اكتشاف فيروس يارا الغامض بعد فيروس كورونا .. هل يصبح 2020 عام الفيروسات ؟
في ظل حالة الرعب العالمية من تفشي فيروس كورونا COVID-19 ، يطل علينا علماء الفيروسات باكتشاف فيروس يارا Yara Virus الأكثر غموضاً وحيرة من سابقه كورونا إلا أنه هذه المرة يظهر في البرازيل.. فما قصة المولود الجديد يارا؟
فيروس يارا .. حورية الماء الأسطورية
حسب موقع “ساينس أليرت” المختص بالعلوم والأبحاث الجديدة عالمياً ، فقد سمي الفيروس الجديد باسم ” فيروس يارا ” نسبة إلى Yara، المعروفة أيضا باسم Iara، وتعني “أم كل المياه”، وهو اسم يطلق على حورية الماء الأسطورية في الثقافة البرازيلية القديمة.
الفيروس اكتشفه الباحثان، جوناثان أبراهام، عالم الفيروسات بجامعة ميناس جيرياس الفيدرالية بالبرازيل، وبرنارد لاسكولا ، من جامعة إيكس مارسيليا في فرنسا، خلال بحثهما عن فيروسات جديد في يناير الماضي.
وقاما بإطلاق اسم ” فيروس يارا ” عليه بسبب مكان اكتشافه في بحيرة بامبولها، وهي بحيرة اصطناعية في مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية.
فيروس يارا “غامض” .. ولا خطر منه حتى الآن
فيروس يارا هو فيروس غامض وسلالة جديدة من فيروسات الأميبا، ذات أصل وتطور محير. تتكاثر وتعيش داخل كائنات الأميبا المنتشرة بكثافة داخل أجسادنا وفي المياه ، وتمثل الصورة الأولية للحياة على ظهر كوكبنا.
الأميبا وهي كائنات حية وحيدة الخلية من فصيلة الطلائعيات، التي تتكاثر عن طريق الانقسام الثنائي، ولها أشكال غير منتظمة، وتتحرك الأميبا عن طريق الأقدام الكاذبة الموجودة فيها، وتتغذى تغذية غير ذاتية على المواد العضوية، وتعيش الأميبا داخل جسم الإنسان بشكل متعايش أو طفيلي وقد تسبب له الأمراض الخطيرة والمزمنة.
وعندما قام العلماء بفحص تسلسل جينوم فيروس “يارا”، وهي عملية تحديد تسلسل الحمض النووي الكامل الذي يشكل كائنا حيا، اكتشفوا أن أكثر من 90% من الجينات مكونة من جينات لم يعثر عليها من قبل.
وقال جوناثان أبراهام الذي يعمل حاليا مع زملائه على التحقيق في السمات الأخرى للفيروس الجديد، إن بعض البروتينات في فيروس “يارا” تشبه تلك الموجودة في الفيروسات العملاقة، ولكن ما يزال من غير الواضح مدى ارتباطها ببعضها.
وأوضح أن الفيروس الجديد يبلغ قطره حوالي 80 نانومتر فقط ، وهو أصغر بـ 200 مرة من فيروسات الأميبا التي تعرّف عليها العلماء سابقا.
وأشار إلى دور الاكتشاف الجديد في محاولة فهم كيفية تفاعل الفيروس مع المضيفين المحتملين، ومعرفة أصل الميكروب وكيفية تطوره.
ويؤكد العلماء أن فيروس يارا لا يشكل أي تهديد للبشر في الوقت الحالي، ولا داع للذعر منه كما هو الحال بالنسبة لفيروس كورونا COVID-19 الذي تسبب بمقتل 1500 وإصابة أكثر من 65 ألف شخص في الصين.
كان الباحثان جوناثان أبراهام وبرنارد لاسكولا، قد وجدا قبل عامين فيروس جديد يعيش في الماء، أطلقا عليه اسم توبان وهو أيضا اسم إله أسطوري في البرازيل، وهو فيروس عملاق محمي بقذائف بروتين ضخمة.
خلال السنوات القليلة الماضية، ارتفع عدد الفيروسات المكتشفة في المحيطات من 15222 نوعا خلال 2016، إلى 195728 نوعا خلال 2019، ما يعني زيادة بـ 13 ضعفا.
وتكمن أهمية مثل هذه الاكتشافات في التوسع بمعرفة تنوع جينات الفيروسات، و محاولة فهم وظائف الفيروسات في النظام البيئي سواء كان دورا إيجابيا أو سلبيا.
تابع حول موضوعات مشابهة : 360 مليار من الجراد يجتاح إفريقيا ويهدد 7 دول عربية .. هل يكون 2020 عام الكوارث والأوبئة والأمراض ؟
رغم عدم إعلان مدى خطورة أو تأثير فيروس يارا على صحة الإنسان أو تشكيله خطورة على الحياة ، إلا أن ذلك يدفعنا للتساؤل .. هل سيصبح عام 2020 عام الفيروسات بجدارة ؟
شاركنا التعليق والنشر …
المصدر : هلا جورجيا - موقع ساينس أليرت - وكالات أنباء - ويكيبيديا