أخبار جورجيافن

في الذكرى الـ30 لسقوط “سوخومي”.. كل ماتريد معرفته عن حرب أبخازيا

يجتمع الكثير من الشعب الجورجي في يوم 27 سبتمبر/أيلول من كل عام أمام النصب التذكاري للأبطال في العاصمة تبليسي، وذلك لتكريم الأبطال الذين ماتوا من أجل سلامة أراضي جورجيا والذين لقوا حتفهم في حرب أبخازيا.

ويعتبر يوم 27 سبتمبر/أيلول يوم الحداد بالنسبة لشعب وحكومة جورجيا ويسمح  بتنكيس علم الدولة في جميع مؤسسات الدولة، فما الذي نعرفه عن حرب أبخازيا؟

حرب أبخازيا بين جورجيا وروسيا

كانت الحرب في أبخازيا بين عامي 1992 و1993 قد دارت بين قوات الحكومة الجورجية في معظمها، وبين القوات الانفصالية الأبخازية والقوات المسلحة الروسية ومسلحي شمال القوقاز.

في الذكرى الـ30 لسقوط "سوخومي".. كل ماتريد معرفته عن حرب أبخازيا 1

وقد حارب الجورجيون العرقيون الذين يعيشون في أبخازيا إلى حد كبير على جانب قوات الحكومة الجورجية، بينما قام كل من العرقية الأرمينية والروس الذين يعيشون داخل أبخازيا بدعم الأبخازيين إلى حد كبير، وقاتل الكثير منهم إلى جانبهم.

كما تلقى الانفصاليون دعماً من آلاف المقاتلين في شمال القوقاز والكوساك، ومن قوات الاتحاد الروسي المتمركزة في أبخازيا وبالقرب منها.

القصة بدأت منذ عهد جمهورية أبخازيا الاشتراكية المستقلة ذاتياً في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وذلك عندما توتر الأوضاع مع بدء المعارضة الجورجية المناهضة للسوفييت بالمطالبة بالاستقلال عن الاتحاد السوفيتي.

في حين طالب القوميون الأبخاز في مارس/آذار 1989 في إنشاء جمهورية اشتراكية سوفياتية منفصلة عن جورجيا، وذلك بناءً على سابقة وجود جمهورية أبخازيا الاشتراكية السوفيتية المستقلة بين عامي 1925 و 1931، والتي ارتبطت بالجمهورية الجورجية السوفيتية الاشتراكية من خلال “معاهدة الاتحاد”.

وقع رئيس جامعة سوخومي على الإعلان، وأعلن الطلاب الجورجيون الإثنيون في الجامعة عن احتجاجهم، ولكن منعتهم الحكومة الجورجية من ذلك.

ومع ذلك، احتشد الطلاب وتعرضوا لهجوم الأبخازيين الإثنيين، وقد أغضب هذا الحدث الحركة الجورجية المناهضة للسوفييت فأدرجت ادعاءات الطلاب ضد الانفصال الأبخازي ضمن قائمة شعارات عدة آلاف من المتظاهرين الجورجيين في تبليسي.

من ناحيتها أُرسلت القوات السوفيتية إلى تبليسي رداً على الاحتجاجات، ما أدى إلى حدوث مأساة 9 أبريل/نيسان 1989، أو كما تعرف أيضاً باسم “مذبحة تبليسي”، بسبب قيام السوفييت بسحق المظاهرات المناهضة لهم وقتل نحو 21 شخصاً وجرح المئات.

ولذلك يعتبر هذا اليوم في الوقت الراهن يوم “الوحدة  الوطنية” وهو عطلة رسمية في جورجيا.

في أعقاب ذلك وقعت أول الاشتباكات المسلحة بين ممثلي السكان الأبخاز والجورجيين في 16-17 يوليو/تموز من عام 1989 في سوخومي.

أدى الصراع إلى صدور قرار الحكومة الجورجية بتحويل القطاع الجورجي من جامعة ولاية سوخومي إلى فرع من جامعة تبليسي الحكومية.

عارض الأبخازيون بشدة الجامعة الجديدة، واعتبروها أداة لتوسيع الهيمنة الجورجية، كما تقرر إجراء امتحان القبول في 15 يوليو/تموز من ذلك العام، على الرغم من استنتاج الاتحاد السوفيتي الأعلى عدم امتلاك الحكومة الجورجية للحق القانوني في تفويض الجامعة الجديدة.

سرعان ما تحولت الاضطرابات المدنية الناتجة عن هذا القرار إلى اشتباكات عسكرية أدت -وفقاً للروايات الرسمية- إلى مقتل 18 شخصاً وإصابة 448 شخصاً على الأقل، من بينهم 302 جورجياً.

أُحيلت الخصومات الجورجية-الأبخازية إلى حد بعيد إلى السلطات التشريعية السوفييتية مع حلول يوليو/تموز من عام 1990، وذلك بسبب عدم شعور أي من الطرفين أنه قوي بما فيه الكفاية لحل المشكلة عسكرياً، ليصبح ترسيم حدود أبخازيا نزاعاً قانونياً إلى حين اندلاع الأعمال المسلحة في أغسطس/آب من عام 1992، وقد امتلكت حكومة الاتحاد السوفيتي خيارات قليلة للغاية لمنع الصراعات بين الأعراق حينها، خاصة أن الاتحاد السوفيتي نفسه كان على وشك التفكك.

ضُمنت المخصصات أو الحصص الإثنية إلى مجلس السوفييت الأعلى في أبخازيا قبل انتخابات عام 1991، ما أدى إلى تكوين لا يعكس بدقة العرقيّة المكونة للسكان.

وهكذا من أصل 65 مقعداً، حصل الأبخاز (الذين يكونون 17% من السكان) على 28 مقعداً؛ في حين حصل الجورجيون (الذين يكونون 45% من السكان) على 26 مقعدًا؛ ووزع الـ11 مقعداً المتبقين على مجموعات أخرى (مثل الأرمن والروس؛ إذ يشكل الروس 33% من السكان).

فقدت جورجيا السيطرة فعلياً على أبخازيا وأصبحت الأخيرة منطقة مستقلة في واقع الأمر.

تحسنت العلاقات بين روسيا وأبخازيا في نهاية تسعينيات القرن الماضي، ورُفع الحصار الاقتصادي عن أبخازيا.

مُررت القوانين أيضاً للسماح للدول الأخرى بأن تصبح جزءاً من الاتحاد الروسي، وهو ما فسره البعض على أنه عرض انضمام لأبخازيا ودول أخرى لم يكن مُعترفاً بها في الاتحاد السوفييتي السابق.

وقالت جورجيا أن الجيش الروسي والمخابرات ساهما على نحو شكل حاسم في هزيمة جورجيا في الحرب الأبخازية، واعتبرت هذا الصراع (إلى جانب الحرب الأهلية الجورجية وحرب جنوب أوسيتيا) محاولة روسية لاستعادة نفوذها في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي.

وأسفرت الحرب، التي استمرت 13 شهراً و13 يوماً، عن مئات الآلاف من اللاجئين وعشرات الآلاف من القتلى وفقدان تبليسي السيطرة الرسمية على أبخازيا، بينما فقدت جورجيا نحو 15 ألف شخص في الحرب في أبخازيا.

زر الذهاب إلى الأعلى