رمضان 2020 | رمضان حول العالم (2) رمضان في الكاميرون .. بين مخاوف كورونا وأحلام الفقراء
في رمضان 2020 نقدم يومياً سلسلة رمضان حول العالم نبحر فيها لشواطئ عادات وتقاليد الشعوب المسلمة حول العالم في الشهر الكريم ، هذه الحلقة نأخذكم لقلب الغرب الأفريقي لنتعرف على رمضان في الكاميرون.
رمضان 2020 – رمضان حول العالم
الحلقة الثانية – رمضان في الكاميرون
يمثل شهر رمضان حول العالم بالنسبة للمسلمين فرصة للتسامح والتآخي فيما بينهم، لكن شهر رمضان في الكاميرون لا يقتصر على ذلك فحسب، إذ يعد مناسبة دينية تقرِّب بين المسلم وجاره المسيحي وتجمع بينهما على مائدة إفطار واحدة، وينفرد مسلمي الكاميرون بعادات وتقاليد رمضانية قد نسمع عنها لأول مرة وربما اختفت في رمضان 2020 بسبب وباء كورونا، لكن قبل التعرف عليها، سنتطرق إلى طريق وصول الإسلام إلى الكاميرون الواقعة في الوسط الغربي للقارة السمراء.
وصول الإسلام إلى الكاميرون
وصل الإسلام إلى الكاميرون عن طريق القوافل التجارية التي كانت تأتي من الشمال، حيث استقرت جماعات من شعب الفولاني المسلم في المناطق الشمالية من الكاميرون وكونوا مجتمعات إسلامية بهذه البلاد، ثم بدأ الإسلام بالتوغل من شمال الكاميرون إلى الوسط في القرن التاسع الميلادي.
وخلال فترة الاستعمار الألماني للكاميرون (1884-1916) تباطأ انتشار الإسلام في الكاميرون، مقابل زيادة نشاط البعثات التنصيرية في جنوبي البلاد، مستمدة قوتها من الاستعمار الألماني أولا ثم البريطاني والفرنسي أثناء الحرب العالمية الأولى.
واليوم يبلغ عدد المسلمين في الكاميرون نحو 5 ملايين نسمة، ويشكلون نسبة 20% من سكان الكاميرون البالغ عددهم 25 مليون نسمة، ويعتنق 70% منهم الديانة المسيحية حسب الإحصاءات الرسمية، فيما يقدر البعض أن نحو نصف سكان الكاميرون هم من المسلمين.
وينتشر الإسلام بين القبائل التي تسكن الجانب الأيمن من نهر ساناجا وفي هضبة ادماوا وفي حوض ينوي وفي القسم الشمالي من البلاد في حوض بحيرة تشاد وفي جبال ماندرا وهضبة النولوب باموم، وأكثر المسلمين من قبائل الفولاني، الباموم، التيكار، الماندرا، الشاوية العرب، وقبائل الكيردي، وفي الجنوب ينتشر الإسلام بين قبائل ماوندانج وموسجوم.
رمضان في الكاميرون
ينتظر مسلمي الكاميرون شهر رمضان بفارغ الصبر كغيرهم من الشعوب المسلمة، وتبدأ الاستعدادات لشهر رمضان في الكاميرون قبل أسبوعين أو 4 أسابيع من بداية الشهر الفضيل، وتتمثل الاستعدادات في شراء ما يلزم لتحضير موائد الإفطار مثل الأرز والزيت والفول السوداني والتمر بالإضافة إلى الخضروات والفاكهة واللحوم، كما تتجهز المساجد والمراكز الثقافية لإطلاق أنشطة وبرامج رمضانية.
شاهد | الاحتفال التقليدي بقدوم شهر رمضان في شمال الكاميرون:
وما إن يبدأ شهر رمضان في الكاميرون تظل أبواب المنازل مفتوحة منذ بداية الشهر حتى نهايته؛ فقد يمر من أمام المنزل صائم أدركه الأذان قبل الوصول إلى بيته، فتكون الأبواب مفتوحة له متى شاء ليدخل ويشارك أهلها مائدة الإفطار ويتبادل معهم أطراف الحديث.
