هل سيواصل النمو؟ تعرف على توقعات الخبراء بشأن اقتصاد دولة جورجيا في 2024؟
يعتقد الخبراء أن الاتجاهات الإيجابية في الاقتصاد الجورجي ستواصل النمو في عام 2024، كما ستتعزز العلاقات التجارية مع روسيا وذلك وقاً لتقرير حديث نشرته النسخة الجورجية من موقع Sputnik.
الاقتصاد الجورجي لعام 2024
لمدة ثلاث سنوات متتالية، ظل الاقتصاد النامي في جورجيا ينمو في مواجهة التحديات العالمية، والبلاد في طريقها لأن تصبح مركزاً للنقل والخدمات اللوجستية بفضل موقعها الجيوسياسي.
كان الإنجاز المهم للبلاد في عام 2023 هو النمو المستقر للناتج المحلي الإجمالي وانخفاض التضخم.
الاقتصاد الجورجي سيواصل النمو في 2024
كما قال نيكا شنجيليا، نائب رئيس المركز الدولي للتنبؤ والأبحاث في جورجيا، لـ”سبوتنيك”، إنه في عام 2024، سيرتفع الناتج المحلي الإجمالي إلى 6.4%، وسيقترب التضخم من هدف 3%، وسيرتفع سعر صرف العملة الجورجية مقابل اليورو.
فيما سيكون الدولار الأمريكي 2.8 لاري جورجي، إذا انخفض الدخل من العملات الأجنبية إلى 200 مليون لاري جورجي شهرياً.
وبعد انكماش الاقتصاد بنسبة 6.8% في عام 2020، بدأ التعافي السريع إلى حد ما منذ أبريل/نيسان 2021، وهو ما ينعكس في جميع المعايير الاقتصادية تقريباً.
وبحسب البيانات المحدثة، بلغ النمو الاقتصادي لجورجيا 10.5% في عام 2021، و10.4% في عام 2022.
وبلغ متوسط معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2023 6.9%.
وبلغ التضخم السنوي في جورجيا 0.1% في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والمعدل المستهدف هو 3%.
وللمقارنة: في عام 2022، بلغ التضخم السنوي 9.8%، والمعدل المستهدف 3%، بحسب بيانات “ساكستات”.
ووفقاً للخبير الاقتصادي البروفيسور سوسو أرتشفادزه، فإن معدل نمو الاقتصاد الجورجي لا يعتمد إلى حد كبير على القدرات الداخلية للبلاد فحسب، بل يعتمد أيضاً على الوضع الاقتصادي الخارجي.
وقال: “كل شيء مترابط، ويعني الاقتصاد العالمي أن النمو لا يعتمد على الجهود المحلية فحسب، بل يعتمد أيضاً على الظروف الاقتصادية الخارجية المقابلة، لأننا ننتج العديد من المنتجات ليس فقط للاستهلاك المحلي، ولكن أيضاً للسوق الخارجية، ولكن إذا كان الوضع في السوق الخارجية غير مناسب نسبياً، فلن نتمكن من زيادة الإنتاج إلى الحجم الذي لدينا القدرة عليه، أي إذا لم يشتر جيراننا النبيذ الجورجي والمياه المعدنية وما إلى ذلك عندها لن نكون قادرين على إنتاجها بكميات كبيرة”.
ووفقاً له، لا ينبغي توقع نمو الناتج المحلي الإجمالي برقم مزدوج في عام 2024، لكن اقتصاد جورجيا سينمو بنسبة 6٪ على الأقل بسبب نمو القطاع الحقيقي للاقتصاد والصناعة التحويلية وفرص التصدير في العديد من المجالات – من الغذاء إلى طاقة.
ووفقاً لباتا بايراختاري، نائب رئيس جمعية الممولين ورجال الأعمال الشباب، فقد تم وضع العديد من التوقعات فيما يتعلق بنمو الناتج المحلي الإجمالي، وأغلبها إيجابية وتشير ضمناً إلى متوسط نمو يتراوح بين 4.5% إلى 5%.
وقال بايراختاري لـ”سبوتنيك”: “أعتقد أنه، مع تساوي العوامل الأخرى، فإن اقتصاد جورجيا سينمو أكثر قليلاً من التوقعات الدولية.
وفقاً للسيناريو الأساسي لبنك جورجيا الوطني، سيحافظ اقتصاد جورجيا على الاستقرار ومن المتوقع أن يصل نموه إلى 6٪ في عام 2023.
العلاقات التجارية بين جورجيا وروسيا ستزداد
وكما يتوقع نيكا شينجيليا، في عام 2023، مقارنة بعام 2022، سيزداد اعتماد الاقتصاد الجورجي على الاقتصاد الروسي أكثر ثلاث مرات، وفي عام 2024 سيزداد هذا الاعتماد أكثر.
وقال: “إن روسيا دولة مجاورة لنا، لذا فإن العلاقات التجارية بين البلدين ستزداد بالتأكيد في عام 2024، لا أرى حتى الآن الشروط المسبقة لإنهاء الأحداث في أوكرانيا، ولن يتم رفع العقوبات المفروضة على روسيا بهذه السرعة، وبالتالي فإن حجم التبادل التجاري بين جورجيا وروسيا سيكون ديناميكياً”.
ووفقاً له، على الرغم من أن الحدث الأكبر لجورجيا في عام 2023 كان الحصول على مكانة مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، وهو أمر ذو طابع سياسي أكثر، فإن هذا لا يعني تلقائياً تعزيز العلاقات التجارية بين جورجيا وأوروبا.
ويعتقد شينجيليا أن أوروبا لا تستطيع أن تحل محل تركيا وروسيا باعتبارها الشريك التجاري الرئيسي لجورجيا.
وأضاف: “بشكل عام، مستقبل الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028 مشكوك فيه، نرى أن اقتصاد الاتحاد الأوروبي ينكمش، وأعتقد أنه سيتم إعادة تجميع الدول وسيتم خلق حقائق جديدة”.
وأشار الخبير إلى أنه بعد عام 2025، يرى أن جورجيا تتعاون بشكل وثيق مع روسيا والصين من الناحية الاقتصادية بسبب موقعها الجيوسياسي.