روبوتات النانو اليابانية .. هل تخلق تكنولوجيا النانو أطباء لعلاج الفيروسات داخل أجسادنا؟
مع تفشي فيروس كورونا في شتى أنحاء العالم، التفتت الأنظار نحو روبوتات النانو المبتكرة لمحاربة الخلايا السرطانية، إذ يُتوقع أن تطور تكنولوجيا النانو هذه الروبوتات لتكون السلاح المستقبلي لمحاربة الأوبئة الفيروسية مثل فيروس كورونا.
تكنولوجيا النانو في الطب
العلماء اليابانيون ابتكروا روبوتات النانو الصغيرة للكشف عن أمراض السرطان والمساعدة في علاجها، إذ يمكن لهذا النوع من الروبوتات الدخول إلى جسم المريض وتحييد الخلايا السرطانية.
بهذا الصدد، يقول الباحث كازونوري كاتاكا، وهو طبيب في مركز الابتكار لطب النانو الياباني في كاواساكي، إن تكنولوجيا النانو المستخدمة لحقن كميات صغيرة من الجسيمات المشحونة إلكترونياً في التجارب السريرية يتم اختبارها في العديد من البلدان حول العالم.
وأوضح كاتاكا، أن التجربة تقوم على تسلل بعض روبوتات النانو إلى الخلايا المريضة يسمح للأدوية بتحييدها من الداخل، بينما يقوم البعض الآخر بجمع المعلومات الكيميائية والسريرية في الرقاقة المزروعة، والتي سيتم من خلالها إعطاء الأطباء بيانات لمزيد من التحليل.
وستم عرض النتائج المرتقبة فيما يتعلق بسرطان الثدي والبنكرياس، ومن المرجح أن تظهر المنتجات النانوية نتائج إيجابية سيتم التأكد منها عقب 3 مراحل من الدراسات ستنتهي بحلول نهاية العام الجاري.
ويتوقع العلماء اليابانيون أن تحقق روبوتات النانو “ثورة” في مجال مكافحة الأوبئة الفيروسية.
روبوتات النانو .. طب المستقبل
ظهر مصطلح روبوتات النانو في عام 2004. والروبوت النانوي هو روبوت بحجم تقل أبعاده عن عشرة مايكرومترات ويتم تصنيعه باستخدام تكنولوجيا النانو أو من جزيئات حيوية وقطع من الحمض النووي الصبغي (الـ DNA).
ويعود ابتكار تكنولوجيا النانو إلى عام 1991، عندما اكتشف الفيزيائي الياباني ساميو ليجيما أنابيب الكربون النانوية ذات الخصائص الفيزيائية الفريدة.
ومع تطور استعمال الآلات المبرمجة للقيام بمهام محددة، عمل الباحثون على تطوير تقنيات لصناعة آلات باستعمال جزيئات عضوية يمكن التحكم فيها وتوجيه حركتها داخل الجسم، لينتج لنا طبيب جديد هو “الروبوت النانوي”.
وسيكون بإمكان روبوتات النانو رصد وتشخيص الوظائف الفيزيولوجية المختلفة داخل الجسم بمراقبة مكونات الدم وضغطه وبعض الإشارات الكهربائية الفسيولوجية، وإرسال هذه المعلومات إلى خارج الجسم أو تحليلها مباشرة للكشف عن وجود ورم في وقت مبكر. كما سيكون بمقدور بعض هذه الأجهزة حمل الأدوية مباشرة إلى العضو المصاب أو تعديل مستوى السكر أو الأوكسيجين في الدم عند الحاجة.
كما يمكن للأطباء التدخل جراحيا باستخدام أكثر من روبوت نانو على جزء صغير جدا من الجسم، وهو ما يقلل من خطر الصدمة أو النزيف، وسيتيح الحجم النانوي لهذه الروبوتات إمكانية الوصول إلى مناطق الجسم غير المتاحة للتدخل البشري خاصة يدويا مثل إجراء العمليات في جزء من الجسم دون الحاجة إلى تدخل جراحي، وذلك عن طريق الحقن مباشرة في الجسم، كما سيكون بعضها قادرا على السير عكس مجرى الدم في الشريان والوصول إلى المنطقة التي تحتاج إلى التدخل وإجراء عملية فيها باستخدام أدوات مصغرة يتم التحكم فيها عن بعد من قبل الجراح.
وباستطاعة العلماء إنتاج روبوتات قادرة على تنظيف الرئة وإزالة التجلطات الدموية داخل الأوردة وأخرى تؤدي دور الخلايا العصبية لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من تلف الخلايا العصبية وإجراء عمليات في الدماغ. وستصنع روبوتات نانوية أخرى صغيرة بما يكفي للوصول إلى الخلية الحية لتعديل الأحماض النووية “الـ DNA” وبالتالي الشفرة الوراثية.
مستقبل جديد تصنعه روبوتات النانو وعالم آخر تفتح أبوابه لنا التكنولوجيا التي ثبت انها جزء لا يتجزأ من مستقبلنا القريب
تابع أيضًا: جورجيا تفتتح جامعة الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع HP و Microsoft
المصدر : هلا جورجيا - وكالات