أخبار دولية

بعد خنق جورج فلويد في مينيابوليس.. مقتل متظاهر أمريكي بإطلاق نار عشوائي في ديترويت

بعد مرور عدّة أيام على حادثة خنق المواطن الأمريكي جورج فلويد، بمدينة مينابوليس في ولاية مينيسوتا الأمريكية، قُتل مواطن ثانٍ في إطلاق نار عشوائي خلال مشاركته بمظاهرات احتجاجية وسط مدينة ديترويت بولاية ميشيغان.

وفقا للمتحدثة باسم شرطة ديترويت، نيكول كيركوود، فإن شابا أمريكيا يبلغ من العمر 19 عاما قتل في إطلاق نار عشوائي على المشاركين في مظاهرات بمدينة ديترويت؛ احتجاجا على مقتل أمريكي من ذوي البشرة السمراء على أيدي ضابط أمريكيين.

وقالت المتحدثة باسم قسم الشرطة، إن شخصا يستقل سيارة رياضية أطلق النار عشوائيا مساء الجمعة، على حشد من الناس يحتجون بالقرب من منطقة غريكتاون الترفيهية في ديترويت.

بعد خنق جورج فلويد في مينيابوليس.. مقتل متظاهر أمريكي بإطلاق نار عشوائي في ديترويت 1

والأسبوع الماضي، توفي المواطن الأمريكي من أصول إفريقية، جورج فلويد (46 عاماً) في مدينة مينابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية، نتيجة تعرضه لحادث خنق وحشي على يد أحد ضباط الشرطة.

كان جورج فلويد وهو من ذوي البشرة السوداء، يعمل حارساً في أحد مطاعم المدينة، و أوقفته عناصر الشرطة خلال بحثهم عن مشتبه به في عملية تزوير.

وتعرض فلويد للخنق المتعمد على يد ضابط أبيض يدعى ديريك تشوفين، قام بالضغط على عنقه بإحدى ركبتيه، وحسب شريط مصور فإن فلويد كان أعزلا ومقيدا، وردد عبارة “لا أستطيع التنفس.. أرجوك لا تقتلني” دون أن يكترث له الضابط.

واعتقلت السلطات الأمريكية الضابط تشوفين موجهة إليه تهمة القتل، فيما تم طرد 3 ضباط آخرين كانوا متواجدين أثناء الحادثة، وهم تو ثاو، وتوماس لين، وجيه ألكسندر كوينغ.

جورج فلويد يشعل فتيل ثورة ضد العنصرية

حادثة خنق جورج فلويد أشعلت غضب الشعب الأمريكي الذي خرج في مظاهرات احتجاجية ضد العنصرية في ولايات مينيسوتا ونيويورك وميشيغان وواشنطن وجورجيا.

وعادت الحادثة بذاكرة الأمريكيين إلى عمليات وحشية ارتكبها عناصر من الشرطة ضد مواطنين سود، منها مقتل الفتى ترايفون مارتن (17 عاما)، على يد رجل أمن أطلاق النار عليه مباشرة بحجة الدفاع عن النفس عام 2012، ومقتل إريك غارنر (44 عاما) بعد أن خنفه رجل شرطة بذراعه في عام 2014، ومقتل مايكل براون (18 عاما) برصاص شرطي بعد مشادة بينهما عام 2014، والتر سكوت (50 عاما) الذي تلقى 3 رصاصات في ظهره أثناء فراره من الشرطة عام 2015.

وتظاهر مئات المواطنين خارج البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، احتجاجا على استخدام الشرطة للعنف، مطالبين بتحقيق العدالة لجورج فلويد، ورافعين شعارات منددة بالعنصرية مثل شعار “توقفوا عن قتلنا”.

أحد المتظاهرين في مينابوليس احتجاجا على مقتل جورجي فلويد
أحد المتظاهرين في مينابوليس احتجاجا على مقتل جورجي فلويد

ووثقت شبكة “سي إن إن” الأمريكية استخدام أفراد الشرطة الهراوات لتفريق الحشود بالقرب من مبنى مركز شرطة مينيابوليس.

كما شهدت عدة مدن أمريكية أعمال عنف وشغب خلال المظاهرات التي بدأت سلمية، من إضرام للنيران في الممتلكات وعمليات سطو ونهب لمحلات تجارية وحتى مهاجمة عناصر الشرطة ومباني عامة.

على إثر تلك الأحداث، أعلن جاكوب فراي عمدة مدينة مينيابوليس حظرا للتجول في المدينة يبدأ في الساعة الثامنة مساء الجمعة بالتوقيت المحلي.

تصريحات ترامب تثير ضجة

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقتل جورج فلويد بـ”الحادث البشع والمرعب” لافتا إلى أنه لا يمكن تبرير ما حدث، وطالب وزارة العدل بالإسراع في تحقيق العدالة لجورج فلويد، كما أعرب عن تعازيه إلى عائلة جورج فلويد، وقال إن “عائلة فلويد تستحق العدالة، وشعب مينيابوليس يستحقون العيش بشكل آمن”.

