تيليغراف: ماذا يمكن لبريطانيا أن تتعلم من جورجيا في زمن الكورونا ؟
أثبتت جائحة فيروس كورونا الجديد أن الثراء وتقدم الدول لا تعد شروطا أساسية من أجل احتواء فيروس كورونا، تقول صحيفة “تيليغراف” البريطانية أن جورجيا الدولة الصغيرة جغرافيا واقتصاديا وسياسيا أبلت بلاء حسنا في التعامل مع فيروس كوفيد-19، في حين تعاني دول أوروبا الغربية المتقدمة من أسوأ كارثة منذ الحرب العالمية الثانية.
تيليغراف : هل تتعلم بريطانيا الدرس من جورجيا ؟
تساءلت صحيفة “تيليغراف” البريطانية عن الدروس التي يمكن أن تتعلمها بريطانيا العظمى من دولة صغيرة مثل جورجيا في وقف انتشار فيروس كورونا، ونشرت الصحيفة مقالا يوم السبت الماضي تحت عنوان “ما يمكن لبريطانيا تعلمه من الدول الصغيرة لتجنب الإغلاق التام”، وسلطت الضوء على تجربة جورجيا في التعامل مع فيروس كورونا.
لفتت “تيليغراف” إلى أنه مع تجاوز عدد مصابي فيروس كورونا حاجز المليون شخص، تبرز جورجيا في مقدمة الدول التي أحسنت التعامل مع الأزمة التي تعصف بالعالم منذ بداية 2020، وأثبتت جورجيا التي تقع في المركز الـ 42 على مؤشر الأمن الصحي العالمي 2019، أفضليتها في مكافحة الأمراض الفاشية مقارنة ببريطانيا وفرنسا وهولندا والسويد.
حوالي 300 حالة إصابة و 3 وفيات فقط خلال 50 يوم
هذه أرقام ضئيلة للغاية إذا ما قورنت مع الدول الأوروبية المتقدمة التي تقفز فيها حصيلة ضحايا الفيروس بالآلاف يوميا.
تيليغراف البريطانية الأسبوعية
لماذا جورجيا الأفضل في مكافحة فيروس كورونا؟
- يقول رئيس وزراء جورجيا، جيورجي جاخاريا، إن إدراك الحكومة والشعب الجورجي لحجم تهديد جائحة كورونا كان عاملا حاسما في اتخاذ إجراءات مبكرة لمكافحة الفيروس وحماية المواطنين والاقتصاد، وبالتالي قدرة البلاد على احتواء الأزمة الطبية.
- ومع مواجهة جورجيا السوفيتية سابقة الشدائد ومعاناتها مع السياسات الروسية حتى يومنا هذا، زادت قدرة البلاد على مواجهة الأزمات ” – تيليغراف البريطانية.
- فما إن وصل وباء كورونا إلى جورجيا بعد مرور شهرين على أول ظهور له في الصين، حتى كانت جورجيا على أهبة الاستعداد له، مع منظومة واسعة من الإجراءات السابقة والآنية التي ساهمت في احتواء فيروس كورونا.
- وأظهرت أزمة كورونا أن الدول التي تمتلك ذاكرة حديثة فيما يخص الأزمات، مثل دول ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وبعض الدول الآسيوية، تمكنت من التعامل مع أزمة فيروس كورونا بشكل فعال مقارنة مع الدول التي تمتعت بهدوء ورخاء لفترة طويلة نسبيا مثل الدول الأوروبية “تقول تيليغراف”.
تقول كاتارينا والتشوك، أستاذة سياسة أوروبا الشرقية في مركز الدراسات الروسية والأوروبية الأوراسية، “إن الأمر لا يقتصر فقط على أن بعض هذه الدول السوفيتية السابقة قد واجهت المزيد من الشدائد، بل إنها تعرف بالفعل أن أنظمة الرعاية الصحية الخاصة بها لا يمكنها التكيف”.
- وأشارت إلى أنه بعد استقلال جورجيا في عام 1991، كان سكان جورجيا معتادون على “انقطاع التيار الكهربائي”، ورشوة الأطباء لتلقي العلاج، وعاشوا ظروفا صعبة للغاية، لكن وضع هذه البلاد تغير اليوم وباتت أفضل، وأصبح سكانها يعرفون أنهم يجب أن يحافظوا على أنفسهم وأنهم لا يستطيعون أن يكونوا متهورين.
- وأضافت والتشوك، اليوم لم يعد للفساد مكان بين أجهزة الشرطة أو المهنيين أو الأطباء في جورجيا، وإذا قال الطبيب شيئا فإن شعب جورجيا يحترمه ويطيعه، لأن ثقته زادت بالحكومة، على عكس الدول التي تفقد فيها الحكومة مصداقيتها، كل ذلك تعد عوامل مهمة في السيطرة على فيروس كورونا.
الجدير بالذكر أن جورجيا اتبعت إجراءات مشددة منذ بداية أزمة فيروس كورونا، بدءا من إيقاف الرحلات الجوية مع الصين والبؤر الساخنة، وتقييد حركة السفر من وإلى جورجيا، واتخاذ سلسلة من القرارات تهدف إلى وقف انتشار فيروس كورونا، حتى إعلانها حالة الطوارئ في 21 مارس المنصرم وإعلان حظر التجول في 30 مارس.
الحجر الصحي و حظر التجول والعزل الذاتي .. مفاهيم في زمن الكورونا
المصدر : هلا جورجيا - تيليغراف الأسبوعية