تنقّلت ملكيتها بين دولتين 12 مرة خلال قرن واحد، وموطن لاثنين من الحائزين على نوبل.. كل ماتريد معرفته عن دولة سانت لوسيا
تُعتبر دولة سانت لوسيا، واحدة من دول الكاريبي التي يمكن لأي شخص الحصول على جنسيتها عن طريق برامج تحددها الحكومة، أهمها برنامج الاستثمار، ولكن قبل ذلك كله، ما الذي نعرفه عن دولة سانت لوسيا بحد ذاتها؟
أين تقع سانت لوسيا؟
دولة سانت لوسيا، هي جزيرة تقع في البحر الكاريبي على حدوده مع المحيط الأطلسي، وهي دولة ذات سيادة وعضو في الكومنولث البريطاني.
تقع سانت لوسيا إلى الجنوب الشرقي من جزر الأنتيل الصغرى، وشمال شرقي جزيرة سانت فنسنت، وإلى الشمال الغربي من بربادوس وإلى الجنوب من مارتينيك وهي جزء من جزر الأنتيل الكبرى.
أما عاصمتها فهي مدينة کاستريس، التي تعتبر المرکز الاقتصادي والثقافي الرئيسي للجزيرة.
تغطي هذه الجزيرة الجميلة مساحة 238.23 ميل مربع (617 كيلومتر مربع)، بينما يبلغ عدد سكانها نحو 187 ألفاً.
تتميز دولة سانت لوسيا بجمال شواطئها، وطبيعتها الخلابة، وثقافتها المحليّة الغنيّة، لا سيما وأنها تضم بعض مناطق التراث العالمي التابعة لليونسكو، من بينها حديقة البحر الکاريبي للبحيرات البرية، ومحميّة جبال بيتون.
دولة سانت لوسيا.. من قبل الاستعمار وحتى الوقت الحالي
تاريخياً، عُرفت دولة سانت لوسيا أيضاً باسم “هيلين الغرب”، وهو اسمٌ مشتق من الفرنسيين الذين هم نفسهم أطلقوا عليها اسم “القديسة لوسي” من “سيراكيوز” وهي مدينة في جزيرة صقلية الإيطالية التي جاء منها أول المستعمرين الأوروبيين للجزيرة.
في الفترة التي سبقت الاستعمار، كانت دولة سانت لوسيا أول جزيرة يسكن فيها “شعب التاينو”، الذين جاءوا إليها من شمال أمريكا اللاتينية، في فترة تتراوح ما بين عامي 200 إلى 400 ميلاديّة.
وهناك العديد من الأدلة التي تُشير إلى أنّ شعب التاينو أطلق على الجزيرة اسم “إيوانالاو” والتي تعني أرض “الإغوانا” وذلك بسبب وجود عدد كبير من حيوان الإغوانا على الجزيرة.
في حين جاء وصل هنود الكاريبي إلى دولة سانت لوسيا في عام 800، إذ لا يزال من الممكن حتى يومنا هذا، العثور على سكان من أصل كاريبي في سانت لوسيا وفقاً لما أكدته هيئة السياحة في سانت لوسيا Stlucia.
عاش الكاريبيون في سانت لوسيا حتى القرن السابع عشر، عندما حاول المستوطنون السيطرة على الجزيرة لتعزيز التجارة الأوروبية، حتى خلال هذه الفترة من الاستعمار، واصل الكاريبيون القتال وأوقفوا محاولات متعددة من قبل الإنجليز والفرنسيين للاستقرار في الجزيرة.
أما فيما يتعلق باكتشاف سانت لوسيا خلال الحقبة الأوروبية الحديثة المبكرة، فإن هناك روايتين غير رسميتين:
الأولى: تعتقد أنّ الرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس كان أول أوروبي يشاهد سانت لوسيا وذلك خلال رحلته الرابعة في عام 1502.
الثانية: تعتقد الرواية أنّ الرحالة الإسباني خوان دي لا كوسا كان أول من شاهدها، وأنه قد ذكرها في خريطته التي رسمها في عام 1500 وأطلق عليها اسم “إل فالكاو”.
