البنك الدولي: انخفاض أسعار السلع الأولية في 2020 بسبب جائحة كورونا
توقع البنك الدولي انخفاض أسعار السلع الأولية خلال عام 2020، بسبب تأثير جائحة فيروس كورونا وما نتج عنها من سياسات الإغلاق التي انتهجتها معظم دول العالم كإجراء احترازي لمنع تفشي فيروس كوفيد-19.
وحسب تقرير نشره البنك الدولي، فإن جائحة كورونا قد أثرت على الطلب والعرض من السلع الأولية، وتظهر تلك الآثار في صورة مباشرة بسبب الإغلاقات الرامية للحد من تفشي الفيروس، وما نتج عنها من تعطل سلاسل التوريد، وتؤثر بصورة غير مباشرة، حيث تؤدي الاستجابة العالمية للجائحة إلى إبطاء وتيرة النمو، وقد تفضي إلى أكبر كساد عالمي منذ عقود.
انخفاض أسعار السلع .. تغيرات طويلة الأمد
وأوضح التقرير أن أزمة كورونا ستؤدي على الأغلب إلى تغيرات دائمة على الطلب والعرض من السلع الأولية، كما ستؤثر على سلاسل التوريد التي تنقل تلك السلع من المنتجين إلى المستهلكين في أنحاء العالم.
وقد تؤدي تأثيرات جائحة فيروس كورونا على أسواق السلع الأولية إلى تغيرات طويلة الأمد مع ارتفاع تكاليف النقل بسبب المتطلبات الإضافية لعبور الحدود، وستؤثر زيادة تكاليف التجارة بشكل خاص على الزراعة والسلع الغذائية والمنسوجات.
وعلاوة على الخسائر الصحية والبشرية التي تسببت بها جائحة كورونا في مختلف دول العالم، فإن آثار الركود الاقتصادي العالمي، وتراجع الطلب على الصادرات، وتعطل سلاسل التوريد ستضر كلها باقتصادات هذه البلدان.
تراجع أسعار النفط والغاز الطبيعي
أثرت الأزمة بشكل كبير على السلع الأولية المتصلة بقطاع النقل، إذ تراجعت أسعار النفط منذ يناير ماضي، ووصلت إلى مستوى تاريخي متدن في أبريل الماضي، كما جرى تداول بعض الخامات القياسية عند مستويات سلبية، وهذا بسبب الهبوط الحاد في الطلب، إلى جانب درجة عدم اليقين التي تحيط بمستويات الإنتاج لدى كبار منتجي النفط.
هذا وتوقع البنك الدولي أن تبلغ أسعار النفط في المتوسط 35 دولارا للبرميل في عام 2020، ما يعني تراجعا بنسبة 43% عن المتوسط في 2019، حيث بلغ 61 دولارا للبرميل.
كما يتوقع أن تنخفض أسعار الطاقة التي تشمل أيضا الغاز الطبيعي والفحم، بنسبة 40% في المتوسط في عام 2020 عن مستوياتها في 2019، ولكن من المرتقب أن تشهد تعافيا ملموسا في العام القادم.
ولفت التقرير إلى الجهود التي تبذلها منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، ومنتجون آخرون لخفض الإنتاج؛ لتخفيف الضغوط على أسواق النفط، وفي ظل ذلك هناك احتمالية من ظهور منتجين جدد، والاتجاه نحو استخدام مصادر بديلة للطاقة، وهو ما يضع أوبك والتحالفات الأخرى في أسواق السلع الأولية أمام تحديات أخرى.
تيانشين الصينية: جورجيا تضع قدميها في سوق إمدادات الطاقة
إلى جانب انخفاض أسعار النفط، شهدت أسعار الغاز الطبيعي أيضا انخفاضا كبيرا هذا العام، أما أسعار الفحم فكانت أقل تأثرا، لأن الطلب على الكهرباء كان أقل تأثرا بالتدابير الرامية إلى الحد من تفشي الجائحة.
تدني أسعار المعادن باستثناء الذهب
سجلت أسعار المعادن تدنيا بشكل عام خلال 2020 بفعل جائحة كورونا، وانهارت أسعار المطاط الطبيعي والبلاتين المستخدمين على نطاق واسع في قطاع النقل، وتسبب توقف الأنشطة الاقتصادية بأضرار على السلع الأولية الصناعية مثل النحاس والزنك.
في المقابل ارتفعت أسعار الذهب مع بحث الناس عن الأمان في ظل الأزمة العالمية واضطرابات الأسواق المالية.
السلع الأولية الزراعية “مستقرة”
لم تتأثر أسعار المحاصيل الزراعية كثيرا بأزمة كورونا، وسجلت تراجعا طفيفا خلال الأشهر الأولى من العام، ماعدا أسعار المطاط التي هبطت بشكل حاد، والأرز الذي ارتفعت أسعاره بسبب تدهور أحوال المحصول وفرض القيود التجارية.
وتوقع البنك الدولي أن تظل الأسعار العالمية للمحاصيل الزراعية مستقرة بوجه عام في عام 2020، إذ أن مستويات الإنتاج ومخزونات معظم المواد الغذائية الرئيسية وصلت إلى مستويات قياسية مرتفعة.
تابع: البنك الدولي: جورجيا الأولى عالميا في 3 مؤشرات لـ ممارسة الأعمال 2020
المصدر : هلا جورجيا - البنك الدولي