فن

صاحب رواية العجوز والبحر الأصلي.. أسطورة ارنست همنغواي حية على سواحل باتومي

لم يكن يُدرك فاغتانغ ليكياشفيلي أثناء بحثه عن قصة مثيرة للقناة العامة في جورجيا، أن يلتقي و صاحب رواية العجوز والبحر الأصلي كما وصفه ارنست همنغواي بالضبط عام 1952، لكن ليس في أميركا بل هنا على سواحل باتومي.

إقليم أدجارا – باتومي، وجهة مثالية لمجموعة متنوعة من السياح. في يوم ما يمكنك تسلق الجبال واستكشاف الطبيعة الفريدة بين حدائق النباتات وشلالات ماخونتساتي، بينما في اليوم التالي يمكنك الاستمتاع بغروب الشمس على الشاطئ.
البحر الأسود، شباك الصيادين والقوارب قرب ميناء باتومي أكثر ما قد لا يلاحظه كثير من مرتادي ممشى البوليفارد الشهير بين برج الحروف وتمثال “على ونينو” الشهير، وحتى حديقة الألعاب المائية ومسبح الدلافين “دولفيناريوم”.

بطل قصتنا يشبه إلى حد مثير للعجب شخصية “سانتياجو” بطل ارنست همنغواي، صاحب رواية العجوز والبحر.

صاحب رواية العجوز والبحر الأصلي.. أسطورة ارنست همنغواي حية على سواحل باتومي 1
نأخذكم اليوم في جولة إنسانية لنتعرف على “جيبونا”.. انتوني كوين جورجيا وبطل قصتنا نحن “العجوز والبحر الأسود”

صاحب رواية العجوز والبحر.. أسطورة ارنست همنغواي

الرجل العجوز كان نحيفاً وباهتاً مع تجاعيد عميقة في مؤخرة رقبته. كانت البقع البنية لسرطان الجلد الذي تجلبه الشمس مع انعكاسها على البحر إلى خديه. توزعت البقع البنية بشكل جيد على جانبي وجهه وكانت يديه تعاني من ندوب عميقة جراء شد حبال شبكة صيده لسنوات وسنوات. لم تكن أي من هذه الندبات جديدة على أية حال، كانت قديمة قدم شقوق أرض في الصحراء جف ماؤها منذ أمد بعيد.
كل شيء في العجوز “جيبونا” عنه كان عجوزًا مثله، باستثناء عينيه.. اللتين كانتا بلون البحر الأسود، مبتهجتين وغير مهزومتين تلمعان ببريق كبريق انعكاس الشمس النادر أوقات العواصف والأمطار. فما السر وراء صاحب رواية العجوز والبحر الأصلي “جيبونا”.

  • ماذا يعني البحر لك يا جدي ؟؟
    • بالنسبة لي، البحر حياة، كما الأسماك.. لا أستطيع العيش بدونه أو خارجه.
  • ما يخيفك في الماء؟
    • لا يوجد شيء خطير في البحر يجعلني أخاف.. البحر صديقي الوحيد.

البحر والنار والتحدث مع الأطفال وحكايات لا نهاية لها من القصص الحقيقية في البحر. هذا هو جيبونا ، صياد قديم من كوبوليتي. لقد كان في البحر منذ سن 16 عامًا، ولم يكن بعيدًا عن البحر لمدة يوم واحد خلال تلك الفترة.

“لا اريد مسرح او سينما او اى شئ اخر. اريد البحر فقط. الأول هو البحر بالنسبة لي. بدونه ، لم أكن لأستمر دقيقة. أخرج إلى الشاطئ على الأقل مرة في اليوم. كما أني أخرج ليلا وأشاهد البحر لساعات. يجب عليك احترام البحر. البحر لن يغفر لك أي شيء. إذا كنت خائف منه فقد انتهى كل شيء لأنه لا يحب الخيانة ” – يقول عجوز البحر الأسود “جيبونا.

بعين عميقة وحزينة، لكنها شجاعة ولطيفة يقول جيبونا: “لم أسمع يوماً عن صاحب رواية العجوز والبحر، لكنهم كانوا يدعوني في شبابي “ذئب البحر”.

لا يعرف جيبونا شيئًا عن ارنست همنغواي، ولا عن أشهر رواياته “العجوز والبحر” ولم يشاهد الفيلم المأخوذ عن الرواية، والذي قام بدوره فيه بطل السينما الأمريكية وعُمر المختار “أنتوني كوين”.