ملكية الجزيرة تغيرت 12 مرة في القرن الثامن عشر
خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كانت صناعة السكر إحدى أشهر الصناعات الحديثة في جزر الهند الغربية والأمريكيتين، وبما أنّ هذه الصناعة كانت تعتمد على “العبيد”، جذبت جزيرة سانت لوسيا اهتمام كلٍ من البريطانيين والفرنسيين لاستعمارها والاستفادة من سكانها في العمل، ولذلك فقد تبدّلت ملكية الجزيرة 12 مرة بين الطرفين خلال قرن واحد فقط.
في البداية، منح جورج الأول ملك بريطانيا العظمى في عام 1722 كلاً من سانت لوسيا وسانت فنسنت، لجون مونتاجو وهو وزير البحرية البريطانية في عهد الثورة الأمريكية.
بدوره عيَّن مونتاجو، “ناثانيال أورينج” نائباً له في الجزر، والذي ذهب إليها رفقة 7 من السفن البريطانية الحربية، لإقامة مستوطنة “Petit Carenage”، ولكن بسبب عدم وجود الدعم الكافي له، فرّ أورينج مع سفنه الحربيّة، تاركاً الجزيرة للمستعمرين الفرنسيين.
وخلال حرب السنوات السبع، احتلت بريطانيا سانت لوسيا لمدة عام، لكنها أعادت الجزيرة إلى الفرنسيين بموجب معاهدة باريس في عام 1763.
بينما احتل البريطانيون الجزيرة مرة أخرى بين عامي 1778 و 1784، وهي الفترة التي تسببت في إحراق عاصمة سانت لوسيا بشكل كامل.
واصلت فرنسا وبريطانيا التنافس على سانت لوسيا حتى حصل عليها البريطانيون في عام 1814 بموجب معاهدة باريس، التي أنهت الحروب النابليونية، واعتبرت دولة سانت لوسيا بعد ذلك إحدى مستعمرات جزر ويندوارد البريطانية.
أما في الحرب العالمية الثانية، فقد كانت سانت لوسيا أيضاً مسرحاً لمعركة صغيرة يُطلق عليها “معركة الكاريبي”، عندما أغرق زورقاً ألمانياً، سفينتين بريطانيتين في ميناء كاستريس في 9 مارس/آذار 1942.
لاحقاً انضمت سانت لوسيا إلى اتحاد جزر الهند الغربية، ولكن عندما حُلت المستعمرة، أصبحت سانت لوسيا واحدة من ستة أعضاء من دول الهند الغربية المنتسبة مع حكم ذاتي داخلي.
وفي عام 1979، حصلت سانت لوسيا على الاستقلال الكامل، ليختار حزب العمال المتّحد المحافظ، الحاكم آنذاك، البقاء داخل الكومنولث البريطاني والاعتراف بالملكة إليزابيث الثانية، ملكة على الدولة.
أما في الوقت الحالي، فتعتبر دولة سانت لوسيا واحدة من الدول التي تتمتع بالاستقرار السياسي والاقتصادي، فهي دولة ديمقراطية برلمانية، ملكها هو “تشارلز الثالث” ويمثله حاكم عام “رئيس وزراء” يكون عادة رئيس الحزب الذي يحظى بأغلبية مقاعد مجلس النواب الذي يضم 17 مقعداً.
في حين تصنف الأمم المتحدة دولة سانت لوسيا على أنها دولة جزرية صغيرة نامية، بعد أن تمكنت من جذب الأعمال والاستثمارات الأجنبية، لا سيما في الصناعات المصرفية والسياحة، والتي تعد المصدر الرئيسي لإيرادات سانت لوسيا.
أبرز المعالم في دولة سانت لوسيا
لا شكَّ أنّ تاريخ سانت لوسيا متنوع ومتعدد الثقافات، بينما لا تزال ثقافة الكاريبي لها تأثير قوي على الجزيرة، على الرغم من اختلاطها بالثقافات الأفريقية التي نشأت خلال الحقبة الاستعمارية.
