دعم خارجي كبير لجورجيا للحصول على وضع “مرشح” في الاتحاد الأوروبي
أكد وزير خارجية دولة المجر بيتر سيارتو على دعم بلاده للجهود التي تبذلها دولة جورجيا من أجل الحصول على وضع “مرشح” للاتحاد الأوروبي، مؤكداً أنّ بلاده تقف إلى جانب تبليسي في هذا الخصوص.
المجر تؤيد انضمام جورجيا للاتحاد الأوروبي
وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجورجي إيليا دارتشياشفيلي سبتمبر/أيلول 2023، إن القرار بشأن وضع جورجيا كمرشح هو قضية سياسية، ونحن نطالب بهذا الالتزام السياسي من الاتحاد الأوروبي، وهو قرار سيتم اتخاذه في الخريف، مشيراً إلى أن جورجيا تستحق وضع المرشح.
وأضاف وفقاً لتصريحات نقلتها القناة الأولى الجورجية الحكومية TV1: “إننا نقدر بشدة تعاوننا مع منطقة القوقاز، والذي تجلى في القمة المشتركة المقبلة المقرر عقدها في الفترة من 11 إلى 12 أكتوبر/تشرين الأول في تبليسي، والتي تجمع بين أعضاء الحكومتين الجورجية والمجرية.
وتابع: “خلال هذه القمة، سنوقع الاتفاقيات الأساسية، بما في ذلك برنامج الاستثمار وتمديد برنامج المنح الدراسية لدينا، بالإضافة إلى ذلك، ركزت مناقشاتنا أيضًا على تطلعات جورجيا للحصول على وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي”.
وأكد أن المجر تعتقد أن جورجيا يجب أن تحصل على وضع المرشح في الخريف، لأنها فعلت كل شيء من أجل ذلك، وبالتالي فإن القرار بشأن وضع جورجيا كمرشح هو قضية سياسية.
دعم دولي لجورجيا من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي
وكان باول هيرتشينسكي، سفير الاتحاد الأوروبي في جورجيا قد أعرب في وقت سابق من هذا الشهر عن آماله بأن يكون قرار ضم جورجيا إلى الاتحاد إيجابياً وأن تقترب جورجيا من الحصول على العضوية.
وأكد السفير وفقاً أن رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة سيتخذون قراراً في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ومع ذلك، فإن الموافقة على الطلب تعتمد على مدى سرعة وكفاءة استعداد جورجيا للعضوية، على حد تعبيره.
وأضاف: “آمل بصدق أن تواصل جورجيا طريقها نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، الخطوة التالية كما يعلم الجميع هي الحصول على حالة “عضو مرشح”.
وتابع: “سوف يستند الاجتماع إلى التقرير الذي تعكف المفوضية الأوروبية على صياغته حالياً، والذي سيتم نشره في أكتوبر/تشرين الأول، لذا، فإننا ندخل الآن في لحظة حاسمة عندما يصدر تقرير من المفوضية الأوروبية يتضمن توصيات”.
كما أعرب هيرتشينسكي عن آماله بأن تكون جورجيا جزءاً من الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030.
بدوره، تعهد أيضاً بيتر فيشر، سفير ألمانيا لدى جورجيا، بدعم بلاده لتطلع جورجيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
كما أشار فيشر إلى أنه تم تنفيذ جزء من شروط الاتحاد الأوروبي لمنح الدولة وضع “مرشح” العضوية، في حين أن هناك حاجة إلى “مزيد من التقدم” بشأن التوصيات الأخرى.
وتطورت العلاقات بين جورجيا والاتحاد الأوروبي منذ عام 2006، وأصبحت هذه العلاقات وثيقة بشكل خاص في عام 2009، عندما أصبحت جورجيا أحد المشاركين في برنامج “الشراكة الشرقية”.
ويهدف البرنامج إلى التكامل السياسي والاقتصادي للاتحاد الأوروبي مع ستة بلدان – أذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا وجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا.
واعتباراً من 28 مارس/آذار 2017، ألغى الاتحاد الأوروبي تأشيرات الدخول للمواطنين الجورجيين لزيارات قصيرة الأجل إلى دول منطقة شنغن.
في 3 مارس/آذار 2022، تقدمت جورجيا بطلب إلى الاتحاد الأوروبي للحصول على وضع مرشح.
وتنتظر جورجيا القرار النهائي للمفوضية الأوروبية بشأن استلام وضع المرشح في نهاية العام الحالي، إذ يجب أن يحظى منح هذا الوضع بدعم بالإجماع من قبل قادة جميع دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.
معايير كوبنهاغن التي على جورجيا تطبيقها جميعها للانضمام إلى الاتحاد
ووفقاً لما ذكره موقع EUR-Lex، وهو موقع إلكتروني رسمي لقانون الاتحاد الأوروبي والوثائق العامة الأخرى الخاصة بالاتحاد، فإن شروط معاهدة الاتحاد الأوروبي التي وضعت في 7 فبراير/شباط 1992، تحدد شروطاً يجب أن تلتزم بها أي دولة ترغب في أن تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي، وهي المادة 49 والمادة (6 (1)).
وقد جاءت هذه التسمية بعد اعتمادها من المجلس الأوروبي عام 1993، بعد قمة عُقدت بالعاصمة الدنماركية، ولهذا سميت باسمها.
وبالتالي فإنّ أي دولة ترغب في أن تصبح عضواً في الاتحاد يجب أن تستوفي 3 شروط، هي:
1- استقرار المؤسسات التي تضمن الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان واحترام الأقليات وحمايتها.
2- اقتصاد سوق فعال، والقدرة على التعامل مع الضغوط التنافسية وقوى السوق داخل الاتحاد الأوروبي.
3- القدرة على تحمّل التزامات العضوية، بما في ذلك القدرة على التنفيذ الفعال للقواعد والمعايير والسياسات التي تشكل مجموعة قوانين الاتحاد الأوروبي (المكتسبات)، والالتزام بأهداف الاتحاد السياسي والاقتصادي والنقدي.
ماذا يعني “وضع مرشح”؟
يمنح المجلس الأوروبي أي دولة وضع “دولة مرشحة”، على أساس رأي من المفوضية الأوروبية، يتم إعداده عقب طلب الدولة لعضوية الاتحاد الأوروبي، فيما لا يمنح هذا الوضع الدولة الحق التلقائي في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
تفحص المفوضية طلبها وفقاً لمعايير الانضمام (معايير كوبنهاغن) وتبدأ عملية الانضمام فقط بقرار إجماعي من المجلس الأوروبي لبدء المفاوضات.
اعتماداً على ظروفها، قد يُطلب من الدولة المرشحة بدء عملية إصلاح من أجل مواءمة تشريعاتها مع مجموعة قوانين ومعايير الاتحاد الأوروبي الحالية (المعروفة باسم المكتسبات) وتحسين بنيتها التحتية وإدارتها.
أثناء عملية الانضمام، تتلقى الدولة المرشحة مساعدة مالية وتقنية لمساعدتها على الاستعداد لعضوية الاتحاد الأوروبي.