رمضان 2020 في زمن الكورونا

حلاوة زمان (6) .. التليفون أبو زراير | سلسلة رمضان زمان

حلاوة زمان سلسلة حصرية تأخذنا في حنين لذكريات أيام زمان، يكتبها لنا في رمضان هذا العام المهندس المصري عاشق الأدب والتراث “صلاح أبو الليل” وحلقة اليوم عن “التليفون أبو زراير”


حلاوة زمان – 6 – التليفون أبو زراير

أصدقائي الأعزاء .. شكرا على المتابعة..
استكمالا لحديث الأمس عن التليفون أبو قرص … ظهر بعده التليفون أبو زراير .. وده كان حاجه كده مدعاة للفخر والخيلاء … ده كان فيه زرار إعادة الاتصال (Redial) ويا سلام بقي على الواحد لما يعيد الاتصال بضغطة زرار واحدة … خصوصاً لما الخط يكون مشغول الناحية التانية.. وبعدها ظهرت خاصية الانتظار اللي سهلت علينا كتير.
كان جرس التليفون أبو زراير ده بقى نوعين.. نوع متقطع عادي كده.. وده بتاع حبايبنا اللي حوالينا.. ونوع تاني متصل (ترنك) بتاع المحافظات واللي بره مصر.. و ده اللي بيترد عليه بكل لهفة و شوق … بس التليفون أبو زراير كان فيه خاصية تغيير صوت الجرس عشان يبقي بصوت البيانو أو العصافير مثلا … و دي كانت طفره 🙂

التليفون الأرضي في المملكة العربية السعودية في التسعينيات
التليفون الأرضي في المملكة العربية السعودية في التسعينيات


و في تطور سريع .. التليفون أبو زراير بقي من غير سلكو كنا بنسميه لاسلكي .. و كان منتهي الزهو إن الواحد من دول يقعد في البلكونة في عز الصيف بالفانلة الحمالات … و ماسك السماعة و بيتكلم و بيتمشي في البلكونة .. و ده طبعا كان بيلفت نظر الجيران .. و بنت الجيران … ده أيام ما كان في بلكونه و قعده صيفي في البلكونة .. قبل ما تتقفل و تتضم للصالون .. أو تتعمل اوضه للواد المراهق يستقبل فيها أصحابه بعيد عن حرمة البيت .. أو تتساب و تتعمل مخزن للكراكيب .

حلاوة زمان (6) .. التليفون أبو زراير | سلسلة رمضان زمان 1

و زي زمان ما كانت شادية بتكلمه تسمع صوته و تقفل السكة تاني .. أيام أبو قرص.. بقت انغام تطلب منه النمرة كده عيني عينك أيام التليفون أبو زراير.

نمرة تليفونك كام ؟
اديني النمرة أوام ..
هشغلك بالك ليلة..
ياللي شغلتني أيام

و ده طبعا كان طفرة في المجتمع اللي استغرب الأغنية جدا .. زي ما استغرب فكرة التليفون أبو زراير و لاسلكي كمان

الهاتف العام في أروقة البيت الأبيض في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات
الهاتف العام في أروقة البيت الأبيض في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات

الحقيقة إن بيوتنا زمان .. أيام ما كان رمضان بييجي في الربيع .. كانت كل بيوتنا شبه بعضها .. نفس الفرش تقريبا .. نفس الأطباق و الكوبايات و المفارش و السجاجيد .. نفس الأخلاق و التربية .. نفس الأهالي اللي كان كلهم طيبه و رغبة في بناء الأطفال و جعلهم احسن منهم …. كنا بنروح نفس المدارس و نفس النادي و نتفسح نفس الفسح …

أنا كنت – و مازلت من سكان مدينة نصر – يعني نادي مدينة نصر … مدرسة مدينة نصر النموذجية الشهيرة بالجوجري سكول .. لاباس … عباس العقاد .. كارفيل بتاع الأيس كريم اللي بقي عصفور الجنة بتاع السندوتشات و بعدها اختفي و بقي محل كشري … الحديقة الدولية .. حديقة وندر لاند اللي خليتنا نبطل نروح ملاهي ادهم بتاعت روكسي … و لكن كنا برضه بنسافر لآخر الدنيا و نروح السندباد علشان نركب البساط الطائر … ده في زمن ما قبل دريم بارك 

الحقيقة إن حياتنا كانت بسيطة .. و أحلامنا كانت ابسط … و الحقيقة إن الفرحة كانت من القلب و حقيقية و بتعيش كتير …. و الحقيقة كمان إن الكلام خدني … و نسيت أتكلم عن الفانوس الصفيح  🙂
إفطارا شهيا يا حضرات … و للحديث بقية … و الأن أترككم في أمان الله

 المصدر : هلا جورجيا - ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى