في بادرة تسامح في ألمانيا .. إقامة صلاة الجمعة في كنيسة

في بادرة تسامح ألمانية خالصة، ومع الإقبال على المساجد بعد أن أغلقت شهرين بسبب كورونا، فتحت كنيسة”مارتا” في برلين أبوابها للمسلمين لأداء صلاة الجمعة حتى نهاية رمضان.

كانت السلطات الألمانية قد أغلقت أبواب المساجد والكنائس في منتصف مارس الماضي؛ بهدف احتواء كورونا. وعقب تراجع ذروة انتشار الفيروس، أعادت السلطات مطلع الشهر الحالي فتحها مجددا، مع مراعاة التطهير المستمر والالتزام بقائمة من التدابير الاحترازية، ومنها ألا يتجاوز تعداد المصلين في المسجد 50 شخصا.

مما تسبب في تزاحم أمام أبواب مساجد لا تستوعب أكثر من ربع الأعداد التي كانت تستوعبها قبلا، خاصة مع زيادة إقبال المصلين في شهر رمضان المبارك على ارتياد المساجد.

كنيسة برلين .. تحتضن صلاة الجمعة

وفقا لـ دويتشه فيله فقد سمحت كنيسة “مارتا” ، في مدينة برلين الألمانية، للمسلمين بإقامة صلاة الجمعة فيها حتى نهاية شهر رمضان، لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي لم تسعها المساجد في المدينة نظرا لإجراءات التباعد الإجتماعي المفروضة بسبب فيروس كورونا.

حيث احتضنت كنيسة “مارتا” في بادرة تسامح لمئة مسلم بأداء صلاة الجمعة مع مراعاة التدابير الاحترازية مثل الابتعاد الاجتماعي وسجادة صلاة لكل شخص والالتزام بارتداء الكمامات الواقية، وقامت بتغطية رموزها الدينية المسيحية بأغطية وسجاجيد صلاة حفاظا على مشاعر المصلين.

في حين قامت الكنيسة بالتنسيق مع الشيخ محمد طه صبري إمام مسجد دار السلام “أكبر المساجد في المنطقة” بتنظيم دخول وخروج المصلين، حيث أقيمت صلاة الجمعة أمس مرتين في كل مرة استوعبت الكنيسة 50 فرد فقط طبقًا للتعليمات.

تزامنا مع تعليمات مشددة من الحكومة الألمانية كشرط لفتح المساجد ودور العبادة، شُكل مجلس تنسيق من الجمعيات الإسلامية في ألمانيا لمتابعة تطبيق قائمة التدابير والتعليمات وتنظيم دخول المسجد وترك مسافة متر ونصف بين المصلين واستخدام سجادة صلاة خاصة بكل مصل، فضلاً عن تعقيم المساجد بعد كل صلاة.

بادرة تسامح في ذكرى سقوط النازية

تأتي تلك البادرة للتعايش السلمي، لتصادف خطاب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في ذكرى الاحتفال بعيد النصر الـ 75، حيث تحتفل أوروبا بالانتصار على الفاشية باستسلام الجيش النازي يوم 8 مايو 1945، والذي دعا فيه المواطنين الألمان إلى الدفاع عن الديمقراطية وتحرير أنفسهم من النازية الجديدة والكراهية والتحريض ومعاداة الأجانب.

المصدر: هلا جورجيا - دويتشه فيله