من أرطميسيا الأولى إلى جان دارك.. تعرف على أعظم المحاربات عبر التاريخ
عادة ما نسمع القصص عن محاربين عظماء رجال على الرغم من وجود محاربات عظيمات على مدار التاريخ حطَّمن الأعراف والمعايير الجندرية وناضلن من أجل التغيير في مجتمعاتهن.
أعظم المحاربات في التاريخ
1- بوديكا
كانت بوديكا ملكة على قبيلة “إيسيني” السلتية البريطانية. كانت قائدة حرب قوية وقادت انتفاضة فاشلة ضد الإمبراطورية الرومانية في عام 60 ميلادياً. لا تزال بوديكا حتى يومنا هذا رمزاً للنضال من أجل الاستقلال. كان زوج بوديكا، براسوتاغوس، ملك قبيلة “إيسيني”، التي سكن شعبها المنطقة المعروفة حالياً باسم مقاطعة “نورفولك” في شرق إنكلترا. ضمَّ الرومان مملكة براسوتاغوس بعد وفاته، متجاهلين وصيته. عانت قبيلته وعائلته كثيراً، حيث اغتصب الرومان ابنتيه الصغيرتين وجرَّدوا بوديكا من جميع ممتلكاتها.
عانت القبائل السلتية في شرق إنكلترا معاناة شديدة من سوء معاملة الرومان ولم يكونوا بحاجة إلى الكثير من الإقناع للانتقام. قادت بوديكا قبيلة “إيسيني” وغيرها من القبائل السلتية المجاورة لتدمير مدينة “كاميلوديوم”، عاصمة بريطانيا الرومانية والمعروفة حالياً باسم “كولشيستر”، ومدينة فيرولاميوم (سانت ألبانز حالياً) ومدينة لندينيوم. قتل أتباع بوديكا ما بين 70 إلى 80 ألف من الرومان والبريطانيين قبل هزيمتهم في نهاية المطاف على يد الرومان.
2- فو هاو
ووفقاً لما ذكره موقع world Atlas الكندي فقد كانت فو هاو محاربة من أسرة شانغ، التي عاشت خلال القرن الـ13 قبل الميلاد. كانت إحدى زوجات الملك، وو دينغ، البالغ عددهن 64 زوجة. حصلت على تدريب عسكري في سن مبكرة حتى أصبحت قائدة عسكرية قوية ذائعة الصيت. خاضت فو هاو واحدة من معاركها الأولى ضد تو فانغ في إقليم شانغ ونجحت في هزيمته. في وقتٍ لاحق، قادت أكبر جيش في التاريخ الصيني القديم بعدد قوات يُقدَّر بحوالي 13 ألف مقاتل. واصلت مسيرتها العسكرية حتى أصبح لديها قوات خاصة بها. أُصيبت فو هاو بالمرض وتوفيت في عمر 33 عاماً. دُفن معها في القبر أكثر من 130 قطعة سلاح تبرهن على قوتها العسكرية.
3- غوديت
كانت غوديت، المعروفة أيضاً باللغة الأمهرية باسم “إيسات” أو “إيساتو”، زعيمة التمرد الإثيوبي في الشمال المنسوب إليه سقوط مملكة “أكسوم”. تشير العديد من المصادر التقليدية المكتوبة إلى أنَّها يهودية الديانة. لا تزال المعلومات حول الملكة غوديت غير مكتملة وموضع نقاش بين المؤرخين. تشير بعض الوثائق إلى ملكة غير مسيحية مسؤولة عن زوال مملكة أكسوم. يعتقد بعض الباحثين الإثيوبيين أنَّ غوديت هي ابنة حُكّام “يهود الفلاشا”، المعروفون أيضاً باسم “يهود الحبشة”.
