عيد النصر على النازية في جورجيا .. بين آلام الحرب العالمية الثانية وبقايا سوفيتية بالية
في الـ 9 من مايو، احتفالا بسقوط ألمانيا النازية، تأتي ذكرى عيد النصر على الفاشية في جورجيا كل عام كمن وقع بين مطرقة ذكرى سقوط 300 ألف جندي جورجي في الحرب العالمية الثانية، وسندان عودة الشعارات السوفيتية البالية للظهور في شوارع الدولة التي تخلصت من الحكم الروسي قبل 29 عاما وما تزال روسيا تسيطر على خُمس أراضيها الشمالية.
يوم النصر الأوروبي .. و عيد النصر في جورجيا
انتحر أدولف هتلر في الـ 30 من أبريل عام 1945، في أوج معركة برلين والتي بات من الواضح خسارة ألمانيا النازية لها وللحرب العالمية الثانية خسارة ساحقة. أعلن الجيش النازي على إثر ذلك الاستسلام الغير مشروط لقوات الحلفاء ونهاية عهد الرايخ الثالث لأدولف هتلر، ووقع كارل دونيتز النائب الأول لهتلر وثيقة الاستسلام في مساء الـ 8 من مايو بتوقيت برلين، الـ 9 من مايو بتوقيت موسكو.
يعتقد البعض أن عيد النصر على النازية في جورجيا الموافق لـ 9 مايو يختلف عن يوم النصر في أوروبا الذي تحتفل فيه الدول الاوروبية بسقوط النازية في الـ 8 من مايو. والحقيقة أنه احتفال واحد غير أن فرق التوقيت بين أوروبا وروسيا ما جعل رسمياً إعتبار الاستسلام تم في الـ9.
عيد النصر على النازية في جورجيا
رغم سقوط الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفيتي السابق و استقلال جمهورياته، ومن بينها جورجيا التي أعلنت استقلالها عن الاتحاد عام 1991، إلا أن جورجيا ما تزال حتى يومنا هذا تحيي ذكرى الـ9 من مايو تخليدا لذكرى يوم النصر على النازية، وتأبيناً لأكثر من 300 ألف من جنودها الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية وقت أن كان الجنود الجورجيون جزءاً من الجيش الروسي.
إلا أن الأحتفال حديثاً أصبح بالنسبة لحكومة جورجيا والشعب الجورجي كالوقوع بين المطرقة والسندان، إذ أن القليلون الأحياء من المحاربين القدامى أو أبنائهم وأحفادهم يحتفلون بذكرى مشاركتهم في الحرب حاملين الأوسمة السوفيتية التي قُلدوا بها بعد الحرب وربما يرفع بعضهم أعلام الشيوعية السوفيتية أيضًا.
قليلون في جورجيا مازالوا يظنون أن العهد السوفيتي كان أفضل لهم “8.7% من الشعب الجورجي وفقًا لاستطلاعات الرأي” ، بل إن البعض منهم مازال يحتفل بذكرى جوزيف ستالين ويذهب إلى متحفه في مدينة جوري احياءا لذكرى ميلاده أو وفاته.
شاهد بالفيديو | احتفال بعض الجورجيين بيوم النصر في جوري 2015
وفي التوقيت الذي مايزال الوضع السياسي والعسكري بين جورجيا وروسيا بارداً ومعقداً بسبب دعم روسيا العسكري والسياسي لإقليمي أبخازيا وأوسيتيا المنفصلين، ورغم الجهود والوساطة الأوروبية والعقوبات الدولية على روسيا إلا أن أوضاع المواطنين الجورجيين في مناطق الاحتلال وفي ظل الوقت الحرج لانتشار فيروس كورونا حول العالم وتحوله لجائحة في روسيا ينذر بخطر جسيم على صحتهم.
يُذكر أن جورجيا تحتفل في مايو أيضًا بذكرى عيد الاستقلال ويأتي في الـ 26 من مايو احتفالا باستقلال جورجيا الأول عن الإمبراطورية الروسية عام 1918. “جورجيا .. مائة عام وعام من الاستقلال”
للمزيد تايع:
- تدشين نصب تذكاري في تبليسي لأبطال حرب أبخازيا
- الخارجية الجورجية تدين الإجراءات الروسية الاستفزازية في أوسيتيا الجنوبية
المصدر: هلا جورجيا - وثائقيات - ويكيبيديا