ولتعليم الصغار على الصوم، وترسيخ تعاليم الدين الإسلامي لديهم، تطلق المساجد والمراكز الإسلامية أنشطة على مدار شهر رمضان في الكاميرون عموما، تتراوح بين اللعب والغناء والرقص يشارك فيها الصغار على مدار اليوم، فيتعلم الأطفال أهمية صيام رمضان من خلال اللعب الهادف.
وما إن يرفع آذان المغرب، يبدأ الصائمون في الكاميرون بتناول التمر ويشربون ماء ساخن مضاف إليه اللبن والدقيق؛ حتى يمدهم بالطاقة والنشاط لأداء العبادات.
بالنسبة لمائدة الإفطار الرئيسية خلال رمضان في الكاميرون، فيجب أن تحتوي على اللحوم المطبوخة أو المشوية من الدجاج والسمك والضأن والأرز، بالإضافة إلى الشوربات والخبز الفرنسي و حساء الفلفل والفواكة بأنواع مختلفة والموز المقلي، والأطعمة النشوية اللطيفة التي يتم تناولها مع الصلصات الحارة (غالبا ما تكون ساخنة جدا)، أما التمر فهو طبق أساسي لا يمكن الاستغناء عنه.
ومن الأطعمة التي يختص بها المطعم الكاميروني البروشيت وهو نوع من الكباب المشوي المصنوع من لحوم الدجاج أو البقر أو الماعز، والمديدة المصنوعة من الذرة وبعض اللحم، والندوليه وهو يخن متبل يتكون من أوراق الفيرنونيا والجمبري وعجينة الفول السوداني.
وغالبا ما تكون موائد إفطار رمضان في الكاميرون جماعية تضم العائلة الكبيرة من الجد والجدة والآباء والأعمام والأمهات والأبناء، وقد تتوسع لتشمل بيوت حي بأكمله.
ولا ينسى الصائم المسلم جاره حتى لو كان مسيحيا، أثناء تناوله طعام الإفطار، حيث يتشارك المسلم والمسيحي المائدة الغنية باللحوم على الرغم من أن المسيحي لا يصوم، وبذلك لا يشعر أي منهما بأنه مختلف عن الآخر، فى مشهد يبين أن الجميع يحترمون بعضهم بغض النظر عن كونه صائم أم لا.
وفي كل رمضان حول العالم يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح في كبرى المساجد، الحال كما رمضان في الكاميرون مثل جامع مركز الملك فهد وسط العاصمة ياوندي، والجامع الكبير في مروا، عاصمة منطقة أقصى الشمال، لكن الأمر مختلف في رمضان 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا.
رمضان 2020 في الكاميرون
والكاميرون واحدة من أكثر الدول الإفريقية تضررا من فيروس كورونا مع تجاوز عدد الإصابات 1600 حالة، و56 وفاة، وبطبيعة الحال ألقت جائحة كورونا بآثارها على أجواء شهر رمضان حول العالم وأيضًا في الكاميرون، لاسيما صلاة التراويح، ودعا مجلس الأئمة ورجال الدين المسلمين في الكاميرون (CIDIMUC) المسلمين إلى أداء الصلوات في بيوتهم والالتزام بقوانين التباعد الاجتماعي، وفي حين أغلقت المساجد أبوابها تماما أمام المصلين، فتحت مساجد أخرى أبوابها ضمن نطاق محدود لا يتجاوز 50 شخص للصلاة.
شاهد بالفيديو | معلومات مذهلة عن دولة الكاميرون عبر “دولة تيوب”:
تابع الحلقة الأولى: رمضان 2020 | رمضان حول العالم (1) رمضان في البرازيل .. وإحياء التراويح عبر الإنترنت
المصادر : هلا جورجيا - ويكيبيديا