التكامل الأوروأطلسي .. أبرز قضايا مؤتمر الدفاع والأمن في جورجيا
المؤتمر طرح العديد من القضايا أبرزها انضمام جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي ” الناتو ” والاتحاد الأوروبي، وطريقها نحو التكامل الأوروأطلسي ، والتحديات الأمنية التي تواجهها جورجيا ومنطقة البحر الأسود.
على مدار يومي الأربعاء والخميس، تواصلت فعاليات النسخة الـ 13 من مؤتمر الدفاع والأمن في جورجيا (GDSC)، في فندق “هيلتون” في مدينة باتومي غربي البلاد، بمشاركة نحو 230 شخصية من 35 دولة، بينها كبار المسؤولين في جورجيا ودول أوروبية وآسيوية، إلى جانب مسؤولين في حلف شمال الأطلسي ” ناتو “، والاتحاد الأوروبي فضلا عن وفود عربية من السعودية والأردن.
انطلاق مؤتمر الدفاع والأمن في باتومي بمشاركة السعودية والأردن
التكامل الأوروأطلسي وانضمام جورجيا إلى حلف ” الناتو “
استحوذت مسألة انضمام جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي ” ناتو ” على نصيب الأسد في فعاليات مؤتمر الدفاع والأمن في باتومي، وشدد ممثلو الحلف والدول الأعضاء خلال مشاركتهم على أهمية جمهورية جورجيا بالنسبة إلى الحلف في ضوء التعاون الوثيق بالمجالين العسكري والأمني بين الطرفين، وفي وقت تتطلع فيه جورجيا إلى تسريع عملية الانضمام إلى حلف الناتو، يؤكد الأخير أن جورجيا حليف مهم لـ التكامل الأوروأطلسي في المنطقة، ويرى أن جورجيا باتت اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى عضوية حلف الناتو.
أشار ممثلو الحلف إلى أن جورجيا ترتبط مع الناتو بروابط أمنية وعسكرية وطيدة، إذ توجد خطط سنوية وأجندة مشتركة بين الناتو وجورجيا ، من بينها لجنة الناتو وجورجيا الأساسية (NGC) التي تتيح للطرفين الدخول في حوار سياسي، وتدعم إصلاح الأمن والدفاع في جورجيا والمساعد على التكامل للتنمية القدرات الدفاعية، والاستدامة والتحالف التوافقية التعزيز ، وهي مثال على كيفية التعاون مع الدول الشريكة لتطوير القدرات الدفاعية.
مناورات حلف الناتو في جورجيا 2020 هي الأكبر منذ 25 عام
كما يساهم البرنامج الوطني السنوي (ANP) في إجراء التقييمات اللازمة ومتابعة الإصلاحات اللازمة لعضوية جورجيا، ويمكن القول أن جورجيا حققت نجاحا كبيرا بهذا الشأن، وعاما بعد آخر تثبت جورجيا مكانتها في الحلف، ويزداد تمثيلها داخل الحلف عبر الحوار والتمارين المشتركة، وهناك مركز التدريب والتقييم المشترك بين الناتو وجورجيا (JTEC) ومدرسة بناء معهد الدفاع (DIBS)، فيما يتواجد الجنود الجورجيون في أفغانستان ضمن قوات الحلف.
الأمين العام لحلف الناتو : عضوية جورجيا في الحلف أمر واقع
يشار إلى أن جورجيا بدأت التعاون الرسمي مع حلف الناتو عام 1994، ومنذ ذلك الحين تسعى تبليسي لتوطيد التكامل الأوروأطلسي للانضمام إلى حلف الناتو والحصول على عضوية، ورغم عدم حصول ذلك حتى اليوم، إلا أن جورجيا تعد حليفا مهما بالنسبة للحلف وتربطهما علاقة وثيقة.
التكامل الأوروأطلسي والتحديات الأمنية
المؤتمر تطرق إلى التحديات الأمنية التي تواجهها جورجيا ومنطقة البحر الأسود، وسط إجماع المشاركين في المؤتمر على أن تلك القضية لا تتعلق بأمن جورجيا فحسب، بل تمس أمن أوروبا ككل، وشدد المؤتمر على ضرورة اتحاد دول المنطقة لمواجهة تلك التحديات.
في هذا الصدد، أكدت رئيسة جورجيا ، سالومي زورابيشفيلي ، خلال مشاركتها في المؤتمر، أن بلادها ليست بمنأى عن الاضطرابات السياسية والحروب العسكرية و السيبرانية والأزمات وموجات الهجرة، ومع وجود كل هذه التحديات استطاعت تبليسي الحفاظ على الأمن والاستقرار عبر مكافحة الإرهاب وفرض السيطرة على حدودها.
أيضا أجمع المشاركون في المؤتمر على أن الوجود العسكري الروسي في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا أمر غير مقبول، ويمثل تحديا كبيرا أمام استقرار جورجيا، كما أنه سبب رئيسي في زعزعة الأمن بمنطقة البحر الأسود وليس في جورجيا فقط، ودعا المؤتمر إلى حل النزاعات سواء كانت في تلك المناطق أو خارجها بالطرق السلمية والحوار في إطار القوانين الدولية، وأعربت الدول المشاركة في المؤتمر -مجددا- عن دعمها لوحدة الأراضي الجورجية وسيادتها.
التكامل الأوروأطلسي وانضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي
ناقش مؤتمر الدفاع والأمن دور جورجيا في التكامل الأوروبي، وأشاد المؤتمر بالإجراءات الإصلاحية التي انتهجتها تبليسي في سبيل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تعتبره جورجيا من أهم أهداف التنمية طويلة الأجل والاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
ويتماشى التحول الديمقراطي في جورجيا مع النمط الأوروبي، ويكفل الإصلاح الدستوري خلق إطار تشريعي شامل للتنمية طويلة الأجل ومستقرة في البلاد، فيما يستند الإصلاح الانتخابي الحالي إلى حوار سياسي واسع ويراعي توصيات مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وتتطلع البلاد إلى تحسين نظام تمويل الأحزاب السياسية ، وأنظمة الحملات الانتخابية الجديدة ، وتمكين المرأة في السياسة ، وضمان الانفتاح والمساءلة ، والحرص على مشاركة الجمهور في صنع القرار وتعزيز الحكم الفعال القائم على المواطن والقائم على الابتكار.
رئيس وزراء هولندا : جورجيا شريك مثالي بالنسبة إلى بلاده والاتحاد الأوروبي
الجدير ذكره أن جورجيا تضع نصب عينيها منذ سنوات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وفي 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2006 وقع الطرفان على بيان مشترك حول خطة العمل الجورجية الأوروبية في إطار سياسة الجوار الأوروبي (ENP)، وتمت الموافقة رسميا على خطة العمل في جلسة مجلس التعاون الجورجي – الأوروبي ومجلس التعاون في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 في بروكسل.
كذلك ترتبط جورجيا مع بروكسل باتفاقية شراكة في إطار الشراكة الشرقية، ومن ضمن استراتيجيات الاتفاقية العمل على مكافحة الفساد في البلاد، بينما اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات لتعميق العلاقة مع تبليسي تتمثل في إقرار الدول الأعضاء إلغاء تأشيرات الدخول لمواطني جورجيا في عام 2017.
وزير الدفاع الجورجي يلتقي الأمين العام لحلف الناتو في بروكسل
المصدر : تقارير هلا جورجيا - المكتب الصحفي لرئيس الجمهورية
