حلاوة زمان (12) جروبي 2 .. نجيب الريحاني ومنتصف الخمسينيات | سلسلة رمضان زمان
حلاوة زمان سلسلة حصرية تأخذنا في حنين لذكريات أيام زمان، يكتبها لنا في رمضان هذا العام المهندس المصري عاشق الأدب والتراث “صلاح أبو الليل” وحلقة اليوم عن “جروبي والملك فاروق”
حلاوة زمان – 12 – جروبي ومنتصف الخمسينيات
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء
بمناسبة الافلام القديمه و الابيض و اسود … جروبي اتصور فيه مشاهد من فيلم عبد الحليم و زبيده ثروت .. يوم من عمري … و ده المحل اللي اشترت منه صباح الجاتوه في فيلم العتبه الخضرا.. اشترت الالف و خمسميت حته بتلاتين جنيه … و ده كان اياميها غالي اوي كمان. جروبي ده المحل اللي في يوم نجيب الريحاني في أول بداياته سمع اتنين من الباشوات بيتكلموا عن مسرحيته ” كشكش بيه ” وهاتك يا ضحك وده اللي شجعه يكمل طريقه ويبقي الأسطورة ” نجيب الريحاني ”
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لولا أنت لن احفل بمن راح وجاء
” هستناكي في جروبي الساعه 6 … اوعي متجيش ” .. دي الجمله اللي كانت دايما في الافلام القديمه .. و البطل بيواعد البطله .. اللي غالبا بتكون فاتن حمامه … و البطل الشاب احمد رمزي ايقونة الشباب و الطيش في الزمن ده … علي فكرة فاتن حمامة كانت من اشهر رواد جروبي وسط البلد ..
و احمد رمزي كمان كان بيقعد هناك كتير مع صديقه عمر الشريف اللي مكنش لسه مشهور وقتها شهرة رمزي .. و في يوم كان موجود يوسف شاهين في جروبي و قدم رمزي صديقه عمر للمخرج الشاب المجنون ايامها .. و خده شاهين في اول فيلم عمله و اداله بطولة مطلقة في … صراع في الوادي سنه 1954
أنا أحيا بغدى الآن وبأحلام اللقاء
فأت أو لا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء
كمان الخواجه جروبي كان اول من عمل ديليفري للاكل .. و كان عامل عربيه بتلات عجلات و فيها نظام تهويه بسيط لنقل الاكل و الايس كريم من المحلات للبيوت … مش بس اول ديليفري .. ده اول من ادخل لمصر الايس كريم بانواعه الجديده و الكريم شانتيه و الميل فوي و الاكليير و المارون جلاسيه ..
ده كمان في قصة مشهورة عن هدية الملك فاروق اللي كان بيعشق الشيوكلاته بتاعت جروبي لما هادي الملك جورج و بنته اليزابيث ( الملكه الحاليه ) و اختها مارغريت بكمية اكتر من 100 كيلو من شيكولاتة جروبي .. تم نقلها بسفينه .. و في اثناء الحرب العالمية الثانيه كمان .
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليالى أنت فيه العمر
الحقيقة ان جروبي في الفترة دي – منتصف القرن الماضي – كان في قمة مجده .. و ده بفضل ادارة عائلة جروبي المحترفه للمكان .. المكان كان كله بشاوات و اجانب و جاليات .. و كان بيتصور فيه افلام .. و علاقات عائلة جروبي هي اللي خلت مكان بالفخامه دي ينجوا من التاميم .. و يكون كمان بعد الثورة مكان لقاءات الظباط الاحرار و كبارات رجال الدولة في الوقت ده
بس المكان مكنش معتاد للطبقة الوسطي و الطلبة مثلا .. الا بعد النكسة و انتصارات اكتوبر .. و بعدها اتباع في 1981 و بدا في التدهور الي ان وصل للحال اللي بنشوفه دلوقتي .. مش عايز انسي ان فرع ميدان طلعت حرب كان شاهد علي احداث ثورة يناير الاخيره … حتي عزرا ويزمان الرئيس الاسرائيلي كان بيحب يقعد في جروبي وسط البلد ايام ما كان ضابط في الجيش الإنجليزي .
المصدر : هلا جورجيا - ويكيبيديا