أخبار جورجيا

جورجيا .. وجهة رائدة في العلاج بالفيروسات الآكلة للبكتيريا “العاثيات”

تمثل جورجيا وجهة رائدة تستقطب المرضى من شتى دول العالم للحصول على العلاج بالفيروسات الآكلة للبكتيريا (العاثيات)، والهروب من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، والذي يتسبب مع مرور الوقت بانخفاض فعاليتها فضلا عن تأثيرات سلبية.

المواطنة الهولندية تانيا ديديرين، كانت تعاني من التهاب الغدد العرقية منذ 30 عامًا، وتتناول مضادات حيوية للعلاج، ومع مرور الوقت أصبحت المضادات الحيوية أقل فعالية، فقررت وفقها والخضوع للعلاج بالفيروسات الآكلة للبكتيريا في إحدى المراكز الطبية المتخصصة في جورجيا.

تقول ديديرين، في مقابلة مع تلفزيون دويتشه فيله الألماني ، إنها كانت تشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء العلاج في هولندا، بعد أن أصبحت المضادات الحيوية لا تجدي نفعا، لذلك قررت البحث عن علاجات أخرى، وسمعت عن العلاج بالفيروسات آكلة البكتيريا في إحدى البرامج التلفزيونية.

جورجيا .. وجهة رائدة في العلاج بالفيروسات الآكلة للبكتيريا "العاثيات" 1

وأضافت ديديرين، البالغة من العمر 50 عاما، أنها اختارت جورجيا لتلقي العلاج فيها كونها تمتلك خبرة طويلة في هذا المجال، وعندما وصلت إليها في أغسطس/ آب الماضي، كانت متحمسة كثيرا إلى جانب الشعور بالتوتر بعض الشيء.

وخضعت المواطنة الهولندية للعلاج بالفيروسات آكلة البكتيريا في معهد إيليافا Eliava Institute  بمنطقة سابورتالو في العاصمة الجورجية تبليسي، واستغرقت مدة العلاج أسبوعين، بتكلفة بلغت 3900 يورو، وهي الآن تشعر بتحسن كبير.

أما الفرنسي كريستوف نوفو البالغ 47 عاما، فقد تمكن من إنقاذ ساقه المهددة بالبتر بفضل طريقة العلاج بالفيروسات آكلة البكتيريا، بعد أن توجه إلى جورجيا في عام 2016، وتلقى العلاج في إحدى المراكز المتخصصة.

جورجيا-رائدة-العلاج-بالفيروسات-آكلة-البكتريا-العاثيات-في-تبليسي-2

تطور العلاج بالفيروسات آكلة البكتيريا

العلاج بالفيروسات آكلة البكتيريا (العاثيات) طريقة علاجية تم اكتشافها أثناء الحرب العالمية الأولى، وتطورت بعد ذلك في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، وهي تقوم على استخدام الفيروسات الآكلة للبكتيريا (العاثية) الموجودة بكثرة في الطبيعة وفي المياه المستخدمة وفي جسم الإنسان ولاسيما في الأمعاء.

ويُقدم العلاج بالفيروسات الآكلة للبكتيريا بعدة طرق مثل الأقراص والسوائل والحقن والكريمات، كما أنها تعد أحد أشكال العلاج الرئيسي في بولندا وجورجيا وروسيا، ويستغرق العلاج عادة مدة قصيرة لا تزيد عن أسبوعين إلى ثلاثة، وهو أقل تكلفة من استخدام المضادات الحيوية.

وفي العام 2013، أطلق الاتحاد الأوروبي مشروعا أول في هذا المجال تحت اسم “فاغوبورن”، لاختبار الفيروسات الفعالة في القضاء على البكتيريا المقاومة للمضادات والتي تهاجم القروح الناجمة عن الحروق، بمشاركة 12 مصابا من فرنسا وبلجيكا وسويسرا، وقبل انتظار النتائج، أعطت الوكالة الفرنسية للأدوية موافقتها الأولى لاستخدام العلاج على مصاب بحرق قوي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

أيهما أفضل العلاج بالعاثيات أم المضادات الحيوية ؟

تكمن أفضلية العاثيات في تأثيرها الأضيق نطاقا من المضادات الحيوية، فهي تدمر البكتيريات من دون أن تسبب أي أذى للجسم، وتتوقف عن التضاعف بمجرد القضاء على البكتيريا المستهدفة كما لا تسبب العاثيات مقاومة ثانوية مثل المضادات الحيوية.

ووجدت الدراسة التي قام بها مركز العلاج بالعاثيات في تبليسي، العام الماضي، أن العلاج بالعاثيات كان أفضل من العلاج بالمضادات في بعض الإصابات البشرية والحيوانات المصابة مختبريا، وكانت الدراسة قد استخدمت عاثيات لعلاج المرضى الذين يعانون من مرض قيحي بسبب المكورات العنقودية الذهبية.

يأتي ذلك وسط تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن بقاء الاستخدام المفرط والخاطئ للمضادات الحيوية على ما هو عليه، يمكن أن يجعل العالم في مرحلة “ما بعد المضادات الحيوية”، التي تعود فيها بعض الإصابات الشائعة والقابلة للعلاج حاليا، لتكون قاتلة.

تابع القراءة حول :

السياحة الطبية في جورجيا .. إمكانيات هائلة تنتظر الفرصة

الدواء في جورجيا : 35 نوع دواء بـ 1 لاري جورجي فقط

المصادر : تقارير هلا جورجيا - موقع دويتشه فيله - أبحاث طبية

زر الذهاب إلى الأعلى