ميخائيل ساكاشفيلي نائبا لرئيس وزراء أوكرانيا.. وبوادر أزمة بين جورجيا وأوكرانيا
عرض الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، على رئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي، تولي منصب نائب رئيس الوزراء، في خطوة ترفضها جورجيا بشدة وقد تزعزع العلاقات بين البلدين الصديقين جورجيا وأوكرانيا.
من رئيس جورجيا الأسبق .. إلى منصب حساس في أوكرانيا
أعلن ميخائيل ساكاشفيلي الذي تولى رئاسة جورجيا بين عامي 2004 و2013 ، قبول عرض الرئيس الأوكراني بتولي منصب نائب رئيس وزراء البلاد المكلف بملف الإصلاحات، ومن المقرر أن يصوت البرلمان الأوكراني على القرار الأسبوع المقبل.
وفي وقت تحتاج فيه كييف إلى دعم وقروض عاجلة لإنقاذ اقتصادها في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا، تتطلع أنظار المسؤولين الأوكرانيين إلى ميخائيل ساكاشفيلي لإجراء محادثات مع صندوق النقد الدولي كنائب لرئيس وزراء أوكرانيا.
وقال ساكاشفيلي في بيان نشره عبر حسابه على فيسبوك “أنا على استعداد للتعاون مع جميع القوى الوطنية في البرلمان الأوكراني وجميع القوى السياسية للتغلب على أزمة الفيروس التاجي بأقل خسارة ممكنة”.
https://www.facebook.com/SaakashviliMikheil/posts/3210589182304774
وأعرب عن استعداده لتوظيف خبراته الدولية بما في ذلك في العلاقات مع المنظمات المالية الدولية ، لتعزيز هيبة أوكرانيا واندماجها مع المجتمعات الدولية من أجل الحفاظ على مصالح الشعب الأوكراني وتعزيز التقدم في البلاد.
الخطوة الأوكرانية قابلها رفض واسع في أوساط جورجيا، ومن المتوقع أن تلقي بظلالها على علاقات الصداقة والتعاون السياسي بين جورجيا وأوكرانيا.
لماذا ترفض جورجيا تعيين ميخائيل ساكاشفيلي؟
أوضح رئيس برلمان جورجيا، آرشيل تالاكفادزه في رسالة إلى نظيره الأوكراني، دميترو رازومكوف، أسباب رفض جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي نائبا لرئيس الوزراء في أوكرانيا.
الرسالة أشارت إلى إدانة المحاكم في جورجيا للرئيس السابق بعدد من التهم الجنائية الخطيرة، وحملته المسؤولية عن الإخفاقات المنهجية لحقوق الإنسان في ظل فترة رئاسته، وإساءة استخدام السلطة، وتقييد حرية الإعلام، وانتهاك حقوق الملكية.
وأكد المسؤولون في جورجيا أن تعيين ميخائيل ساكاشفيلي رسميا كنائب لرئيس وزراء أوكرانيا سيضر بالعلاقات بين البلدين، وسيؤثر على الثقة بينهما على كافة المستويات.
بهذا الصدد، قال رئيس الوزراء الجورجي جيورجي جاخاريا، إن التعيين المحتمل للرئيس الجورجي السابق نائبا لرئيس الوزراء في أوكرانيا من قبل دولة شريكة استراتيجية أمر “غير مقبول على الإطلاق”، ومع ذلك، أكد جاخاريا أن أوكرانيا وجورجيا حليفتان “ولن يضر أي شيء بالشراكة بينهما على المدى البعيد”.
من جانبه لفت تالاكفادزه في رسالته إلى رازومكوف، إلى أن تعيين ساكاشفيلي المحتمل سيلقي بظلاله على التعاون السياسي بين حكوماتنا وجهودنا المشتركة، مشددا على اشتراك البلدين في العديد من التحديات والأهداف المشتركة على طريق استعادة السلامة الإقليمية، وكذلك التكامل بين الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وعلى الجانب الأوكراني، أعرب مسؤولين عن استغرابهم للموقف الجورجي، وقال رئيس كتلة الحزب الحاكم “سلوها نارودا” في برلمان أوكرانيا، ديفيد أراخاميا، “نحن دولة مستقلة ولا يمكن لأي دولة أن تخبرنا بمن نعين رئيس الوزراء ومن لا يعينه. هذا خطاب خاطئ”.
وأكد أنه في حال استدعت جورجيا السفير الأوكراني وهو أمر محتمل، فإن أوكرانيا سترد بخطوة دبلوماسية على تصرف جورجيا، لكنه في الوقت ذاته أعرب عن أمله في التوصل إلى حل قائلا “بالتأكيد سنجد لغة مشتركة مع الجورجيين، نحن دول شقيقة”.
ميخائيل ساكاشفيلي .. بين الإصلاح والفساد
ميخائيل ساكاشفيلي هو الرئيس الثالث لجورجيا منذ استقلالها عام 1991، بعدما قاد حزبه “الحركة الوطنية” ثورة الورود عام 2003، ووصل إلى سدة الحكم من عام 2004 إلى عام 2007، ومرة أخرى من عام 2008 إلى عام 2013.
شهدت السنوات الأولى من حكم ميخائيل ساكاشفيلي إصلاحات واسعة في مجال الاقتصاد ومحاربة الفساد، إلا أنه شعبيته تراجعت مع اندلاع الحرب بين جورجيا وروسيا عام 2008.
بعد مرور عام على نزوله عن منصب رئيس جورجيا، اتهم ساكاشفيلي رسميًا عام 2014، في العديد من الجرائم في جورجيا، من بينها التفريق العنيف للاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة في 7 نوفمبر 2007، ولكن في الوقت الذي مرت فيه قضيته أمام المحكمة كان يقيم في أوكرانيا ويحمل الجنسية الأوكرانية.
وعاد ساكاشفيلي لمعترك الحياة السياسية في أوكرانيا عام 2015، عندما عينه رئيس البلاد آنذاك بيترو بوروشينكو رئيسا لبلدية إقليم أوديسا، إلا أن الاثنان اختلفا بعد مرور عام، وجرد الرئيس ساكاشفيلي من الجنسية الأوكرانية، بعدما قاد الأخير احتجاجات مناهضة للحكومة، وظل ساكاشفيلي بدون جنسية بين عامي 2017 و2019.
وبعدما أطاح الرئيس الأوكراني الحالي، بحكم بوروشينكو بعد فوزه بانتخابات العام الماضي، ألغى الممثل الكوميدي قرار تجريد ميخائيل ساكاشفيلي من الجنسية، عام 2019.
المصدر : هلا جورجيا - وكالات أنباء