السير مجدي يعقوب و “صناع الأمل”.. جسر جديد بين مصر و الإمارات
” ملك القلوب ” ، هكذا تعرف موسوعة جينيس جراح القلب المصري، مجدي يعقوب ، بعد 100 جراحة قلب ناجحة خلال 36 عاما من حياته. بينما منحته ملكة بريطانيا لقب “سير” أرفع لقب ملكي إنجليزي، وأخيرا يمنحه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وشاح العلوم الإنسانية في حفل مبادرة “صناع الأمل” التي جمعت تبرعات تفوق الـ23 مليون دولار لصالح مستشفي جراحة القلب الجديدة في مصر.
مجدي يعقوب ومبادرة صناع الأمل
أعاد الطبيب المصري الأمل لآلاف المصريين الذين يعانون من أمراض القلب، بعد أن حظي مشروع بناء مستشفى خيري بدعم من مبادرة “صناع الأمل” الإماراتية.
محمد بن راشد آل مكتوم، يقلّد البروفيسور مجدي يعقوب وشاح محمد بن راشد للعمل الإنساني نظير مساعيه النبيلة في خدمة الإنسانية. #صناع_الأمل pic.twitter.com/4UYkLqGrd7
— صناع الأمل (@ArabHopeMakers) February 21, 2020
وكرم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الجراح المصري، في حفل تكريم مبادرة “صناع الأمل” في دبي، الخميس الماضي.
وقلد سمو الشيخ الدكتور مجدي يعقوب بوشاح محمد بن راشد للعمل الإنساني، لقاء جهوده في العمل الخيري والإنساني، وإنجازاته الطبية والعلمية.
مبادرة “صناع الأمل” جمعت تبرعات بقيمة 360 مليون جنيه مصري ( 23 مليون دولار)، لصالح مشروع بناء مستشفى مجدي يعقوب الخيري لعلاج أمراض القلب في مصر.
وسيعمل المستشفى على توفير العلاج المجاني وإجراء أكثر من 12 ألف عملية جراحية سنويا لمرضى القلب في العالم العربي، سيخصص المستشفى الجديد 70 % من عملياته للأطفال دون مقابل.
مجدي يعقوب .. 63 عاما من العطاء
وُلد الدكتور مجدى يعقوب في 16 نوفمبر 1935، بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية المصرية، لأسرة مسيحية أرثوذوكسية، ووالده كان يعمل طبيبا.
فكر مجدي يعقوب بدراسة الطب عندما كان صغيرا متأثراً بوفاة عمته في سن الـ 21 عاماً بمرض القلب، والتحق بجامعة القاهرة وتخرج في كلية الطب عام 1956.
بدأ الطبيب المصري مهنته عام 1957 في مستشفى القصر العيني بالقاهرة، وبعد 5 سنوات انتقل إلى بريطانيا ليعمل بمستشفى الصدر الوطنية في لندن.
عاد الجرّاح الحاصل على الجنسية البريطانية إلى لندن عام 1969، وعمل كجراح في مستشفى هيرفيلد ومستشفى رويال برومبتون حتى عام 2001.
وخلال عمله في بريطانيا كان مجدي يعقوب يتردد إلى وطنه مصر بين الحين والآخر؛ لإجراء عمليات القلب المفتوح للمرضى غير القادرين على تحمل تكاليف الجراحة.
كما تنقل مجدي يعقوب بين العديد من المناصب والوظائف مثل استشاري لجراحة القلب في مستشفى هيرفيلد عام 1973، وأستاذ جراحة القلب في مؤسسة القلب البريطانية (1986 – 2006)، وعمل كأستاذ جراحة القلب بمعهد القلب والرئة في امبريال كوليدج للطب.
وعلى مدار العقود الماضية، دأب مجدي يعقوب على تأسيس مراكز متخصصة لأمراض القلب، أبرزها، معهد أبحاث مجدي يعقوب في هيرفيلد، ومركز مجدى يعقوب لأبحاث وجراحات القلب في أسوان، وجمعية سلسلة الأمل الخيرية لرعاية الأطفال في دول العالم الثالث.
