كيف تبدو العلاقات بين جورجيا و قطر ؟ رئيسة جورجيا تجيب
ما مدى قوة العلاقات بين جورجيا و قطر ؟ وهل يوجد اتفاقيات تعاون قائمة بين البلدين حاليا ؟ وكيف تبدو الروابط الدبلوماسية والتاريخية بينهما ؟ ماذا عن قطاعات الاستثمار والسياحة ؟ وما مستقبل التعاون الثنائي بين تبليسي و الدوحة ؟
هذه الأسئلة تجيب عنها رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي في مقابلة مع صحيفة The Peninsula القطرية الناطقة باللغة الإنجليزية، تطرقت خلالها إلى العلاقات بين جورجيا و قطر وواقعها ومستقبلها في ضوء المعطيات الحاضرة.
هل هناك توقعات بشأن تحول نوعي سيطرأ على العلاقات بين جورجيا و قطر خلال الفترة القادمة؟
قالت سالومي زورابيشفيلي إن جورجيا وقطر تحتفظان بعلاقات إيجابية للغاية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1993، ومنذ ذلك الحين يشهد التعاون بينهما نموا سريعا في مجالات مختلفة ، مثل الاقتصاد والثقافة والتعليم والتجارة والسياحة، وتمت عدة زيارات رفيعة المستوى من قبل الجانبين.
كما وقع البلدان أكثر من 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم مشتركة، وهناك المزيد أيضا قيد الدراسة أو جاهزة للتوقيع في المستقبل القريب، وعلى مر السنوات السابقة أصبحت جورجيا واحدة من الوجهات السياحية المفضلة في قطر، ويوميا تجلب شركة الخطوط الجوية القطرية مئات الزوار من قطر إلى جورجيا.
في 10 أسباب .. لماذا تجذب جورجيا المسافرون العرب ؟
أما على الصعيد الاقتصادي، فإن حجم التجارة بين البلدين ارتفع خلال العامين الأخيرين، وتقوم جورجيا بتصدير المنتجات الزراعية إلى قطر، بينما تستورد منتجات مختلفة من الصناعات البتروكيماوية.
هناك أيضا العديد من المشاريع الاستثمارية القطرية قيد التنفيذ في جورجيا، بالنظر إلى موقع جورجيا الاستراتيجي واتفاقيات التجارة الحرة التي تم تحقيقها مؤخرًا مع الأسواق الرئيسية ، مثل الاتحاد الأوروبي ورابطة التجارة الحرة الأوروبية والصين ودول الكومنولث المستقلة ، وفي ضوء كل تلك المعطيات فإنه يمكن القول بالتأكيد يمكن أن يحدث تحول نوعي في العلاقات الجورجية القطرية.
الاقتصاد في جورجيا .. أهم فرص الاستثمار والرؤية المستقبلية
هل هناك تحديات أو صعوبات قد تحول دون تحقيق مزيد من التقدم في العلاقات بين قطر و جورجيا ؟
أكدت رئيسة جورجيا عدم وجود عقبات أمام تحقيق مزيد من التقدم بالعلاقات الثنائية، فالعلاقات الوثيقة تاريخيا بين جورجيا والعالم العربي، لها دور كبير في تعميق العلاقات بين الشعوب والدول، كما أن العلاقات الدبلوماسية القائمة بين البلدين منذ أكثر من ربع قرن مهدت الطريق لبدء العلاقات الودية بين البلدين.
إحتفالات عيد الإستقلال الجورجي في قطر
في هذا الإطار يمثل افتتاح سفارة قطر في جورجيا عام 2012 علامة على الإرادة السياسية لتحسين العلاقات، لا سيما أن قطر هي أول دولة في منطقة الخليج تفتح سفارة لها في جورجيا، و لطالما كانت الدوحة مؤيدًا قويًا لسيادة جورجيا وسلامة أراضيها.
أيضا يساهم القرب الجغرافي بشكل طبيعي في تطوير وتعميق العديد من جوانب العلاقات بين البلدين، وقد وجهت سالومي زورابيشفيلي الدعوة إلى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لزيارة جورجيا، وأعربت عن أملها في أن يتمكن من زيارة بلادها أوائل عام 2020، لإتاحة الفرصة لمناقشة فرص تعميق وتعزيز التعاون الثنائي.
هناك خطط لتوقيع اتفاقيتين بشأن تشجيع الاستثمار والتعاون الاقتصادي والتقني ، متى سيتم توقيعهما؟
أنهت حكومتا جورجيا وقطر المفاوضات بهذا الشأن، وسيوقع اتفاقان حكوميان دوليان قريبا، أحدهما بشأن الحماية المتبادلة للاستثمارات والآخر بشأن التعاون التقني والاقتصادي، وسيؤدي توقيع هذه الوثائق إلى زيادة تعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين، ومن المنتظر توقيعهما خلال زيارة الشيخ تميم القادمة لجورجيا.
