أفضل الدول على مؤشر الأمن الصحي 2019 سقطت تحت رحمة كورونا وأخرى متذيلة نجحت في صده
زعزعت الأوبئة الفيروسية خلال العقدين الماضيين الأمن الصحي العالمي، متسببة بوفاة ملايين البشر حول العالم، مثل وباء سارس، وإنفلونزا الطيور، وإنفلونزا الخنازير، و إيبولا، والملاريا، وزيكا، وأظهرت هذه الأوبئة هشاشة النظام الصحي في عشرات الدول.
اليوم يمر العالم بأزمة صحية عالمية لم يسبق لها مثيل، نتيجة تفشي فيروس كورونا الذي كشف عن ثغرات كبيرة في الأمن الصحي العالمي، بعد أن عجزت الدول عن إيقاف تفشيه والسيطرة عليه واحتوائه، وفي غضون 4 أشهر اجتاح فيروس كورونا القاتل العالم بأكمله، مخلفا أكثر من 400 ألف حالة وفاة و 7 مبلايين حالة إصابة، ما يجعل الأمن الصحي العالمي أمام وباء مختلف تماما بالنظر إلى سرعة تفشيه في 213 دولة خلال وقت قياسي.
العالم “غير مستعد” لمواجهة الأوبئة
حسب مؤشر الأمن الصحي العالمي 2019، الذي يقيس مدى استعداد الدول لمواجهة الأوبئة، فإن أنظمة الرعاية الصحية ليست مستعدة للأوبئة والأمراض المتفشية، وهي في المتوسط تبلغ 40.2 نقطة من أصل 100، ما يعني أنها ضعيفة وغير قادرة على مواجهة مثل تلك المخاطر.
ويعتمد المؤشر العالمي الذي يجري تقييما شاملا لـ 195 دولة، على 6 عوامل أساسية، هي الوقاية من مسببات الأمراض، والقدرة على الكشف المبكر عن الأوبئة، ومدى سرعة الاستجابة، ونظام الرعاية الصحية، والعوامل البيئية والمخاطر المحتملة، والامتثال للمعايير الدولية.
وفقا للمؤشر، حصلت 75٪ من البلدان على درجات منخفضة في المؤشرات العالمية المتعلقة بالمخاطر البيولوجية الكارثية، وتتمثل أكبر نقاط الضعف بهذا الإطار في مراقبة الأبحاث ذات الصلة.
المسؤولون في منظمة الصحة العالمية يؤكدون أن الأمن الصحي العالمي أفضل من السابق فيما يتعلق بجاهزيته لمواجهة الأوبئة والأمراض، إلا أن حالة التأهب العالمية لا تزال غير كافية، في ظل وجود عوامل عدة مثل الاكتظاظ السكاني والزيادة الهائلة في حركة السفر والتجارة الدولية والتغيرات المناخية وغيرها.
نظم الرعاية الصحية حول العالم 2020 .. الأفضل والأسوأ في مهب كورونا
فيروس كورونا يضرب بقوة أفضل الدول
تربعت الولايات المتحدة في المركز الأول على مؤشر الأمن الصحي العالمي 2019، وجاءت بريطانيا بالمركز الثاني، ثم هولندا في المركز الثالث، تليها تباعا أستراليا وكندا وتايلاند والسويد والدنمارك وكوريا الجنوبية وفنلندا.
اقرأ المزيد| النموذج الكوري.. كيف وصلت كوريا الجنوبية إلى 0.7% من وفيات فيروس كورونا؟
وعند المقارنة بين قائمة أفضل الدول على مؤشر الأمن الصحة العالمي وبين قائمة أكثر الدول تضررا من فيروس كورونا نجد العلاقة طردية، الولايات المتحدة التي تصدرت مؤشر الأمن الصحي العالمي، تصدرت أيضًا قائمة الدول الأكثر تضررا من جائحة كورونا، بإجمالي إصابات تزيد عن مليوني شخص، وأكثر من 112 ألف حالة وفاة، وباتت بذلك الولايات المتحدة الأولى عالميا في عدد الإصابات المعلنة رسميا بالفيروس.
