شاهد بالفيديو.. ما قصة الغراب الذي يهاجم النساء في تبليسي !!
الغراب العجيب الذي التقطته كاميرات هواتف رواد التواصل الاجتماعي في جورجيا هذا الصباح يهاجم النساء في العاصمة الجورجية تبليسي، ولا يهاجم سوى النساء!، ترى ما قصته؟؟
تمتاز طيور الغربان، على اختلاف انواعها وأجناسها المنتشرة في كل بقاع الأرض، بذاكرة قوية تحفظ الأماكن والأشخاص، وتساعد طيور الغراب على تذكر أعدائه جيداً، ليعود فيهاجمهم ليأخذ بثأره، أو يحذر أفراد قطيعه منهم.
التقط رواد مواقع التواصل الإجتماعي هذا الصباح ذكر غراب فوق شجرة بشارع كوستافا بمنطقة روستافيللي في تبليسي العاصمة، يهاجم بشراسة كل النساء المارة في مشهد لم يعتاده سكان المدينة التي تكثر فيها الغربان الرمادية، التي موطنها الأصلي منطقة أوراسيا وجبال القوقاز.
ما السر وراء ذلك؟ وماذا حدث لينتهج الغراب هذا السلوك العدواني؟
تقول خاتونا، إحدى النساء اللاتي تعرضن لمهاجمة غراب تبليسي: “لا أعرف لماذا النساء والفتيات بالذات!”. وتستكمل ساخرة: “هل تعرض للخيانة الزوجية مثلا، فينتقم من بنات حواء!”.
لا أحد يعرف على وجه اليقين.. ولكنها فرصة سانحة لنتعرف على المزيد عن عالم طيور الغربان العجيب والمثير للدهشة.
شاهد | كيف يهاجم غراب في تبليسي المارة من النساء:
الغراب .. غريب الموطن والعادات
الغراب من الطيور العجيبة، وربما يعد أغرب الطيور على الإطلاق، نظراً لغرابة أطواره وطريقة حياته وعاداته الفردية والجماعية الغير مألوفة. وتتنوع فصائل الغربان التي تنتشر في أغلب القارات ما بين غراب النوح أو الغراب الأسود، والغراب الرمادي الأكثر انتشاراً في الشرق الأوسط ومنطقة أورواسيا والقوقاز، والغراب الأمريكي ذو العين البيضاء
وفاء مدى الحياة أو خيانة تستوجب الإعدام
فمن العيش بإخلاص لزوجه، حيث يعيش الغراب مع زوجه فقط طوال حياته التي قد تمتد إلى 20 سنة، ولا يخون زوج الغربان أبداً بل إن الخيانة في مجتمع الغربان جريمة تستوجب القتل من جماعته بعد مشهد يشبه محاكمة الغربان. حيث تجتمع قبيلة الغربان لمعاقبة الخائن أو المعتدي بعد أن يستلقي على ظهره في استسلام المقر بذنبه لتقوم الغربان بنقر جسده ورأسه حتى يوشك على الموت، بينما تترك الضربة القاتلة للغراب صاحب الثأر ليقتنص لشرفه!!
ذاكرة فولاذية تحفظ الصديق من العدو
حاول العلماء في أبحاث مختلفة على مدار العقود والقرون دراسة سلوك طيور الغربان وتشريحها للوقوف على سر ذكائها الخارق للمعتاد وذاكرتها الفولاذية، أما عن سلوكياتها الجماعية التي تحفظ وجوه البشر والاماكن والحيوانات وتنقل خبراتها للأجيال المتعاقبة فيما يشبه تطورات السلوك الإنساني، لا تتكرر في عالم الطيور على الإطلاق..
في مناطق مختلفة وازمنة مختلفة تم رصد مهاجمة قطعان الغربان للبشر الذين تعرضوا لهم أو لأفراخهم بالخطر، الغريب في الأمر أن الطيور تهاجم فقط ذلك الشخص المعتدي دون غيره حتى وإن كان يسير بجواره، كما ذكر في روايات عديدة.
عظة الموت .. وقيمة الحياة
تترك الغربان الفرد الميت منهم لفرة قد تمتد من ساعات إلى أيام مع استمرار مراقبته بصمت والوقوف جواره في مشهد جنائزي يخطف العقل، كأنما تتركه لتتعظ من حكمة الموت وتقدر قيمة الحياة. قبل ان تقوم الغربان بسحبه إلى مدفنه الذي يُعد بعناية من قطيعه وتقوم الغربان بالحفر عميقا لمواراته بالتراب ودفنه في مشهد عجيب بينما لا تنصرف بعد الدفن مباشرة وكأنما تمارس نفس الطقوس البشرية في الجنائز والدفن !!
معلم البشرية الأول
ليس للغراب قيمة أكبر من أن جعله الله المعلم الأول للبشرية، حيث ذُكر الغراب في القرآن الكريم، في الآية الحادية والثلاثين من سورة المائدة، في سياق الحديث عن قصة أبناء آدم عليه السلام قابيل وهابيل، اللذين قتل أحدهما الآخر ولم يدر كيف يدفنه، فقال تعالى: “فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ * قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي * فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ” صدق الله العظيم.
مشابهة: بدء صيد الطيور المهاجرة في جورجيا تزامنًا مع موسم هجرة الطيور
المصدر: هلا جورجيا - ويكيبيديا