بينما تمتزج العناصر الإنجليزية والفرنسية والهولندية أيضاً مع العناصر الأخرى في الجزيرة، مما يجعل ثقافة سانت لوسيا فريدة لأولئك الذين يزورونها.
كما تعد هذه الدولة الجزرية موطن اثنين من الحائزين على جائزة نوبل وهما:
- السير آرثر لويس الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 1979.
- الشاعر ديريك والكوت الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1992.
سانت لوسيا ليست جزيرة عادية، إذ تهمس جبالها وغاباتها وشواطئها ومواقعها التاريخية أصداء تاريخها لجميع من يزورها.
كما أنه من المستحيل رؤية كل شيء على الجزيرة أثناء زيارتك لها، إذ يعيش الكثير من الناس هنا لسنوات دون الكشف عن كل أسرارها، ولكن هناك بعض معالم سانت لوسيا التي لا يجب أن تفوتها عندما تكون هنا مثل:
البيتون: هو عبارة عن جبلين يشكلان قصبة بركانية (جروس بيتون و بيتي بيتون)، ويقعان جنوب غربي الجزيرة، تم ربطهما بواسطة نتوء جبلي، ويعتبران من أشهر مراكز تسلق الجبال في الجزيرة.
جزيرة الحمامة: إذا كنت ترغب في الجمع بين التاريخ والطبيعة في زيارتك، فإن Pigeon Island هي واحدة من أفضل معالم سانت لوسيا بالنسبة لك، فقد كانت جزيرة الحمامة جزيرة منفصلة حتى عام 1972، عندما قامت الحكومة ببناء جسر بينها وبين الجزيرة الرئيسية لسهولة الوصول إليها، وجزيرة الحمامة هي المكان الذي أنشأ فيه القرصان سيئ السمعة “جامب دي بوا” ، معسكراً لنصب كمين للسفن التجارية الإسبانية.
سوفرير: من بين جميع المعالم الأكثر شهرة في سانت لوسيا، تعد سوفريير واحدة من أكثر المعالم شهرة، إذ يأتي اسم البلدة من الروائح الكبريتية الناتجة عن البراكين، يمكنك استكشاف ساحة البلدة وتعرف على ثقافة سانت لوسيا من خلال رؤية بعض العجائب الطبيعية للجزيرة.
علم سانت لوسيا
يُطلق على شعب سانت لوسيا اسم “السانت لوسيان”، وهم خليط من جنسيات مختلفة، حوالي 85% من السكان هم أفارقة، بينما الـ 15% الأخرى من السكان خليط من البريطانيين والكاريبيين والهنود الشرقيين والفرنسيين.
في حين يمتلك شعب سانت لوسيا شخصية متواضعة ومرحة، إذ يحاولون دائماً الترحيب بالزوار وفي نفس الوقت معروفون بحبهم للحفلات وقضاء أوقات ممتعة.
اللغة الرسمية لدولة سانت لوسيا هي اللغة الإنجليزية، ومع ذلك فإن النسبة الأكبر من سكان الجزيرة يتحدثون اللغة الكريولية/باتوا الأصلية.
وقد تمَّ إنشاء لغة الكريول نتيجة لتراث الكريول الفرنسي المشترك ومزيج من الطائفتين البريطانية والفرنسية خلال السنوات الاستعمارية.
في حين تستخدم هذه اللغة على نطاق واسع من قبل السكان للتعبير عن تراثهم الفرنسي ويمكن فهمها بسهولة من قبل أولئك الذين يتحدثون الفرنسية لأنها قريبة جداً من لهجاتهم.
أما إحدى أكثر الأشياء المُدهشة في سانت لوسيا فهي مطبخهم، إذ يتكون طعامهم من مزيج من الأطباق الفرنسيّة والهنديّة الشرقيّة والبريطانيّة.
طبقهم الوطني يسمى “التين الأخضر”، كما أنهم مشهورون في تحضير الأسماك المالحة، واللحوم، والزلابية.
في الوقت ذاته، تشتهر دولة سانت لوسيا أيضاً بالفواكه الطازجة واللذيذة، بسبب أرض الجزيرة الخصبة للغاية، والتي يُزرع فيها فواكه مثل: (المانجو، والأفوكادو، والأناناس، واليوسفي، وغير ذلك..).