كان هذا على خلفية مشاركة قطر في المنتدى الاقتصادي طريق الحرير في العاصمة الجورجية تبليسي أواخر الشهر الماضي ، حيث التقى وزير المواصلات القطري و رئيس الوزراء الجورجي :
جيورجي جاخاريا يبحث مع وزير المواصلات القطري فرص الاستثمار في جورجيا
ما مجالات التعاون الرئيسية بين جورجيا و قطر والتي نتوقع أن نشهد مزيدا من التعزيز في المستقبل القريب؟
تمثل الاستثمارات والتجارة والتعليم والثقافة والابتكار والتقنيات المجالات الرئيسية التي يتوقع أن تتطور وتنمو أكثر بين البلدين، وبهذا الصدد، تعد جورجيا رائدة في المنطقة من حيث جاذبية الاستثمار، وهي واحدة من أكثر البيئات الصديقة للاستثمار في العالم الأمر الذي ينعكس بوضوح في تصنيف المؤسسات الدولية.
وقعت جورجيا و قطر اتفاقية لإعفاء مواطني البلدين من تأشيرة الدخول عام 2010، وتم تعزيزها لاحقًا عن طريق تقديم تأشيرة عند الوصول لجميع المقيمين في قطر؛ ما هو تأثير هذا في جذب المزيد من الزوار لتعزيز السياحة في جورجيا؟
في جورجيا القطريون ليسوا بحاجة إلى تأشيرة الدخول مدة عام واحد، وفي الفترة الحالية تشهد جورجيا ازدهارا سياحيا، وقد تجاوز عدد الزوار الدوليين في العام الماضي 8 ملايين زائر، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم خلال العام الجاري، فهناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس في جميع أنحاء العالم يختارون السفر إلى جورجيا، حيث الثقافة الفريدة من نوعها ، والطبيعة الرائعة ، والجبال ، والشواطئ، ومنتجعات التزلج ناهيك عن كرم الضيافة.
ماذا عن التعاون العلمي والثقافي بين البلدين على خلفية توقيع اتفاق مزدوج بين الدوحة وتبيليسي عام 2014، لتشجيع التبادل الثقافي؟
يوجد إمكانات كبيرة للتعاون في مجالات العلوم والتعليم، وخاصة في مجال الابتكار والتقنيات، و قطر مقر لعدة فروع جامعية بارزة، وكل عام يتوجه طلاب جورجيون لتعلم اللغة العربية في جامعة قطر، في المقابل توفر الجامعات الجورجية التعليم في المجال الطبي على مستوى عالٍ.
كما سيزور وزير التعليم والعلوم والثقافة والرياضة في جورجيا قطر في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري؛ للمشاركة في قمة مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) في الدوحة، أيضا قدمت فرقة الباليه الوطنية سوخيشفيلي الجورجية الشهيرة عروضا في الدوحة مرتين هذا العام، وهو أول أداء لها في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والتعاون في مجال إنتاج الأفلام المشتركة هو أيضا مجال واعد جدا.
كيف تنظر جمهورية جورجيا إلى الأزمة الخليجية؟
جورجيا تراقب الأزمة الخليجية التي بدأت في يونيو / حزيران 2017 عن كثب، خاصة وأنها قريبة وتؤثر على الدول المحيطة بطريقة أو بأخرى، وتأمل جورجيا في حل الأزمة عن طريق الحوار ، في الوقت ذاته تحرص تبليسي على استمرار تنمية العلاقات الجيدة مع كل دول مجلس التعاون الخليجي وبناء علاقات وثيقة مع بلدان المنطقة.
تستعد قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، كيف ترى جورجيا هذا الحدث العالمي و هل من الممكن أن يكون تجربة فريدة من نوعها؟
للمرة الأولى في الشرق الأوسط وعلى مقربة من جورجيا سيقام كأس العالم 2022 في قطر، ولا شك أن هذا الحدث سيوفر فرصا كثير لتعزيز التعاون السياحي إلى مستوى جديد نوعيًا، حيث سيضع المنطقة الأوسع في دائرة الضوء على الصعيد الدولي.
يمكنك متابعة الحوار من الموقع مباشرة باللغة الإنجليزية عبر هذا الرابط
المصدر : هلا جورجيا - صحيفة بينينسولا القطرية - المكتب الصحفي لرئيس الجمهورية
