مجلة فوربس: لماذا يريد الأمريكيون توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع جورجيا؟
وقعت جورجيا خلال الأعوام الماضية اتفاقية التجارة الحرة مع أكبر اقتصاديات العالم كالصين والاتحاد الأوروبي، وترغب دول عدة توقيع الاتفاقية مع جورجيا التي تتمتع بموقع استراتيجي يربط بين أكبر أسواق العالم.
الولايات المتحدة واحدة من الدول التي ترتبط مع جورجيا بعلاقات اقتصادية على مستوى عالٍ، إلا أنه لا تربط البلدين اتفاقية التجارة الحرة حتى الآن، رغم تعالي الأصوات الأمريكية المنادية بتوقيع الاتفاقية.
لماذا يريد الجميع فجأة توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع جورجيا؟
نشرت مجلة فوربس الأمريكية مقالا حول رغبة الولايات المتحدة في توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع جورجيا، البلد الصغير الذي يتوسط العالم والمطل على البحر الأسود.
تناول المقال الذي يحمل عنوان “لماذا يريد الجميع فجأة إبرام اتفاقية التجارة الحرة مع جورجيا”، الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة للدخول في شراكة تجارية حرة وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع جورجيا.
أبرز تلك الأسباب، موقع جورجيا الاستراتيجي الذي يتوسط العالم، والمطل على البحر الأسود الواقع على ملتقى طرق التجارة بين قارتي آسيا وأوروبا.
وتعد جورجيا سوقا ناشئة في المنطقة، وتتمتع باقتصاد مرن نجح في استقطاب الاستثمارات الخارجية، و تحتل البلاد المرتبة السابعة من بين 190 دولة على مؤشر سهولة ممارسة الأعمال 2020 حسب تقرير البنك الدولي.
وتمثل لؤلؤة القوقاز بوابة تجارة عالمية، خاصة بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة مع الصين حيز التنفيذ في 1 يناير 2018، فضلا عن اتفاقيات مماثلة تربطها مع الاتحاد الأوروبي وتركيا ورابطة الدول المستقلة.
كما أن جورجيا والولايات المتحدة ترتبطان بعلاقات اقتصادية تدعمها بقوة العلاقات السياسية والعسكرية بين الجانبين.
” رحلات طيران مباشرة بين جورجيا والولايات المتحدة الأمريكية .. قريبًا”
تعالي الأصوات المنادية بإبرام اتفاقية التجارة الحرة مع جورجيا
فكرة إبرام الاتفاقية طغت على مكاتب الكونغرس الأمريكي عام 2015 أثناء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وذلك عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، على اعتبار أن اتفاقية التجارة الحرة ستكون حركة سياسية وتجارية ذكية لتعزيز الأمن وفرص العمل الأمريكية.
ويرى عضو الكونغرس السابق، جيمس باخوس، إنه من الضروري أن تتفاوض الولايات المتحدة مع الدول الناشئة اقتصاديا لإبرام اتفاقيات تجارية ثنائية.
وأوضح أن جورجيا تعد دولة صديقة بالنسبة إلى واشنطن، كما أنها واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين؛ لذلك يجب أن تكون جورجيا على قائمة الولايات المتحدة من أجل إبرام اتفاقية التجارة الحرة.
من ناحية أخرى، أشار باخوس إلى أن الاتفاقية تمثل خطوة سياسية تعزز مكانة الولايات المتحدة في المنطقة المجاورة لروسيا، وتدعم جورجيا التي تعاني من احتلال روسيا لمنطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا منذ عام 2008.
بدوره قال جيورجي تسيكوليا ، نائب رئيس البعثة في سفارة جورجيا، إن الصفقة التجارية تعود بالفائدة على الشركات في كلا البلدين وتمنح الشركات الأمريكية وصولاً أسهل إلى 8 دول غير ساحلية في أوراسيا مع سوق استهلاكية يبلغ عدد سكانه ملياري شخص تقريبًا.
وأوضح أن الوقت الحالي وفي عهد الرئيس دونالد ترامب يوجد فرصة كبيرة لزيادة مواءمة اقتصاد البلاد مع الشريك الاستراتيجي (جورجيا)، من خلال اتفاقية التجارة الحرة.
ولفت إلى وجود أكثر من 270 شركة أمريكية في جورجيا تعمل بشكل خاص في مجال الضيافة والطاقة واللوجستيات في الموانئ.
كما نادت مؤسسة التراث الأمريكية (Heritage Foundation)، بإبرام اتفاقية التجارة الحرة مع جورجيا التي قفزت من صفوف الدول “المكبوتة اقتصاديا” في عام 1996 إلى “الحرة اقتصاديا” في عام 2019.
وأكدت في تقرير أصدرته مؤخرا، أن عام 2020 هو العام المناسب للولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع جورجيا، كتعبير عن دعمها للحليف الذي لا يزال يساهم بالمهمة الأمريكية في أفغانستان.
وأشارت إلى أن التوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة خلال 2020 ليس بالأمر الصعب ولن يبدأ الأمر من نقطة الصفر؛ بالنظر إلى الشق الاقتصادي في العلاقات الجورجية الأمريكية في ظل الحوارات التجارية رفيعة المستوى ومعاهدة الاستثمار الثنائية.
وقال مدير دراسات السياسة الخارجية في مؤسسة التراث، لوك كوفي، إن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وجورجيا “صفقة رابحة”، وتساهم في تطوير اقتصاد جورجيا بشكل أوثق مع الديمقراطيات الرأسمالية الغربية.
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي في مؤسسة التراث، توري سميث، أن جورجيا مدرجة على قائمة الأسواق التجارية الجديدة، في إطار اتفاقية التجارة الحرة.
كانت منظمة التراث قد صنفت جورجيا في المرتبة الـ6 عالميا، على مؤشر حرية التجارة وممارسة الأعمال 2019 بمعدل 88.6 درجة.
وحققت البلاد قفزة نوعية خلال العام الماضي على المؤشر العالمي عقب اعتماد قوانين جديدة للاستثمار، وتطور بيئة التجارة في جورجيا، بعد أن كانت في المرتبة الـ 22 عالمياً في مؤشر حرية التجارة وممارسة الأعمال في عام 2015.
ومن المتوقع أن ينمو التبادل التجاري بنحو 20% إذا ما وقع الطرفان اتفاقية التجارة الحرة، و استوردت جورجيا بضائع بقيمة 340 مليون دولار من الولايات المتحدة في عام 2015، وارتفعت إلى 768 مليون دولار في عام 2019.
بالمقابل، بلغت قيمة واردات الولايات المتحدة من جورجيا 152 مليون دولار فقط في العام الماضي، انخفاضا من 181.1 مليون دولار في عام 2015.
تابع أيضًا : فايننشال تايمز : حان وقت اتفاقية التجارة الحرة بين جورجيا والولايات المتحدة
المصدر : هلا جورجيا - فوربس الأمريكية