لتفرض جدلاً واسعاً وسط اللبنانيين بين مؤيد ورافض ومشكك ومتهم بالخيانة. ي

قول البعض أن وصاية فرنسية مثل أيام الانتداب أفضل من حكام لم يعرفوا إدارة بلد من أيام الاستقلال.

فيما غرد نشطاء بأن الشعوب العربية أصبحت تقارن بين السيء والأسوأ بعد أن فقدوا الأمل في شيء جيد.

من جانب آخر، عبر نشطاء آخرون عن رفضهم العريضة جملة وتفصيلا ووصفوها بأنها “خيانة للوطن”، معتبرين أنها تفريط في دماء الشهداء الذين قاوموا الاحتلال، كما طالبوا الجهات المسؤولة بالوقوف عند هذه المطالب ومحاسبة القائمين عليها.

جانب من إحدى تظاهرات منظمة آفاز AVAAZ
جانب من إحدى تظاهرات منظمة آفاز AVAAZ

آفاز.. بين محاربة قوى الشر إلى حرية حملات التوقيعات

منصة آفاز AVAAZ والتي تعني بعدة لغات “الصوت” إنطلقت قبل 13 عاما في 2007 لتصبح واحدة من أكبر المنظمات العابرة للقارات وتفتح مكاتب لها في أكثر من 100 دولة حول العالم ويصبح أعضائها النشطين يفوق عددهم 60 مليون عضو.

بخلاف الحملات القوية التي تقوم أفاز بتنشيطها لمواجهة التحديات العالمية الشعبوية مثل التقلبات السياسية وحقوق الإنسان والمناخ والبيئة وغيرها، تسمح أفاز لأي من الأعضاء ببدء حملة توقيعات إلكترونية طالما كانت لا تخالف المبادئ الأساسية للمنظمة.

تسمح آفاز لأي من الأعضاء ببدء حملة توقيعات إلكترونية طالما كانت لا تخالف المبادئ الأساسية للمنظمة. منصة آفاز AVAAZ

وتقول آفاز AVAAZ عن نفسها: “تمكن آفاز الملايين حول العالم من اتخاذ إجراءات حول قضايا عالمية ووطنية ومحلية، من الفساد إلى الفقر إلى النزاعات وتغير المناخ. إن نموذجنا التنظيمي عبر الانترنت يمكن الآلاف من الجهود الفردية، مهما كانت صغيرة، أن تتوحد وتصبح قوة جماعية مؤثرة”.

تقوم آفاز بإطلاق حملاتها ب١٦ لغة، يقوم عليها فريق ممتد في ٦ قارات، إضافة إلى آلاف المتطوعين. نقوم باتخاذ الإجراء المناسب، من توقيع العرائض وتمويل الحملات الاعلامية والإجراءات المباشرة وإرسال الرسائل الإلكترونية لحشد المواقف أمام الحكومات وتنظيم المظاهرات والفعاليات؛ لنضمن أن آراء وقيم شعوب العالم تؤثر على القرارات التي تمسّنا جميعاً.

الانتداب الفرنسي على لبنان

بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، بدأ الانتداب الفرنسي، أو ما يعرف بالاحتلال الفرنسي، على لبنان قائماً من 1920 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.

وبحسب تقسيمات اتفاقية سايكس-بيكو والتي تم تأييدها لاحقًا بقرارات من عصبة الأمم التي صدرت عام 1920 والتي أجازت نظام الانتداب على المناطق العثمانية المتفككة بحجة المساعدة في إنشاء مؤسسات للدول الجديدة.

وفي غضون ذلك قام الفرنسيين بضم عدد من المدن الساحلية، وجبل عامل، وسهل البقاع، والسهول الشمالية لتتوسع وتصبح ما أطلق عليه دولة لبنان الكبير.

وبعد صراع سياسي، اتحد المسيحيين والمسلمين اللبنانيون معا فيما عرف بقوى “الميثاق الوطني اللبناني” وأعلنوا استقلال لبنان تحت اسم الجمهورية اللبنانية.

وأعلن عن استقلال لبنان عام 1943 وانسحبت القوات الفرنسية كليًا بحلول 17 أبريل 1946 فيما يعرف هذا التاريخ بذكرى “عيد الجلاء في لبنان وسوريا”

المصدر: هلا جورجيا - وكالات - موقع أفاز

زر الذهاب إلى الأعلى