يوم الوحدة الوطنية في جورجيا.. 31 عاما على مأساة 9 أبريل في تبليسي
تحيي جورجيا يوم الوحدة الوطنية في 9 أبريل من كل عام، وتحتفل الأمة الجورجية بتحررها عن الاتحاد السوفييتي، وفي هذا اليوم تعود الذاكرة بالشعب الجورجي إلى “مأساة 9 أبريل” في تبليسي، التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء في سبيل نيل حرية واستقلال جورجيا.
يوم الوحدة الوطنية .. صراع في طريق الاستقلال
في أواخر ثمانينيات القرن الماضي ومع بداية تفكك الاتحاد السوفيتي، اشتد الصراع بين الحركات الجورجية المعارضة لنظام الحكم السوفييتي والمطالِبة باستقلال البلاد عن الاتحاد، وكانت السلطات السوفييتية تستغل التوترات العرقية بين الانفصاليين في أبخازيا والقوميين الجورجيين، ضد الحركات المؤيدة لاستقلال جورجيا.
الانفصاليون في أبخازيا يرون في استقلال جورجيا تهديدا كبيرا لاستقلال أبخازيا وموتا لقضيتهم، في حين كان القوميون الجورجيون يشككون بوطنية أولئك الانفصاليين.
في غضون ذلك، عمد معارضو الاتحاد السوفييتي إلى تنظيم احتجاجات شعبية واسعة في تبليسي ومدن أخرى؛ للمطالبة باستعادة استقلال جورجيا، ومعاقبة الانفصاليين الأبخاز، وأصبحت “الحركة الوطنية ” المعادية للنظام السوفييتي أكثر نشاطا في جورجيا عام 1988.
“وسط تنديد دولي .. الانتخابات في أبخازيا انتهاك صارخ لسيادة جورجيا“
مأساة 9 أبريل .. مجزرة تبليسي
بلغت الاحتجاجات ذروتها في 5 أبريل عام 1989، عندما تجمع عشرات الآلاف من الجورجيين أمام مبنى الحكومة في شارع روستافيلي في تبليسي، ونظم المتظاهرون بقيادة لجنة الاستقلال (ميراب كوستافا، زفياد جامساخورديا، جيورجي شانتوريا، إيراكلي باتياشفيلي، وإيراكلي تسيريتيلي)، مظاهرات سلمية وإضرابا عن الطعام.
فقدت السلطات السوفييتية المحلية السيطرة ولم تتمكن من قمع الاحتجاجات في تبليسي، واستدعى الأمر تدخلا عاجلا من وزارة دفاع اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، التي قررت يوم 7 أبريل إرسال تعزيزات عسكرية من دبابات ومدرعات وأسلحة؛ لاستعادة النظام في تبليسي.
ويوم 9 أبريل شنت القوات العسكرية السوفييتية هجوما مباشرا على المتظاهرين الجورجيين، واستخدمت أسلحة فتاكة لتفريق المتظاهرين، وأطلقت الرصاص مباشرة عليهم واستخدمت الأسلحة الكيميائية السامة.
أسفر الهجوم الدامي عن مقتل 21 شخصا بينهم أطفال، وتسمم المئات من المتظاهرين بغاز مجهول، في واحدة من أفظع المذابح التي ارتكبتها قوات الاتحاد السوفييتي ضد الحركات المعارضة المطالبة بالاستقلال سواء في جورجيا أو الجمهوريات الاشتراكية الأخرى.
مأساة 9 أبريل .. يوم الوحدة الوطنية
في 8 أبريل عام 1993 أقر برلمان جورجيا رسميا أن يصبح يوم 9 أبريل “يوم الوحدة الوطنية في جورجيا”، ومناسبة سنوية لإحياء ذكرى القتلى الأبرياء الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لنيل الحرية والاستقلال.
كما أقر البرلمان أن يكون هذا اليوم يوم إجازة وطنية، يرمز إلى حركة التحرر التي أقدمت عليها الأمة الجورجية بجرأة وشجاعة من أجل استقلال جورجيا.
ويحرص المسؤولون الجورجيون في يوم الوحدة الوطنية على زيارة النصب التذكاري في شارع روستافيلي بالعاصمة تبليسي، ووضع ورد التوليب عليه تكريما لأرواح ضحايا مأساة 9 أبريل.
شاهد الفيديو الوثائقى عن ذكرى الـ 9 من أبريل عبر راديو ليبرتي:
ذكرى مأساة تبليسي .. وهموم حرب الكورونا
يبدو أن قدر جورجيا مثل أقدار كل دول العالم أن توقف احتفالاتها ومناسباتها الوطنية بسبب فيروس كورونا الذي قَيد الناس في بيوتهم وكبل حكوماتهم وأجهزتهم الطبية والأمنية. حيث أعلنت جورجيا حظر التجول في عموم البلاد للسيطرة على انتشار الفيروس القاتل الذي حصد حتى اليوم أرواح 90 ألف وأصاب مليون ونصف شخص حول العالم.
في ذكرى يوم الوحدة الوطنية هذا العام لم ينس رئيس وزراء جورجيا جيورجي جاخاريا أن يلقى كلمة للجورجيين في يوم كهذا. حيث أفتتح جلسة لجنة الطوارئ ، التي تجتمع يومياً لبحث تطورات كورونا ، بحديثه للمواطنين.
“أفهم أن أكبر خط معركة بالنسبة لنا اليوم هو المعركة مع” Covid-19 “، ولكن يجب ألا ننسى تاريخنا. منذ 31 عامًا ، في 9 أبريل 1989 ، ارتكبت القوات السوفيتية جريمة. كانت هذه الجريمة أكبر مأساة في تاريخ بلادنا المعاصر، ولكنها كانت أيضا أكبر أمل” – جيورجي جاخاريا
المصدر : هلا جورجيا - أرشيف البرلمان الجورجي - مكتبة جورجيا الوطنية