يعرض دورة الحياة مرتين يومياً، وصاحبه عاش في آلة زمن لبنائه.. تعرف على برج تبليسي المائل
يعد برج تبليسي المائل أحد أكثر المباني غرابة في العاصمة الجورجية، إذ يقع هذا المبنى في شارع جانبي في المدينة القديمة، وهو عبارة عن هيكل غريب، إذ يحتوي على ساعة ضخمة في منتصف البرج، وعلى جانبها عمود مائل، بينما لا يوجد سوى عارضة فولاذية تثبت البرج في مكان.
برج تبليسي المائل.. ليس مجرد هيكل!
على الرغم من أنه شكله المميز والغريب في آن معاً، فإنه ليس مجرد هيكل قديم، وإنما هو برج حديث ملحق بمسرح العرائس لمحرك الدمى الجورجي الشهير “ريزو غابريادزه”.
غابريادزه هو نفسه من أتت إليه فكرة بناء برج تبليسي المائل، وهو أيضاً صاحب مبنى الموجود بجانبه، والذي يضم المسرح الفعلي.
قام غابريادزه ببناء المسرح بنفسه على مدى ثلاثين عاماً، حيث أعاد استخدام القطع القديمة من المباني المهجورة في البلدة القديمة، ومن المباني التي دمرت في أعقاب زلزال كبير، كما تمت إضافة برج الساعة الغريب في عام 2011، بعد مرحلة بناء استمرت أربع سنوات.
ما الأشياء المميزة في برج تبليسي المائل؟
يقدم برج تبليسي المائل أو كما يطلق عليه أيضاً برج الساعة يومياً مسرح عرائس ميكانيكي صغير، ويمكنك مشاهدة العرض مرتين يومياً عند منتصف الظهر وفي الساعة 7 مساءً.
خلال هذا العرض تطل دمية فتاة بملابس “ملائكة” تقوم بطرق الجرس من على شرفة صغيرة في الأعلى، لتقوم بطرق الجرس.
قبل أن يُظهر هذا الشباك الصغير “دورة الحياة”، إذ ترى من خلاله شاب يلتقي بفتاة ومن ثم تراهما وهما يرتديان ملابس الزفاف، قبل أن يحملا طفلاً، ومن ثم يظهران وهما كبيران في السن، قبل أن يظهر لك قبرهما.
كما يحتوي البرج من الأسفل أيضاً على مكان على شكل مربع يحتوي على الكثير من “البلاط” الملون على شكل فسيفساء حديثة.
ويقول ريزو غابريادزه عن هذا البناء المميز: “عندما بدأ البناء، وجدت نفسي، كما لو أنني داخل آلة الزمن، في الإمبراطورية البيزنطية البعيدة والجميلة في القرنين العاشر والثالث عشر”.
وأضاف وفقاً لما ذكره على موقعه الرسمي “Rezo Gabriadze Theatre“: “لقد قمت برحلة إلى العصور المظلمة ويجب أن أقول إنها لم تكن “مظلمة” تقريباً كما نعتقدها غالباً، وحتى لو كانت تلك الفترة مظلمة فمن نحن حتى نحكم؟ من الأفضل أن نلتزم الصمت بشأن هذا الموضوع”.
أما عن الأشخاص الذين ساعدوه ببناء البرج، فقال: ” كان من المفترض أن يندمج البرج بشكل طبيعي مع المكان والزمان المحيطين به، ولكن من أين سأجد بناة حقيقيين، فجأة رأيت شخصاً يخرج من الجدار والثاني ينزل من الحافلة، الأول كان يدعى “أوتار”، وهو رجل يزيد عمره عن 70 عاماً، أمضى 50 منها في البناء، والثاني هو “أفتانديل” الشخص الهادئ الذي يرمقك بنظرات هادئة من عينين مراوغتين لتظن أن عمره بين 1300 و 1500 عام”.
وتابع: “وقد ساعدني أيضًا المهندسون والمصممون والمعماريون – زوراب دزاباريدزه، وجيلا دجانجيراشفيلي، وأرشيل دزاباريدزه، وكوت أوديشفيلي وغيرهم، لقد ترجموا رسوماتي وأفكاري إلى لغة بناء حديثة ومفهومة، أنا ممتن للغاية لمساعدتهم”.