اليوم العالمي للمرأة 2020 .. و 164 عاما من مسيرة المساواة
تحتفل نساء العالم اليوم ، الـ 8 من مارس ، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يأتي هذا العام تحت شعار “كل على قدم المساواة” .. ورغم إختفاء الفعاليات العامة والتجمعات هذا العام للظروف الوبائية التي يمر بها العالم إلا أن الفعاليات انتقلت لمواقع التواصل الإجتماعي .. فما قصة يوم المرأة العالمي ولماذا تحتفل به النساء في هذا اليوم بالتحديد؟ .. تابع التقرير التالي عن مسيرة النساء حول العالم لأكثر من قرن ونصف من الزمان.
بدأت فكرة يوم المرأة بالظهور أول مرة عام 1856، عندما خرجت آلاف النساء في شوارع مدينة نيويورك الأمريكية؛ احتجاجا على ظروف عملهن القاسية وللمطالبة بتحسين أوضاعهن، ورغم قمع السلطات المتظاهرات بطريقة وحشية إلا أن المسيرة نجحت في لفت أنظار السياسيين إلى المشاكل التي تواجهها المرأة أثناء العمل.
شرارة يوم المرأة تشتعل عام 1908
عادت فكرة المظاهرات النسائية مجددا مع زخم أكبر ومطالب أكثر عمقا، ففي 8 مارس عام 1908 تظاهرن النساء العاملات تحت شعار “خبز وورود”، حاملات قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود، وشكلت المظاهرات النواة الأولى لحركة نسائية داخل الولايات المتحدة.
طالبت المتظاهرات بالمساواة بين الرجل والمرأة، وبحقوقهن السياسية كالحق في الانتخاب، ووقف تشغيل الأطفال، وتخفيض ساعات العمل وتحسين ظروفه.
الاحتجاجات لاقت صدى واسعا في الولايات المتحدة وخارجها، وفي العام التالي، أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي أول يوم وطني للمرأة، تذكيرا بإضراب عاملات مصانع النسيج في نيويورك.
عيد المرأة في أوروبا
اقترحت امرأة تدعى كلارا زيتكن تخصيص يوم للمرأة وجعله ليس مجرد يوم وطني بل عالمي، وعرضت فكرتها عام 1910 في مؤتمر دولي للمرأة العاملة عقد في مدينة كوبنهاجن الدنماركية، وتمت الموافقة على الاقتراح بالإجماع.
كانت النتائج المترتبة على مبادرة كوبنهاغن هي الاحتفاء باليوم الدولي للمرأة في 19 آذار/مارس عام 1911 في النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا، حيث شارك ما يزيد عن مليون رجل وامرأة في تلك الاحتفالات.
وفضلا عن حقي التصويت وشغل المناصب العامة، طالبت تلك الاحتفالات بحق المرأة في العمل وحقها في التدريب المهني والقضاء على التمييز ضدها.
يوم المرأة .. مناسبة لنبذ الحرب العالمية الأولى
أصبح اليوم العالمي للمرأة آلية للتظاهر ضد الحرب العالمية الأولى، وخرجت النساء في العديد من الدول الأوروبية في 8 مارس عام 1917؛ للتنديد بالحرب والمطالبة بالسلام.
وفي ذروة الحرب العالمية الأولى، اجتمع نساء كثيرات في لاهاي في 15 أبريل 1917، ووصل عدد المشاركات إلى 1300 امرأة من 12 بلدا.
بسبب ظروف الحرب، خرجت النساء الروسيات في تظاهرة وأضربن تحت شعار “من أجل الخير والسلام” في 8 مارس 1917، وبعد أربعة أيام، تنازل القيصر ومنحت الحكومة المؤقتة النساء الحق في التصويت.
الأمم المتحدة تعتمد رسميا اليوم العالمي للمرأة
عمدت الأمم المتحدة عام 1975 أثناء السنة الدولية للمرأة، إلى الاحتفال بـ اليوم العالمي للمرأة، واعتمدت المنظمة رسميا اليوم العالمي للمرأة عام 1977، بقرار من الجمعية العامة لاعتبار يوم المرأة مناسبة رسمية؛ لتكون المناسبة رمزا لنضال المرأة ودورها في المجتمع وفرصة لتحقيق مطالبهن وصيانة حقوقهن.
ودعت المنظمة الأممية دول العالم كافة إلى تخصيص يوم المرأة في أي وقت من السنة، وقررت معظم دول العالم اختيار يوم 8 مارس للاحتفال بمناسبة يوم المرأة العالمي، واعتماده كعطلة رسمية.
وتشهد عواصم العالم في عيد المرأة فعاليات مختلفة تتراوح بين تظاهرات نسوية تطالب فيها المشاركات بحقوقهن المدنية والسياسية، وبين فعاليات في المحافل الدولية والرسمية.
والهدف من تخصيص اليوم العالمي للمرأة هو تمكينها بمختلف أوجه الحياة والعمل والاكتساب والحقوق العامة وإلغاء التمييز الذي طالها ويطالها وألحق بها كثيرا من الظلم في مختلف أرجاء العالم، وفي مختلف الثقافات والخلفيات.
ويمثل اليوم العالمي للمرأة فرصة لردم الهوة في الحقوق والفرص ما بين النساء والرجال، والاحتفال بالمساواة بين الجنسين، معاً، باعتبار المساواة جزءا من ميثاق الأمم المتحدة الصادر عام 1945 والذي أكد عليه كواحد من مبادئه الأساسية.
اليوم العالمي للمرأة في جورجيا
في جورجيا، يرتبط اليوم العالمي للمرأة مع عيد الأم، وعندما استقلت جورجيا عن الاتحاد السوفييتي عام 1991، قرر رئيسها زفياد جامساخورديا آنذاك، دمج المناسبتين الخاصتين بالمرأة في يوم واحد هو 3 مارس، إلا أن جورجيا عادت للاحتفال بكل مناسبة على حدة، حيث يصادف عيد الأم في جورجيا يوم 3 مارس، أما يوم المرأة العالمي في 8 مارس مثل معظم دول العالم. ” يوم المرأة العالمي 2019 في جورجيا ومؤتمر الابتكار والمساواة”
اليوم العالمي للمرأة 2020 لم يسلم من “كورونا”
يحل اليوم العالمي للمرأة هذا العام مع ما يشهده العالم من تفشي فيروس كورونا المستجد، وفي ظل المخاوف والإجراءات التي تتخذها الحكومات لمكافحة الفيروس، بات من المتعذر إقامة فعاليات وتجمعات خاصة بمناسبة يوم المرأة.
أبرز الفعاليات التي كانت مقررة في اليوم العالمي للمرأة، احتفال منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” بمناسبة يوم المرأة العالمي، إذ أعلنت المنظمة الأممية إلغاء الاحتفال بسبب تفشي فيروس كوفيد-19.
المصدر : هلا جورجيا - الأمم المتحدة