ماذا سيحدث إذا لم تحصل جورجيا على وضع المرشح في الاتحاد الأوروبي، وما حقيقة تكرار روسيا لسيناريو 2008؟
ينتظر الشعب الجورجي بفرغ الصبر قدوم شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، لمعرفة القرار النهائي للمفوضية الأوروبية بشأن منح البلاد وضع “المرشح” في الاتحاد، إذ يجب أن يحظى هذا الطلب بتأييد من قبل جميع الدول الـ27 في الاتحاد.
ماذا سيحدث إذا لم تحصل جورجيا على وضع المرشح في الاتحاد الأوروبي؟
وعلى الرغم من الجو الإيجابي السائد في البلاد، فإن بعض المحللين يشككون بقدرة جورجيا في الحصول على الموافقة بالإجماع، لا سيما أنّ الحكومة لم تستوفِ سوى 3 أولويات من أصل 12 أولوية تم تحديدها قبل عام، هو ما أعرب عنه أيضا الممثل الأعلى للاتحاد، جوزيف بوريل، خلال زيارته لجورجيا.
ليطرح السؤال التالي نفسه: ماذا سيحدث لو تم استبعاد جورجيا من اللعبة ولم تستطع الحصول على وضع مرشح؟ وما حقيقة رواية احتمالية تعرض البلاد لغزو محتمل من قبل روسيا في حال رفضهم؟
ويتعين على المفوضية الأوروبية أن تقدم تقريراً مؤقتاً في أكتوبر/تشرين الأول، وسوف يصدر القرار النهائي للمجلس الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول.
وبالحكم على المعلومات التي تم الإعلان عنها حتى الآن من قبل قادة الاتحاد الأوروبي والأشخاص المختصين، فإن التوقع إيجابي للغاية، ولكن إذا حدث ذلك وتم رفض جورجيا فجأة، لذلك يرى المحللون أنه سيكون له تأثير سلبي، سواء من وجهة النظر للوضع الداخلي أو للعوامل الخارجية.
ماذا تقول الحكومة والمعارضة؟
نائب رئيس البرلمان أرشيل تالاكفادزه قال: “نرى جناحاً لا يريد أن تحصل جورجيا على وضع المرشح، وسيكون هذا قراراً موجهاً ليس فقط ضد جورجيا، ولكن أيضاً ضد أوروبا”.
وأضاف: “يتم القيام بكل شيء حتى يكون لدى المفوضية الأوروبية الأسباب الكاملة لمنح جورجيا وضع المرشح، لقد استحققنا وضع المرشح بكل المعايير العادلة، وأعتقد أن جورجيا حتى اليوم تستحق وضع المرشح”.
وتابع: “وفقاً للتوصيات الأوروبية، تم إنجاز الكثير من العمل، لقد قمنا به وسنواصل القيام بكل شيء حتى نهاية الخريف للتأكد من أن المفوضية الأوروبية لديها الأسباب الكاملة لمنح جورجيا وضع المرشح:”.
هل فعلاً سيكون هناك غزو روسي؟
تقرير حديث نشرته صحيفة Rezonansi الجورجية نقلت فيه قول المحلل السياسي الجورجي راماز ساكفارالدزي إنه في حال رفض جورجيا فإن الوضع السياسي الداخلي سيكون مرتبكاً ولن يكون لدينا وضع مناسب من الناحية الخارجية، لأنه ربما تفكر روسيا بغزو جورجيا.
وأضاف: “إذا لم تحصل البلاد على وضع مرشح للاتحاد الأوروبي، فسيكون ذلك تعبيراً عن حقيقة أن أوروبا غير مبالية بجورجيا، وهذا ما سيعطي زخماً لبعض الأحداث، من ناحية داخل البلاد، ومن ناحية أخرى، خارج البلاد”.
كما أكد المحلل السياسي أن المعارضة داخل البلاد وعدت بأنها ستتحرك من خلال الاحتجاجات في محاولة لتغيير الحكومة، التي تنظر إليها أوروبا بعين سيئة.
موضحاً أنه من الممكن أن يتبع الكثير من الناس المعارضة في الشارع، بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أيضاً أن تظهر مجموعات مناهضة لهذه الاحتجاجات بشكل عفوي.
عندما غزتنا روسيا في 2008 رأت أنه لم يرفع أحد يده لمساعدتنا!
كما أشار المحلل السياسي في التقرير أيضاً إلى أنه عندما غزت روسيا أوستيا الجنوبية في عام 2008، رأت أنه لم يرفع أحد يده لمساعدة جورجيا، ولهذا السبب اتخذت موسكو بالفعل الخطوات التالية تجاه أوكرانيا، وهو ما تعترف به الدول الغربية أيضاً.
وأضاف: “وبالتالي إنه إذا لم تمنحنا أوروبا مكانة المرشح، فسوف تصبح روسيا أكثر جرأة تجاهنا، إذا أرادت فسوف تغزو جورجيا وهي متأكدة أنه لن يقوم أحد بحماية جورجيا”.
وبالتالي فإن عدم اعترافنا بالاتحاد الأوروبي سيتركنا في موقف ضعيف ومعرض لخطر التعرض لهجوم من روسيا، أما إذا حصلنا على وضع المرشح، فإن المعارضة سترفض التظاهر في الشارع وتحمي مستقبل أوروبا.
شروط انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي
ووفقاً لما ذكرته شبكة تلفزيون TV 25 الجورجية، فإنّ المنظمات العامة، بقيادة مؤسسة المجتمع المفتوح في جورجيا، قامت بإعداد وثيقة التقييم الأخيرة أطلقت عليها اسم “مقياس الحالة”، والذي يعكس الخطوات التي يتعين على الحكومة اتخاذها في هذا الاتجاه والوضع الحالي.
وفقا للمنظمات العامة، من بين 12 توصية للمفوضية الأوروبية، تم استيفاء شرط واحد فقط بشكل كامل، فيما تم استيفاء شرطين بشكل كبير، و7 شروط بشكل جزئي، بينما ما زال هناك شرطان من شروط الاتحاد الأوروبي – إزالة الأوليغارشية ونزع الاستقطاب – لم يتم استفيائهما بعد.
الشروط التي حققتها جورجيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
- شرط النظر بشكل استباقي في قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (تم تحقيقه الكامل)
- انتخاب محامٍ عام مستقل (تم تحقيقه إلى حد كبير)
- نقاط تتعلق بالمساواة بين الجنسين والعنف ضد المرأة (تم تحقيقه إلى حد كبير)
- مشاركة المجتمع المدني (تم تحقيقه بشكل جزئي)
- مشاركة الفئات الضعيفة (تم تحقيقه بشكل جزئي)
- الإصلاح الانتخابي (تم تحقيقه بشكل جزئي)
- القضاء المستقل (تم تحقيقه بشكل جزئي)
- تدابير مكافحة الفساد (تم تحقيقه بشكل جزئي)
- مكافحة الجريمة المنظمة (تم تحقيقه بشكل جزئي)
- وسائل الإعلام (تم تحقيقه بشكل جزئي)
- إزالة الأوليغارشية (لم يتم تحقيقها)
- إزالة الاستقطاب (لم يتم تحقيقها)
وتطورت العلاقات بين جورجيا والاتحاد الأوروبي منذ عام 2006، وأصبحت هذه العلاقات وثيقة بشكل خاص في عام 2009، عندما أصبحت جورجيا أحد المشاركين في برنامج “الشراكة الشرقية”.