وتعقيبا على أحداث العنف التي شهدتها مدينة مينيابوليس، حمل ترامب عمدة المدينة، جاكوب فراي، مسؤولية ما يحدث، وقال في تغريدة على تويتر ” لا أستطيع الوقوف ومشاهدة هذا يحدث لمدينة أمريكية عظيمة (مينيابوليس) بسبب الافتقار التام للقيادة، إما أن يقوم عمدة اليسار الراديكالي الضعيف جدا، جاكوب فراي، بعمله وإخضاع المدينة للسيطرة، أو سأرسل الحرس الوطني وأقوم بالمهمة بشكل صحيح”.

وردا على تغريدة ترامب، قال حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، إن تغريدات ترامب لا تساعد على احتواء الأزمة، ولسنا بحاجة للجيش والوضع يتجه للتهدئة.

أيضا انتقد المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة الأميركية، جو بايدن، تعامل ترامب مع تطورات مقتل جورج فلويد، وقال إنه يدعو إلى العنف في لحظة مؤلمة لكثيرين، وهذا ليس وقت التغريدات الملتهبة، وليس وقت التشجيع على العنف.. هذه أزمة وطنية ونحتاج إلى قيادة حقيقية في الوقت الحاضر، قيادة تأتي بالجميع إلى المائدة ليكون بإمكاننا اتخاذ إجراءات لاجتثاث العنصرية المنظمة”.

كذلك دعت منظمة العفو الدولية في تغريدة عبر تويتر الرئيس الأميركي إلى التوقف عن بث الخطاب العنصري، والتحريض على أعمال العنف، في إشارة لتغريدة نشرها ترامب توعد فيها بإطلاق النار على “قطاع الطرق” من المتظاهرين في مدينة مينيابوليس.

أوباما بكى عندما شاهد الفيديو

قال الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في بيان نشره على تويتر حول مقتل جورج فلويد، إنه بكى وأصيب بذعر كبير عندما شاهد فيديو خنق جورج فلويد، مشيرا إلى أن التعامل بشكل مختلف بسبب العرق أمر مأساوي ومؤلم بالنسبة للملايين من الأمريكيين.

وأعاد أوباما إلى الأذهان قضية  الشاب الأمريكي أحمد أربري، الرجل الأسود الذي قتل برصاص رجلين أبيضين بينما كان يركض في إحدى شوارع مدينة جورجيا في فبراير الماضي، وحادث آخر وقع الأسبوع الماضي عندما اتصلت امرأة بالشرطة في نيويورك للإبلاغ على رجل أسود طلب منها أن تربط كلبها.

وحمل أوباما المسؤولين في ولاية مينيسوتا مسؤولية تحقيق العدالة وإجراء تحقيق شامل وشفاف، مشددا في نفس الوقت على أن المسؤولية يتحملها الجميع للعمل معا لخلق وضع طبيعي جديد لا مكان فيه للتعصب والمعاملة غير المتكافئة.

الولايات المتحدة بأمس الحاجة للتوحد لا التناحر

في ظل ما تمر به الولايات المتحدة من أزمة هي الأسوأ من نوعها على مر التاريخ سببها فيروس كورونا المستجد، تزداد حاجة الأمريكيين إلى التوحد وضبط النفس بدلا من التناحر والانتقاد على المستويين الشعبي والرسمي حول قضية جورج فلويد.

هذا ما أكدت عليه السيدة الأولى، ميلانا ترامب، في تغريدة على تويتر، قالت فيها “بلدنا يسمح بالاحتجاجات السلمية، ولكن لا يوجد سبب للعنف، لقد رأيت مواطنينا يتحدون ويعتنون ببعضهم البعض خلال جائحة كوفيد-19 ولا يمكننا التوقف الآن، تعازي الحارة لعائلة جورج فلويد، دعونا نركز على السلام والصلاة والشفاء”.

كما لم ينس الرئيس السابق باراك أوباما في بيانه ما تمر به البلاد جرّاء تفشي وباء كورونا، ورغبة العديد من الأمريكيين في عودة الحياة إلى “وضعها الطبيعي” في مواجهة جائحة فيروس كورونا، ونبذ العنف وأعمال الشغب التي شهدها ولايات عدة خلال الأيام الماضية.

وتشهد الولايات المتحدة التي تعد أكبر بؤرة في العالم لتفشي جائحة كورونا، مظاهرات منذ شهر أبريل الماضي، للمطالبة بإنهاء إجراءات الحجر الصحي المفروضة على المواطنين من قبل السلطات بهدف الحد من تفشي فيروس كورونا.


مماثلة | المظاهرات في موسكو تتجدد .. هل تتحول لثورة ضد بوتين ؟

المصدر : هلا جورجيا - وكالات - تويتر

زر الذهاب إلى الأعلى