أما بريطانيا التي حلت في المركز الثاني على المؤشر، فيبدو أنها قررت الوصول إلى “مناعة القطيع”، ما يعني أنها ستسمح لفيروس كورونا بأن يصيب نحو أربعين مليونا من سكانها لتكوين مناعة وطنية أوسع، وحذرت مواطنيها من أن الفيروس سيواصل الانتشار في البلاد على مدار الأشهر المقبلة بعد أن حصد أرواح 40 ألف شخصا، وأصاب قرابة 300 ألفا آخرين.
كذلك الحال بالنسبة إلى هولندا التي حلت في المرتبة الثالثة على مؤشر الأمن الصحي العالمي، فهي اليوم تعاني من فقدان السيطرة على تفشي وباء كورونا الذي قتل 6000 شخصا وأصاب 47 ألفا آخرين في البلاد.
وبصورة عامة فإن الدول الأوروبية التي حققت أفضل أداء على المؤشر العالمي كانت فريسة سهلة بالنسبة لفيروس كورونا، ويُعزى ذلك إلى كثرة حركة المسافرين وتأخر تلك الدول في اتخاذ إجراءات صارمة؛ لمنع تفشي الفيروس، حتى أصبحت البؤرة الثانية للفيروس بعد الصين منشأ الفيروس.
الدول العربية على مؤشر الأمن الصحي
تصدرت المملكة العربية السعودية قائمة الدول العربية على مؤشر الأمن الصحي العالمي، وحلت في المرتبة الـ 47 عالميا ضمن الدول متوسطة الاستعداد للأوبئة والأمراض الفاشية، وتأتي الإمارات ثانيا على المستوى العربي (56 عالميا)، تليها الكويت ثالثا (59 عالميا)، والمغرب رابعا (68 عالميا)، ولبنان وسلطنة عمان خامسا في المركز الـ (73 عالميا).
أما الأردن جاءت في المركز الـ 80 على مستوى العالم، وقطر بالمركز 82، ومصر 87، والبحرين 88، وتونس 122، فيما حلت بقية الدول العربية في مراكز متأخرة بين الدول الأقل استعدادا، وصُنفت سوريا واليمن والصومال بين الدول الأسوأ عربيا وعالميا.
ومثلما تصدرت الولايات المتحدة قائمتي أفضل الدول على مؤشر الأمن الصحي، وأكثر الدول تضررا من وباء كورونا من حيث الإصابات، فإن ذلك ينطبق أيضا على السعودية قياسا بالدول العربية، فهي أفضلها على مؤشر الأمن الصحي وأكثرها من حيث إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا والتي سجلت ما يفوق 100 ألف إصابة، و 712 وفيات.
أما الدول العربية المتأخرة على مؤشر الأمن الصحي مثل سوريا واليمن والصومال، فهي من أقل الدول تضررا من فيروس كورونا حتى الآن، وربما يرجع ذلك لضعف المنظومات الصحية بالأساس وقلة اختبارات الفيروس بشكل عام، كما أن إغلاق تلك الدول على نفسها جراء المشاكل السياسية والحروب الأهلية جعل وصول الفيروس لها عبر السفر نادرا.
جورجيا الأولى إقليميا .. والعلامة الكاملة
رغم توسط جورجيا المؤشر بالمركز (42 عالميا) والأول إقليميا في منطقة القوقاز متقدمة على تركيا وأرمينيا وأذربيجان وروسيا، إلا أنها نجحت في إختبار كورونا القاسي بامتياز.
حيث سجلت فقط قرابة 800 حالة إصابة، و 13 حالة وفاة. يعزي ذلك للإجراءات والقيود المبكرة جداً والقاسية في أغلب الأحيان التي بدأتها جورجيا منذ ظهور أول حالة خارج بر الصين في الـ 9 من يناير، وحتى اليوم.
لهذا نشهد اليوم في جورجيا تخفيفًا كاملاً للقيود واستعدادات لبدء موسم السياحة في الـ 1 من يوليو القادم حيث صنفت منظمة السياحة العالمية ومنظمة الصحة العالمية جورجيا كـ “منطقة خضراء”.
تابع: في اليوم العالمي للبيئة 2020 | جورجيا.. بيئة خضراء وتكنولوجيا خضراء ودولة خضراء من وباء كورونا
المصدر : هلا جورجيا - تقارير GHS