4- ماي بهاغو
اشتهرت ماي بهاغو بتدينها ومهارتها الاستثنائية في ساحة المعركة. عندما وقعت مدينة أناندبور تحت حصار المغول في عام 1704، ارتدت ماي بهاغو لباس المحاربين الرجال وألهمت الجميع للمقاومة والقتال. قادت ماي بهاغو المقاتلون السيخ ضد المغول في عام 1705. نجحت أيضاً في حشد 40 مقاتلاً سيخياً كانوا قد تخلوا عن القائد، غورو غوبيند سينغ، وإعادتهم إلى ساحة المعركة. تحظى ماي بهاغو باحترام وتبجيل كبير في الديانة السيخية باعتبارها قديسة سيخية محاربة.
5- راني فيلو ناتشيار
حاربت راني فيلو ناتشيار، ابنة ملك مملكة Ramnad، من أجل تحرير الهند. تعمَّد الملك تربيتها كما لو كانت صبياً.، حيث اهتم بتدريبها على الفنون القتالية وكيفية القتال بالصولجان. حكمت راني فيلو ناتشيار المملكة في الفترة من عام 1780 إلى 1790. عُرفت لدى شعب التاميل باسم “Veeramangai”، وتعني “المرأة الشجاعة”، بسبب معركتها مع شركة الهند الشرقية، التي تأسست لاستغلال التجارة مع شرق وجنوب شرق آسيا والهند.
6- أرطميسيا الأولى
كانت أرطميسيا الأولى، التي حظيت بكثير من الاحترام لحكمتها وقوتها العسكرية، ملكة دولة مدينة “هاليكارناسوس” الإغريقية القديمة في حوالي عام 480 قبل الميلاد. اشتهرت بدورها في الوقوف إلى جانب الإمبراطورية الفارسية في معركة “سلاميس” البحرية. حاربت أرطميسيا جنباً إلى جنب مع ملك بلاد فارس، زركسيس الأول، خلال الغزو الإغريقي الثاني لبلاد فارس. بينما تلقى الملك زركسيس الأول نصيحة من جميع قادة قواته البحرية بضرورة خوض حرب بحرية (معركة سلاميس)، حذَّرته أرطميسيا من مغبة هذا القرار. ساهمت أرطميسيا في معركة “سلاميس” بقيادة 5 سفن.
7- جان دارك
نشأت جان دارك في أسرة قروية متواضعة في شمال شرق فرنسا. ادَّعت جان في عام 1428 أنَّ ثمة رؤى إلهية جاءتها من رئيس الملائكة “ميخائيل” والقديسة مارغريت وسانت كاترين تحذرها من الهيمنة الإنكليزية في فرنسا. أرسلها الملك المستقبلي، تشارلز، إلى حصار أورليان ضمن جيش دعم وإنقاذ. وصلت جان دارك إلى مدينة أورليان في عام 1429 ولوَّحت بلافتة دعم لتجلب الأمل للجيش الفرنسي المنهك.
بعد وقتٍ قصير من وصول جان، تخلَّى الإنكليز عن حصارهم للمدينة في حين شجَّعت جان الجيش الفرنسي على ملاحقتهم. في وقتٍ لاحق، شاركت جان في عدد من الحصارات الفاشلة للجيش الفرنسي، وهو ما أدَّى إلى فقدان الثقة في قدراتها التنبؤية. قُدّمت جان للمحاكمة بتهمة الهرطقة وأُعدمت حرقاً بالنار. فُتحت ملفات محاكمة جان دارك مرةً أخرى بعد انتهاء الحرب واتضح أنَّها تلقت عقوبة غير عادلة. تحوَّلت جان دارك منذ ذلك الحين إلى رمز للحرية والاستقلال في فرنسا.
بينما تنظر بعض الثقافات اليوم إلى النساء باعتبارهن عديمي الفعالية وتابعات للرجال، فإنَّ ثمة محاربات على مر التاريخ استطعن تشكيل نماذج يُحتذى بها لأجيال من النساء بعدما تركن إرثاً جدير بالاحترام وأصبحن رموزاً للاستقلال والحرية لشعوبهن، فضلاً عن كونهن محاربات أقوياء.