جورجيا والأردن يحتفلان بمرور 25 عاماً على العلاقات الدبلوماسية
هل تلك المصادفة التاريخية هي ما تجعل من جورجيا والأردن متقاربتان لهذه الدرجة ، أم أنها الأرضية التاريخية والثقافية المشتركة لدولتين كلا منهما تحمل الطابع المركزي والتاريخي لإقليميهما.
عيد الاستقلال .. مصادفة أم قدر؟
تحتفل جورجيا في السادس والعشرين من مايو كل عام بعيد الاستقلال عن الإمبراطورية الروسية، بينما تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية في الخامس والعشرين من مايو كل عام بعيد الاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية.
مما لا شك فيه أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من أقدم العلاقات الدبلوماسية بين جورجيا وبلد عربي حيث تحتفل السفارة الجورجية في الأردن بمرور اليوبيل الفضي (25 عام) على العلاقات بين البلدين.
جورجيا .. الدولة المركزية لإقليم القوقاز والتي نالت استقلالها إبان الثورة الروسية (عام 1917) وفي خضم الحرب الأهلية الروسية والتي تحتفل خلال مايو الجاري بمرور 100 عام ويزيد على الإستقلال.
والأردن .. اللاعب السياسي الأساسي جوار مصر وسوريا في التوازن الإقليمي للشرق الأوسط والتي أنهت خمس وعشرون عاماً من الانتداب البريطاني (الذي بدأ عام 1922 بإقرار من عصبة الأمم -التي حُلت بقيام الحرب العالمية الثانية-). حتي الخامس والعشرين من مايو عام 1946 (بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعام واحد) الذي أعلنت فيه الأردن استقلالها قبل 73 عاماً.
25 عاماً على العلاقات بين جورجيا والأردن
صرح زازا كانديلاكي Zaza Kandelaki”السفير الجورجي في عمان: ” أن جورجيا والأردن يحتفلان هذا العام بمرور 25 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما لافتاً إلى العلاقة المتميزة التي تربط البلدين في مختلف المجالات، والتي تمثل قاعدة لبناء وتعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حركة التبادل التجاري وإنشاء المشروعات الاستثمارية المشتركة في البلدين”.
ولفت كانديلاكي النظر إلي أنه يمكن زيادة حجم التجارة البينية المتواضعة إلي الآن -حسب قوله- خاصة في مجال الزراعة واللحوم من خلال تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، والبدء بالتجهيز لعقد منتدى أعمال تجاري واقتصادي أردني جورجي كخطوة أولى لتفعيل هذه الاتفاقيات وتعزيز التعاون الاقتصادي.
أشار زازا أيضاً أن جورجيا منحت منحاً شاملة لبعض الطلاب الأردنيين للدراسة بالجامعات الجورجية وتدرس مع وزارة التعليم العالي زيادة أعداد المنح الشاملة والتبادل الطلابي في العام القادم بصورة أكبر وأشمل.
ونوه زازا إلي أن جورجيا والأردن في علاقاتهما الخارجية يدعمان بعضهما البعض في المحافل والمنظمات الدولية، مشيراً إلي طلب جورجيا الذي تقدمت به للأمم المتحدة لإصدار قراراً حول النازحين إليها وأهمية إعادتهم لموطنهم، وتأمل من الأردن دعم هذا القرار.
وعلى مستوى التعاون الأمني قال السفير: ” إن جورجيا والأردن عاملا استقرار في المنطقة وهناك تعاون وثيق في مجال مكافحة الإرهاب وتسليم المطلوبين وسيتم تنظيم اجتماعات في المستقبل القريب لتعزيز هذا التعاون”.
هل يشير السفير الجورجي هنا إلى إمكانية تسليم المطلوبين الأردنيين في قضايا مالية أو مدنية والصادر ضدهم أحكام في الأردن؟ .. ربما .. لا نعرف على وجه اليقين!
السياحة الدينية .. ومغطس المسيح(عليه السلام)
وكشف بيان للسفارة نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) حول إهتمام جورجيا بقطاع السياحة الدينية في الأردن والمباحثات التي تجريها السفارة الجورجية في عمان مع الحكومة الأردنية لتخصيص قطعة أرض في منطقة المغطس التاريخية الدينية لبناء مركز ثقافي جورجي.
تشتهر الأردن بمنطقة “المغطس” وأهميتها الدينية التاريخية” للمسيحيين حول العالم، حيث كان المغطس شرق نهر الأردن حيث قام “يوحنا المعمدان” بتعميد السيد المسيح (عليه السلام) حسب المعتقدات الدينية المسيحية، وإلي هذا المكان يحج المسيحيون على خلاف طوائفهم في الجمعة الثانية من كل يناير لمنطقة المغطس إحتفالاً بمعمودية المسيح (عليه السلام).
طيران مباشر بين عمان وتبليسي قريباً
وفي معرض تسليط الضوء على العلاقات “المتميزة” بين البلدين في مختلف المجالات ، أشار كاندلاكي إلى أن السياحة الأردنية الجورجية تتطور، لافتاً أن عدد السياح الأردنيين الذين يزورون جورجيا في ازدياد ، مشيرا إلى الجهود الجارية لاستعادة الرحلات الجوية المباشرة في كلا الاتجاهين بين عمان وتبليسي قريباً.
مضيفاً أن منح جورجيا لحاملي الجواز الأردني حق دخول جورجيا بدون تأشيرة الإقامة على الأراضي الجورجية لمدة عام كامل منح مزيداً من الفرص لرجال الأعمال وأصحاب المشروعات المتوسطة والصغيرة للإستثمار وبدء مشروعاتهم في جورجيا.
زازا كانديلاكي .. سفيرًا فوق العادة للأردن والعراق ولبنان
عشرون عاماً من العمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية الجورجية ومكتب رئيس الجمهورية، كان خلالها زازا كانديلاكي ممثلاً لجمهورية جورجيا في عديد من الدول والمحافل الدولية تُوجت مؤخراً (في التاسع والعشرين من نوفمبر 2018) بتقديم أوراق اعتماده لجلالة الملك عبد الله الثاني -ملك المملكة الأردنية الهاشمية- كسفيراً لجمهورية جورجيا لدى المملكة وبدأ بمزاولة نشاطه الدبلوماسي.
جديراً بالذكر أن السفارة الجورجية لدى المملكة الأردنية تقوم بأعمال سفارة جورجيا لدى العراق ولبنان أيضاً.
شاهد | الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال 74 في الأردن في ظل جائحة كورونا:
اقرأ أيضًا : هل يصبح عام 2019 استثنائيا في العلاقات الأردنية الجورجية؟