أما بالنسبة لعلمهم ذو الألوان المميزة، فقد تم تصميمه من قبل السير دونستان سانت أومير الذي يعتبر أحد الفنانين الرائدين في سانت لوسيا.
تمثل الألوان في العلم:
الأزرق السماوي: للسماء والبحر.
الأسود والأبيض: العلاقة المتناغمة بين الناس.
اللون الأصفر: للشمس
المثلثات: تمثل البيتون التي تعتبر رمزاً وطنياً لدولة سانت لوسيا.
تم تبني العلم في عام 1967 ليحل محل الراية الزرقاء البريطانية عندما حصلوا على استقلالهم.
في حين يعتبر ببغاء سانت لوسيا المعروف أيضاً باسم Amazona Versicolor أو Jacquot هو الطائر الوطني لسانت لوسيا، وهذا هو الببغاء الوحيد الذي تمتلكه سانت لوسيا.
سعر جواز سانت لوسيا
وتُعتبر دولة سانت لوسيا واحدة من الدول التي تمنح جنسيتها للأشخاص عن طريق “برنامج المواطنة الاقتصادية”، وذلك من خلال بعض الشروط التي ينبغي تحقيقها.
وتشترط الدولة على الراغبين في الحصول على جواز سفر سانت لوسيا، أن يكونوا مشتركين في أحد برامج المواطنة الاستثمارية الـ3 التي حددتها الدولة.
وفي الوقت ذاته، فإنّ القوانين لا تشترط أبداً على الأشخاص الراغبين في الحصول على جواز سفر سانت لوسيا أن يعيشوا أو حتى يزوروا الجزيرة، أو أن يخضعوا لامتحانات اللغة.
بينما يُمكن للشخص الذي يريد الحصول على جواز سفر سانت لوسيا أن يقوم بكافة الإجراءات وهو خارج الدولة، وذلك وفقاً لقرار من حكومة سانت لوسيا بدأ تطبيقه منذ يناير/كانون الثاني 2016.
وتقدم دولة سانت لوسيا عروض برامج منح الجنسية من خلال 3 طرق استثماريّة رئيسيّة، وهي:
الطريقة الأولى: التبرع لصندوق التنمية الوطنية في سانت لوسيا بمبلغ (100 ألف دولار أمريكي كحد أدنى).
الطريقة الثانية: الاستثمار في مشاريع عقاريّة معتمدة من الحكومة السانت لوسيانيّة (تبدأ من مبلغ 200 ألف دولار أمريكي).
الطريقة الثالثة: الاستثمار لمدة خمس سنوات في السندات الحكوميّة.
إذا كنت ترغب في الحصول على جنسية وجواز سانت لوسيا، فتقدم لك شركة “كاريب جيتس” عروضاً مغرية لا يمكن تفويتها من خلال سرعة الحصول على الجنسية والجواز وبأسعار تنافسية ليس لها مثل في السوق:
سعر جواز سانت لوسيا لشخص واحد:
89000 دولار أمريكي بدلاً من 111,900 دولار
عائلة مكونة من زوج وزوجة:
119,000 دولار أمريكي بدلاً من 158,100 دولار
عائلة مكونة من زوجين+ طفل تحت 16 سنة:
128,000 دولار أمريكي بدلاً من 164,300 دولار
عائلة مكونة من زوجين+ طفل بين 16 و 18سنة:
136,000 دولار أمريكي بدلاً من 179,300 دولار
عائلة مكونة من زوجين+ طفل فوق 18سنة:
143,000 دولار أمريكي بدلا من 189,300 دولار
و “كاريب جيتس” هي شركة رائدة بقطاع المواطنة العالمية، تأسست عام 2022، وهي أحد أذرع مجموعة “يورك القابضة”، تهدف إلى تسهيل وتوفير فرص الحصول على جنسية ثانية مرموقة عن طريق الاستثمار، مع التركيز على مبادئ المواطنة والأمن والنمو والاستدامة.