العالم يواجه كارثة أخلاقية في عدالة توزيع لقاحات كورونا.. والاجتماع الأهم في تاريخ منظمة الصحة العالمية
نقلا عن وكالة رويترز، قال رئيس منظمة الصحة العالمية أمس الاثنين، إن العالم على شفا “فشل أخلاقي كارثي” في عدالة توزيع لقاحات كورونا، وحث الدول والشركات المصنعة على نشر جرعات أكثر عدلا في جميع أنحاء العالم.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن آفاق التوزيع العادل معرضة “لخطر جسيم” تمامًا كما كان مخطط المشاركة في لقاح “كوفاكس COVAX” يهدف إلى البدء في توزيع التطعيمات الشهر المقبل.
وأشار غيبريسوس إلى أنه وفقا لما رصدته المنظمة، تم توقيع 44 اتفاقا ثنائيا، بين الشركات المصنعة والحكومات العام الماضي وتم بالفعل توقيع 12 اتفاقية أخرى على الأقل هذا العام، ما يضرب عدالة توزيع لقاحات كورونا في مقتل.
الاتفاقات الثنائية تقتل عدالة توزيع لقاحات كورونا
يقول تيدروس: “قد تؤخر الاتفاقات الثنائية تلك عمليات تسليم COVAX ويخلق بالضبط السيناريو الذي تم تصميم COVAX لغرضه، وهو تجنب الاحتكار والسوق الفوضوية، والاستجابة الغير منسقة، وسيؤدي استمرار الضطراب الاجتماعي والاقتصادي”.
ويُذكر أن جورجيا من أوائل الدول التي تعاقدت على اللقاحات، مع منصة “كوفاكس COVAX” التابعة لمنضمة الصحة، والتي تضمن توفير حصص مناسبة من مختلف اللقاحات المُنتجة.
وقال في افتتاح الاجتماع السنوي للمجلس التنفيذي للهيئة، الذي انعقد افتراضيا،: “إن مثل هذا النهج “أنا أولاً” ترك فقراء العالم وأكثرهم ضعفاً في خطر”.
وألمح أدهانوم إلى أن شركات التصنيع تضع نفسها في محك إنساني خطير، لتحقيق أرباحا أعلى، في الوقت الذي ينظر فيه العالم للتكاتف والتضامن، وليس لجني الأرباح.
وأضاف: “في نهاية المطاف، لن تؤدي هذه الإجراءات إلا إلى إطالة أمد الوباء”، وحث البلدان على تجنب ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبت خلال وباء H1N1 وفيروس نقص المناعة البشرية.
وقال تيدروس إنه تم إعطاء أكثر من 39 مليون جرعة لقاح في 49 دولة ذات دخل أعلى ، بينما تم إعطاء 25 جرعة فقط في دولة فقيرة واحدة.
وأعرب خلال الاجتماع، مندوب من بوركينا فاسو، نيابة عن المجموعة الأفريقية، عن قلقه من أن عددًا قليلاً من البلدان قد “جمعت” معظم الإمدادات للقاح، ودولا أخرى لم تسمع حتى عنه.
شاهد | الكلمة التاريخية لمنظمة الصحة العالمية:
الاجتماع التاريخي الأهم لمنظمة الصحة العالمية
يقول المراقبون إن اجتماع مجلس الإدارة هذا، الذي استمر حتى اليوم الثلاثاء، هو أحد أهم الاجتماعات في تاريخ منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة الذي يزيد عن 70 عامًا ويمكن أن يشكل دورها في الصحة العالمية بعد فترة طويلة من انتهاء الوباء. ليس فقط حول عدالة توزيع لقاحات كورونا، ولكن على جدول الأعمال إصلاح الهيئة وكذلك نظام تمويلها، والذي تبين أنه غير كاف بعد أن أعلنت أكبر مانحيها، الولايات المتحدة ، انسحابها العام الماضي.
قال نائب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، بيورن كوميل من ألمانيا، في تعليقات الأسبوع الماضي: “يجب أن تظل منظمة الصحة العالمية ذات صلة ويجب أن تخرج من هذه الأزمة بقوة أكبر من ذي قبل”. لكنه توقع مقاومة من بعض الدول للضغط لزيادة المساهمات المالية.
المصادر: هلا جورجيا - رويترز
