ما هي شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة تفعيل “اتفاقية الحبوب” مع أوكرانيا؟
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء 22 أغسطس/آب، إن موسكو مستعدة للعودة إلى اتفاقية الحبوب “عند الإيفاء بطلباتها”.
شروط روسيا لإعادة تفعيل اتفاقية الحبوب مع أوكرانيا
جاء ذلك في كلمة مسجلة للرئيس بوتين في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة “بريكس” الاقتصادية المنعقدة بمدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول.
وقال بوتين: “فرضت علينا عقوبات وتم إعاقتنا عمداً في تصدير الحبوب والأسمدة، ومع ذلك نُلام على الأزمة الحالية في السوق العالمية”.
وأضاف: “نحن مستعدون للعودة إلى صفقة الحبوب في حالة الوفاء الحقيقي بطلبات روسيا”.
وأوضح بوتين أن “روسيا قادرة على تعويض صادرات الحبوب الأوكرانية في ظل الإنتاج الجيد لهذا العام”.
ووضعت روسيا 5 شروط أساسية في إطار تنفيذ “مذكرة روسيا – الأمم المتحدة الخاصة بصفقة الحبوب وهي:
- إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام سويفت
- توريد قطع غيار الالزمة للزراعة الروسية
- إلغاء حظر لوجستيات النقل والتأمين
- إعادة إحياء خط أنابيب الأمونيا “تولياتي – أوديسا”
- إلغاء تجميد أصول الشركات الروسية.
وبخصوص التخلص من الدولار الأمريكي في العلاقات الاقتصادية بين دول “بريكس”، وصف بوتين العملية بأنها “حتمية ولا رجعة فيها”.
وقال إن “العملية الموضوعية التي لا رجعة فيها لإلغاء الاعتماد على الدولار في علاقاتنا الاقتصادية تكتسب زخما، وتم بذل الجهود لتطوير آليات فعالة للتسويات المتبادلة والرقابة النقدية والمالية”.
وشدد بوتين على أن “أعضاء بريكس يتعاونون على مبادئ المساواة ودعم الشراكة”، مضيفا أنه “خلال العقد الماضي زادت الاستثمارات المتبادلة لدول المجموعة إلى 6 أضعاف”.
وتستضيف مدينة جوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، قمة مجموعة “بريكس” التي انطلقت الثلاثاء وتستمر حتى 24 أغسطس/ آب الجاري برئاسة جنوب إفريقيا وحضور ما لا يقل عن 50 دولة.
و”بريكس” تكتل خرج إلى العلن عام 2006، وعقد أول اجتماعاته في العام 2009 ويضم دول الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، وتعتبر نفسها بديلا عن الهيمنة الاقتصادية الغربية.
ما هي اتفاقية الحبوب؟
عندما اجتاحت روسيا الأراضي الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، أغلق الأسطول الروسي موانئ على البحر الأسود، مما حال دون تصدير 20 مليون طن من القمح.
وأدى ذلك بدوره إلى ارتفاع ملموس في أسعار الغذاء على نحو هدّد بحدوث نقص في المواد الغذائية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والتي تستورد بلدانها كميات كبيرة من الحبوب الأوكرانية.
وفي يوليو/تموز 2022، أُبرمت اتفاقية بين روسيا وأوكرانيا بوساطة من تركيا والأمم المتحدة. وبموجب هذه الاتفاقية، تبحر السفن المحملة بالحبوب عبر ممر في البحر الأسود بطول 310 أميال بحرية وعرض ثلاثة أميال.
ويمتد المعبر بين موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني/بيفديني الأوكرانية.
وتمنح الاتفاقية أسطول روسيا البحري الحقّ في تفتيش السفن العابرة لمضيق البوسفور عند مدخل البحر الأسود، للبحث عن أسلحة.
وبموجب هذه الاتفاقية، جرى شحن نحو 33 مليون طن من الحبوب الأوكرانية، كما تراجعت أسعار الغذاء العالمية بنحو 20 في المئة نتيجة لذلك، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
ويقع البحر الأسود على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط فيما يمثل موقعا استراتيجيّا هاما في جنوب شرق أوروبا في منطقة تلاقي المصالح البحرية والقارية والجيواستراتيجية والاقتصادية.
وعلى وقع هذه الأهمية، يعد البحر الأسود بمثابة الفرصة الوحيدة أمام أوكرانيا لتصدير حبوبها إلى أوروبا ومن ثم الاتصال بطرق التصدير الأخرى، لكن عبر مضيقي الدردنيل والبوسفور التركيين.
وفي 17 يوليو/تموز 2023، أعلنت روسيا توقف اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود وأنّها مستعدة للعودة إليها في حال تنفيذ شروطها.
أوكرانيا إحدى أكبر دول العالم المصدّرة للمحاصيل الغذائية مثل زيت عباد الشمس والشعير والذرة والقمح، وكان لانتهاء اتفاقية الحبوب أثر كبير على أسواق الغذاء العالمية؛ حيث سجلت أسعار القمح ارتفاعا حادا في أسواق الجملة الأوروبية والأمريكية على السواء.