شاهد : جيبونا “انتوني كوين جورجيا”.. العجوز والبحر الأسود:

ارنست همنغواي.. أشهر كتاب الروايات الأمريكية

يُعد ارنست همنغواي الراحل منتحراً منذ يوليو 1961، واحداً من أشهر كتاب الروايات في الولايات المتحدة الأمريكية، والذ كانت تتسم أغلب رواياته بالنظرة السوداوية المتشائمة للعالم، ولم يكف ارنست عن نسج رواياته التي يتحدى أبطالها قوى الطبيعة. ربما كانت الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي شارك في إحداها ارنست همنغواي، الأثر الأكبر على شخصيات وأبطال رواياته ليكونون ممن يتحملوا الصعاب والأهوال بلا ضجر أو شكوى وفي صمت تام. تماماً مثل جنود الحروب.

كتب ارنست العديد من الروايات الأدبية الخالدة مثل ثلوج كلمنجارو، رجال بلا نساء، لمن تقرع الأجراس، وتلال أفريقيا الخضراء. إلا أن أحدهما لم تكن أبداً بشهرة العجوز والبحر.

العجوز والبحر.. وجائزة نوبل

نال صاحب رواية العجوز والبحر “ارنست همنغواي” عن روايته جائزة نوبل للآداب عام 1954، والتي قيل عنها أن قمة الأدب الأمريكي في فن الرواية لبلاغة أسلوبها وسلاسة قصتها.

تمثل قصة الرواية لكاتبها “ارنست همنغواي” مبدأ صراع الإنسان مع الحياة وذلك من خلال سردها لتجربة حدثت مع صياد عجوز يدعى سانتياجو مصاب بلعنة سوء الحظ، فهو لم يصد أي سمكة منذ خمسة وثمانين يوماً. وقد ظل أحد أولاد قريته يساعده لكن أبويه منعاه من أن يخرج مع الرجل العجوز مجددا، لذلك كان الرجل العجوز وحيداً حين خرج مبكراً ذات صباح في تيار الخليج الذي يتحرك فوق جزيرة كوبا.

عند الظهر تقريباً، اصطاد سمكة مارلين ضخمة سحبت قاربه إلى الشمال والشرق لمدة يومين وليلتين. ثم تعلق بالخيط الثقيل مضاهياً بقوته وتحمله قوة وتحمل السمكة. وفي اليوم الثالث يجذب سمكة المارلين نحو السطح ويقتلها بحربته، ثم يربطها على طول قاربه، وينشر شراعه الصغير ويبدأ رحلة العودة الطويلة حيث تنقض أسماك القرش لتمزيق لحم السمكة ويحاول هو أن يقاتلها ويبعدها، ضارباً بالهراوة وطاعناً إياها حتى تهشم مجذافاه ودفة قاربه.

وحين يعود “سانتياجو” ليرسو في المرفأ، لا يكون قد بقي شيء من السمكة سوى رأسها والهيكل العظمي والذيل. ثم يرسو بقاربه مبقياً على هيكل السمكة مربوطاً به. يصل إلى كوخه، منهك القوى. يحضر الولد في الصباح، ورغم سوء حظ الرجل العجوز يكون متلهفاً للخروج معه للصيد ثانية، فهو سيجلب له الحظ كما سيتعلم منه الكثير.

العجوز والبحر.. إلى الشاشة الكبيرة

في عام 1958 أنتجت وارنر بروس الأمريكية فيلم “العجوز والبحر” في خضم شهرة الرواية وشهرة صاحب رواية العجوز والبحر “ارنست همنغواي” بعد أربع سنوات من حصوله على جائزة نوبل عنها، وقام بالبطولة سبنسر تراسي. لكن الفيلم لم يحقق ذات الشهرة التي حققتها نسخة 1990 لنفس الرواية، حين تمت إعادتها لشاشات السينما الامريكية ببطولة الفذ أنتوني كوين والذي يشبه إلى حد كبير جدا بطل مقالتنا “جيبونا” العجوز والبحر الأسود.

شاهد : الإعلان التشويقي لفيلم العجوز والبحر 1990 :


تابع أيضًا: ورد التوليب .. كيف تحولت مأساة مزارع إلى هدية يوم الصحة العالمي ؟

المصدر: هلا جورجيا - القناة العامة 1TV - ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى