ما تاريخها، وما علاقتها بالمصريين؟ جورجيا تعلن يوم 15 ديسمبر موعداً لإضاءة شجرة الكريسماس في تبليسي!
أعلن عمدة عاصمة جورجيا كاخا كالادزي خلال اجتماع حكومة البلدية أن حفل إضاءة شجرة الميلاد في تبليسي (الكريسماس) سيقام يوم 15 ديسمبر/كانون الأول 2023.
شجرة الميلاد في تبليسي
ووفقاً لبيان كالادزي الذي نقله التلفزيون الجورجي الرسمي TV1، فإن بلدية العاصم الجورجية حصلت على شجرة جديدة بعد أن أحرقت الألعاب النارية التي أطلقت تجاهها الشجرة السابقة.
كما أضاف أنه سيتم إقامة حفل موسيقي يترافق مع فعاليات إضاءة الشجرة.
تاريخ شجرة عيد الميلاد
تعتبر شجرة الكريسماس تقليداً غريباً ممتداً منذ قرون، وهو خطوة أساسية في استعدادات توديع نهاية العام الجاري والاحتفال بحلول العام الجديد.
وفي كل شهر ديسمبر/كانون الأول، يتوجه الأشخاص في مناطق حول العالم إلى أقرب غابة، ويقطعون شجرة محددة، ويسحبونها إلى منازلهم، ويزينونها بالأضواء، والحلي، والزينة، ثم يتخلصون منها في شهر يناير/كانون الثاني.
يعود تاريخ شجرة الكريسماس إلى الاستخدام الرمزي للأشجار دائمة الخضرة في مصر القديمة وروما، ويستمر التقليد الألماني المتمثل في أشجار الكريسماس المضاءة بالشموع والتي تم إحضارها لأول مرة إلى أمريكا في القرن التاسع عشر.
وقبل أن تكون الشجرة تقليداً، كانت الأغصان الخضراء ديكوراً موسمياً أساسياً منذ العصور القديمة كجزء من احتفالات الانقلاب الشتوي الوثنية في الدول الغربية وأوروبا.
وفي تصريحاتها لمجلة National Geographic للطبيعة والعلوم، قالت كارول كوزاك، أستاذة الدراسات الدينية بجامعة سيدني: “كانت الخضرة في مهرجانات منتصف الشتاء تقليدية منذ عهد العالم القديم، مما يدل على انتصار الحياة والضوء على الموت والظلام”.
وبالرغم من أنه من الصعب نظرياً تحديد متى وأين تحولت هذه التقاليد الوثنية إلى تقليد كما نعرفه اليوم ومنوطاً بشجرة معينة: تزعم العديد من البلدان أنها كانت البداية وراء ابتكار مفهوم شجرة الكريسماس، وهناك أساطير متنافسة تسعى إلى شرح تاريخ كل دولة في ابتكار الطقس.
لكن بينما تظهر أشجار عيد الميلاد في جميع أنحاء العالم، يتم إرجاع أصولها إلى مناطق ذات غابات وفيرة دائمة الخضرة – خاصة تلك الموجودة في شمال أوروبا.
في حين يعتقد كثيرون أن تقليد شجرة الكريسماس بدأ في بريطانيا في العهد الفيكتوري، أي الوقت الذي اعتلت فيه الملكة فيكتوريا العرش بين عامي 1837 و1901.
وكانت الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت من أكبر عشاق شجرة الكريسماس.
ولكن في الواقع يضرب هذا التقليد بجذوره في الزمن لأبعد من ذلك بكثير.
فقبل المسيحية بوقت طويل والأشجار دائمة الخضرة لها معنى خاص للناس في الشتاء، وفي كثير من البلدان كان يعتقد أن الخضرة الدائمة تطرد الأشباح والسحر الأسود والأرواح الشريرة والمرض.
وفي مصر القديمة عبد المصريون الإله رع ولديه رأس الصقر ويرتدي الشمس كرمز في تاجه.
وكان المصريون القدماء يرون في الانقلاب الشمسي بداية تعافي رع من مرضه، فكانوا ينصبون نخيلا أخضر في بيوتهم رمزا لانتصار الحياة على الموت.
وكان الرومان يحتفون بالانقلاب الشمسي باحتفال أطلقوا عليه ساتورناليا تكريما لساتورن إله الزراعة. فقد علم الرومان أن الانقلاب الشمسي يعني ازدهار الزراعة قريبا، وابتهاجا بالمناسبة كانوا يزينون بيوتهم ومعابدهم بأشجار دائمة الخضرة.
وفي شمال أوروبا كان كهنة الكلت يزينون معابهم بأشجار دائمة الخضرة رمزا لاستمرار الحياة، وكان الفايكينغ يعتقدون أن الخضرة الدائمة هي نبتة إله الشمس بالدر.
وبعد المسيحية ظهر هذا التقليد أولا في ألمانيا وانتقل إلى بريطانيا في عهد الملك جورج الثالث في الوقت الذي ولد فيه الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا.
فقد كانت زوجة الملك جورج ألمانية تدعى شارلوت والتي اعتادت على تزيين شجرة لأسرتها في أواخر القرن الثامن عشر.
ولكن يقال إن الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت هما أول من جعل شجرة الكريسماس تحظى بهذه الشعبية لذلك يعتقد الكثيرون أن التقليد ولد في عهدها.
في حين كان أول ظهور لشجرة الكريسماس في أمريكا على استحياء في بنسلفانيا عام 1747 على أيدي مستوطنين ألمان.
وفي عام 1659 صدر قانون يمنع الناس من الاحتفال بـ 25 ديسمبر/كانون أول بتزيين شجرة الكريسماس باعتبار ذلك تدنيس لحدث مقدس.
واستمر هذا القانون حتى القرن الـ 19 عندما انتشر المهاجرون الألمان والايرلنديون الذين يحبون الاحتفال بعيد الميلاد بشجرة الكريسماس.
وشهد القرن العشرين قيام الأمريكيين بتزيين بيوتهم بشجرة الكريسماس المزينة بالحلي، بينما واصل الأمريكيون من أصل ألماني وضع التفاح والجوز والبندق واللوز والفطائر الصغيرة المصنوعة باللوز والسكر، فضلا عن تزيينها بالأنوار.
ثم بدأت أشجار الكريسماس تنتشر في كافة ميادين البلاد لتصبح عادة أمريكية أيضا.