وقام بإجراء أول عملية قلب مفتوح من نوعها في نيجيريا عام 1974، وساهم في إنقاذ أرواح العديد من الأطفال في العالم الذين ولدوا بعيب خلقي في الأوعية الدموية الكبرى، وله نشاط واضح في تطوير برامج جراحة القلب والأوعية الدموية في كل من منطقة الخليج العربي وموزمبيق وإثيوبيا وجامايكا.
أشهر أقوال السير مجدي يعقوب ملك القلوب
الاوسمة لا تعطي شيء للعلم او الانسان ولكن الذي يمنح السعادة الداخلية هو الوصول لـ اكتشاف جديد يؤثر فـ البشرية بـ اكملها ويسعد الملايين .
السير – مجدي يعقوب
إنجازات فريدة من نوعها .. وموسوعة جينيس مرتين
في عام 1983 قام مجدي يعقوب بعملية زرع قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي ليدخل بسبب تلك الجراحة موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول، وذلك لمدة 33 عام حتى توفى جون في 2016.
ونجح الطبيب في قيادة فريق طبي بريطاني بقيادة لتطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، وكان الفريق الطبي قد نجح في استخراج الخلايا الجذعية من العظام، وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، بوضع هذه الخلايا في بيئة من الكولاجين تكونت إلى صمامات للقلب بلغ طولها 3 سنتيمتر.
كما أجرى عملية زراعة قلب لطفلة تبلغ من العمر عامين، كانت تعاني من تضخم شديد في القلب، وبعد 10 سنوات استعاد القلب الطبيعي حجمه، وأشرف مجدي يعقوب على العملية الجراحية الكبرى لإزالة القلب الصناعي للطفلة، ونجح في إزالته.
دخل السير مجدي يعقوب موسوعة جينيس مرة أخري حين استطاع في مركزه إجراء 100 عملية زرع قلب خلال عام واحد.
جوائز وأوسمة
خلال مسيرته الطويلة، حصد جرّاح القلب عشرات الأوسمة والجوائز ، منها:
1988 : جائزة Bradshaw Lectures لأساتذة الكلية الملكية للطب.
1992 : منحته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية لقب ” سير” أرفع الألقاب الملكية البريطانية
1998 : وسام ري فيش المقدمة من معهد تكساس للقلب عن انجازاته في جراحة القلب.
1999 : وسام وزارة الصحة البريطانية عن دوره في الطب.
2001 : جائزة قمة مؤسسة عيادة كليفلاند لإنقاذ السكتة القلبية.
2003 : جائزة أبوقراط الذهبية (موسكو) لدوره في جراحة القلب.
2003 : جائزة منظمة الصحة العالمية لخدمة الإنسانية
2004 : جائزة الجمعية الدولية لزراعة القلب والرئة
2006 : الوسام الذهبي للجمعية الأوروبية لطب القلب
2007 : جائزة فخر بريطانيا المقدمة من الديلي ميرور
2007 : الجنسية الفخرية لمدينة بيرغامو الإيطالية
2007 : وسام الاستحقاق للأكاديمية الدولية لعلوم القلب
2011 : قلادة النيل للعلوم والإنسانية أرفع وسام استحقاق مصري
2012 : وسام العظماء للجمعية الأمريكية للقلب
2014 : وسام الاستحقاق الملكي البريطاني أرفع الأوسمة في بريطانيا.
ختاماً، قدّم مجدي يعقوب (85 عاما) ولا يزال إنجازات عظيمة في مجال جراحة القلب، وبعث الأمل من جديد لآلاف المرضى، وبات رمزا للفخر في نفوس المصريين والعرب، وحتى البريطانيين الذين أطلقوا عليه لقب “ملك القلوب”.
مقالات مشابهة : إطلاق سراح الطبيب الجورجي المعتقل منذ 50 يوما في أوسيتيا الجنوبية
المصدر : هلا جورجيا - وكالات أنباء عالمية - تويتر
