فيديو | هدنة عيد الميلاد.. وأشهر مباراة كرة قدم في التاريخ التي أوقفت الحرب العالمية الأولى

“هدنة عيد الميلاد”.. قصة مدهشة لأكثر اللحظات إنسانية خلال الحرب العالمية الأولى وأصبحت على الأرجح الحدث الأكثر إنسانية في تاريخ الرياضة.

هدنة عيد الميلاد 1914.. دراما وضحك وكرة قدم

لقد كان يومًا مشهودا، على جبهة الغرب التي يبلغ طولها 480 ميلًا، تمت المصالحة بين مئات الآلاف من الأعداء اللدودين من الفرنسيين والإنجليز من جهة، والألمان على الجانب الآخر، من خلال عطلة مشتركة وحب كرة القدم.

عشية عيد الميلاد عام 1914، حيث أدت المعارك الدامية على الجبهة الغربية إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص. كانت أوروبا غارقة في النيران. حتى يومنا هذا، لا أحد يعرف في أي جزء من الجبهة الشاسعة بدأ المحارب الأول أغنية عيد الميلاد، ومع ذلك، فمن المعروف أن الألمان بدأوا أولًا الاستعداد للعطلة.

قُصت أشجار عيد الميلاد، وأضيئت الشموع، وغنى الجنود أغاني وتراتيل عيد الميلاد. انتشر صوت الأغاني من خندق إلى خندق. ولاحقا انضمت أصوات عشرات الآلاف من الجنود إلى خط الجبهة الذي يبلغ طوله عدة كيلومترات. غنت الحشود الألمانية تبعها جنود بريطانيون وفرنسيون. توقف إطلاق النار. وسار المحاربون إلى منطقة محايدة واستقبلوا أعدائهم في عيد الميلاد، وتبادلوا الهدايا والطعام والحلويات والمشروبات  والسجائر .

أصبح الأعداء اللدودين أصدقاء ذات فجأة، وأقاموا احتفالًا مشتركًا. واختفت أصوات المدافع المضادة للطائرات، وصرخات الجرحى، لتحل محلها ضحكات متعالية بلغات فرنسية وألمانية وإنجليزية.

استمرت الهدنة التلقائية وغير المتوقعة تمامًا حتى اليوم التالي عندما التقى الألمان والبريطانيون ببعضهم البعض في منطقة محايدة بين الخنادق للعب كرة القدم.

تمت تغطية هذه المباراة من قبل العديد من الصحف الرائدة في العالم. البقاء على قيد الحياة كانت السمة المشتركة لكل الصور التي تصور مباراة غريبة مليئة بالطيبة البشرية.

بالنظر إلى الصور، يمكننا أن نرى بوضوح الهدف الرئيسي للرياضة حول العالم، الصداقة والمنافسة الصحية، انتقلت المعركة من خلف المدافع والدبابات والخنادق، إلى معركة حماسية كروية على الأرض.

من الصعب تخيل مباراة كرة قدم أكثر دراماتيكية من هذا على مر تاريخ الرياضة. انتشرت قصة “مباراة عيد الميلاد” في جميع أنحاء العالم. ورفض الجنود في المعسكرات المعارضة مواصلة القتال. كما يعتقد بعض العلماء والمؤرخين، أصبح الحدث مهمًا للغاية بحيث كان من الممكن أن تنتهي الحرب العالمية الأولى قبل ذلك بكثير.

ومع ذلك، تمكن السياسيون من إشعال حرائق الحرب التي كادت أن تنطفئ، وأودت الحرب العالمية الأولى بحياة أكثر من 15 مليون شخص في السنوات التالية، حتى عام 1918،بما في ذلك عشرات الآلاف من الجنود الجورجيين.

أما عن نتيجة المباراة، فلم تهم أحد، ولم يهتم أحد بمعرفتها. لأن مباراة هدنة عيد الميلاد، ستظل محفورة في التاريخ كأندر مباراة كرة قدم فاز فيها الفريقان .. وهزمت فيها الإنسانية طبول الحرب بجدارة.

شاهد | مقاطع من فيلم “هدنة عيد الميلاد”: 

هدنة عيد الميلاد .. هل كانت الأولى؟

لم تكن الهدنات فريدة من نوعها في فترة عيد الميلاد، وعكست دائما سلوك “عش ودع غيرك يعيش”، حيث يتوقف السلوك العدواني الصريح للجنود وغالبًا ما ينخرطون في تآخي على نطاق صغير أو الدخول في محادثة أو مقايضة السجائر.

في بعض خطوط المواجهة، كان هناك وقف لإطلاق النار من حين لآخر للسماح للجنود بالانتقال بين الخطوط واستعادة الجرحى أو القتلى. و في حالات أخرى، كان هناك اتفاق ضمني على عدم إطلاق النار بينما يرتاح الرجال أو يتمرنون أو يشتغلون أمام العدو.

كانت هدنة عيد الميلاد ذات أهمية خاصة بسبب عدد الرجال المشاركين ومستوى مشاركتهم حتى في القطاعات الهادئة، كان تجمع العشرات من الرجال علانية في وضح النهار جدير بالملاحظة، وغالبًا ما يُنظر إليهم على أنها لحظة رمزية للسلام والإنسانية وسط واحدة من أعنف أحداث تاريخ البشرية.

اقرأ أيضًا: عيد النصر على النازية في جورجيا .. بين آلام الحرب العالمية الثانية وبقايا سوفيتية بالية

المصدر: هلا جورجيا - ويكيبيديا