تستضيف السعودية مؤتمر المانحين لليمن 2020، في الـ 2 من يونيو القادم، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة، رغم الظروف الصعبة التي تواجهها المملكة جراء تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وفقاً لوكالة الأنباء السعودية، فإن مؤتمر المانحين لليمن، دعت له المملكة العربية السعودية، في وقت يواجه فيه اليمن، الذي يمزقه النزاع المسلح، خطر تفشي فيروس كورونا المستجد في ظل انهيار المنظومة الصحية.
وجاء في بيان الدعوة للمؤتمر (وفقا لوكالة الأنباء): “بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله -، تنظم المملكة العربية السعودية مؤتمر المانحين لليمن 2020 يوم الثلاثاء 10 شوال 1441 هـ الموافق 2 يونيو 2020م، بمشاركة الأمم المتحدة، وسوف يعقد المؤتمر افتراضيًا برئاسة المملكة”.
ويأتي تنظيم مؤتمر المانحين لليمن 2020 تأكيدا لدور المملكة العربية السعودية لدعم اليمن ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، وكما دعت المملكة الدول المانحة بالمبادرة ودعم الجهود الرامية لنجاح هذا المؤتمر الإنساني الكبير بالوقوف مع اليمن وشعبه في ظل ظروف صحية صعبة يمر بها العالم جراء تفشي فيروس كورونا.
حيث يأتي الإعلان في وقت تحذر منظمات الإغاثة الدولية، من أن تفشي فيروس كورونا في اليمن، قد تكون له عواقب وخيمة بعد ست سنوات من الحرب. في حين لم تذكر الرياض، التي تعتبر نفسها من أكبر المانحين لليمن منذ أن قادت تحالفا عسكريا عام 2015 ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران، المبلغ المتوقع جمعه في المؤتمر.
مؤتمر المانحين لليمن .. وترحيب خليجي
الأحد الماضي، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، بإعلان المملكة العربية السعودية تنظيم مؤتمر المانحين لليمن 2020، المقرر عقده افتراضيا عبر الإنترنت في 2 يونيو ، مؤكدا الدور الريادي للمملكة لدعم اليمن ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.
وأكدت الإمارات العربية المتحدة عبر وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان نشرته أمس وكالة الأنباء الإماراتية، عن دعم دولة الإمارات لـ “مؤتمر المانحين لدعم اليمن” وأنه يأتي استمرارا لنهج المملكة في حشد المساعدات والمساهمات الإنسانية والتنموية العالمية لليمن وشعبه الشقيق.
دعم اليوم .. في أوج أزمة كورونا
الثلاثاء الماضي، أعلن الحوثيون أول وفاة بكورونا في العاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرتهم منذ سبتمبر 2014، وصلت اليوم إلى 4 حالات وفاة في صنعاء و 35 حالة إصابة طبقا لتقارير الحكومة “التي تعلن عدم تأكدها من صحة الأرقام المعلنة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيون”.
وارتفع وفقا لذلك عدد الأشخاص الذين توفوا بالفيروس في اليمن إلى 9 أشخاص والعدد الإجمالي للإصابات المؤكدة إلى 56 حالة. ويرزح نظام الرعاية الصحية في اليمن تحت وطأة سنوات من الصراع الذي دفع الملايين إلى ترك منازلهم، وأغرق البلاد في ما تعتبرها الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
حيث أسفرت الحرب بين الحكومة الرسمية المدعومة بقوات التحالف التي تقودها السعودية، وقوات الحوثيين المدعومة من إيران، عن مقتل عشرات الآلاف، معظمهم من المدنيين. وتقول الأمم المتحدة إن حوالى 24 مليون يمني، أكثر من ثلثي السكان، يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية.
— اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا (@YSNECCOVID19) May 11, 2020
مؤتمر المانحين لليمن .. استكمال لسنوات من دعم السعودية
أكد السفير السعودى باليمن الدكتور محمد آل جابر، أن هناك ضرورة قصوى لأن نعمل جميعا لمواجهة كورونا في اليمن وهذا ما قامت به المملكة بدعمها للحكومة الشرعية ودعمها للمنظمات الدولية من اليوم الأول لبدء جائحة كورونا من خلال وزارة الصحة اليمنية أو من خلال دعم المنظمات الغير حكومية في البلاد.
وأضاف أن التحالف سيسهل العمل مع الحكومة الشرعية للشحنات البحرية سواء للمنافذ المختلفة في اليمن مما فيها منفذ الحديدة تسهيلاً ودعماً للشعب اليمني، وهناك دعم بـ500 مليون دولار من المملكة لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة لليمن ومنها 25 مليون دولار لمواجهة جائحة كورونا.
وتأتي دعوة المملكة لعقد المؤتمر امتدادًا لمساهمتها الإنسانية والتنموية عالميا وفي اليمن على وجه الخصوص حيث تعد المملكة الدولة الأولى المانحة لليمن تاريخيا، وخصوصا في السنوات الخمس الماضية بتقديمها مساعدات إنسانية وإغاثية ومعونات للاجئين اليمنيين ومساعدات تنموية من خلال إعادة الإعمار ودعم البنك المركزي اليمني.
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية
وصل إجمالي الدعم السعودي للشعب اليمني، وفقا لتقرير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلى ما يفوق 3 مليار دولار، خلال فترة الحرب من 2015 وحتى نهاية أبريل الماضي.
ووجه الدعم إلى تنفيذ 468 مشروعا تنمويا ما بين الأمن الغذائي والزراعي، لمشروعات الصحة والتغذية والتعليم ومياه الشرب والتعافي المبكر والخدمات اللوجستية. و بمعاونة شركاء مركز الملك سلمان المنفذين، ما بين الحكومة اليمنية بمختلف وزاراتها أو المنظمات الأهلية والخيرية، أو المنصات الدولية مثل منظمات اليونسكو والفاو والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف والهلال الأحمر العالمي، وبرنامج الأغذية العالمية وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية.
جديرا بالذكر أن ذلك كله يأتي في التوقيت الحرج الذي تحارب فيه السعودية تفشي فيروس كورونا في المملكة والذي بلغت أعداد المصابين به في البلاد حتى اليوم مايفوق 42 ألف حالة إصابة، أتمت المركز الطبية والمستشفيات فيها علاج أكثر من 15 ألف مصاب. وتبذل الخارجية السعودية جهودها لإعادة المواطنين العالقين حول العالم.