شركات صناعة جهاز التنفس الصناعي تخوض معركة البقاء أمام كورونا
تسابق شركات صناعة جهاز التنفس الصناعي الزمن من أجل الانتصار في معركة البقاء أمام فيروس كورونا، حيث لا غنى للمصابين بالعدوى عن إجراء التنفس الصناعي لمحاربة كوفيد-19.
كبرى الشركات الرائدة في صناعة جهاز التنفس الصناعي تشهد زيادة كبيرة في الطلب على منتجاتها؛ بسبب تفشي فيروس كورونا، وتكاد تكون عاجزة عن تلبية الطلب في ظل الإجراءات المشددة على الحركة والنقل في معظم دول العالم.
جهاز التنفس الصناعي طوق النجاة
يعد جهاز التنفس أداة حيوية لمساعدة المصابين بعدوى كورونا على إبقاء رئاتهم قيد العمل عبر تأمين وصول الهواء إلى الرئتين من خلال أنبوب يوضع في القصبة الهوائية، وهذا هو الفارق ما بين الحياة والموت في حالات المرض الحرجة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن واحدا من بين 6 مصابين بفيروس كورونا، تتفاقم حالته ويعاني من صعوبة بالغة في التنفس، وقد يتسبب ذلك في تلف الرئتين، فيقوم الجهاز المناعي للجسم بتوسيع الأوعية الدموية حتى تدخل المزيد من خلايا الدم البيضاء، ويمكن لذلك أن يتسبب بدخول السوائل إلى الرئتين، مما يعقّد عملية التنفس، ويسبب انخفاضاً في مستويات الأكسجين في الجسم.
هنا يأتي دور جهاز التنفس الصناعي في دفع الهواء إلى الرئتين، مع زيادة مستويات الأكسجين، ويحتوي جهاز التنفس على مرطب، يعمل على تعديل الحرارة والرطوبة في الهواء الطبي، بحيث يتوافق مع درجة حرارة جسم المريض.
تسونامي من الطلبات وعجز في العرض
مع زيادة فتك فيروس كورونا في دول العالم، تزداد الحاجة إلى تجهيز أكبر عدد من المستشفيات لعلاج المصابين بفيروس كورونا والذين بلغت أعدادهم ما يفوق 7.7 مليون مصاب، وتكمن أكبر التحديات في توفير جهاز التنفس الصناعي لإنقاذ أرواح المصابين.
تؤكد شركة “هاميلتون ميديكال” إحدى أكبر شركات تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي في العالم، أنه لا يوجد ما يكفي من أجهزة التنفس الاصطناعي على الإطلاق، وتعاني العديد من الدول مثل إيطاليا و فرنسا وإسبانيا من نقص في أجهزة التنفس.
وتقوم الشركة السويسرية بالعديد من الإجراءات في سبيل تسريع الإنتاج، وشحن أجهزة التنفس الاصطناعي بأسرع ما يمكنها إلى عملائها، وقد وظفت الشركة المزيد من العمال وأمرت موظفيها الإداريين بالنزول إلى أرض المصنع ومساعدة القائمين على خطوط الإنتاج، ومع ذلك، لم تتمكن من مواكبة تسونامي من الطلبات.
ما يزيد الوضع تعقيدا، هو تزامن ارتفاع الطلب على أجهزة التنفس الاصطناعي، مع اتخاذ الحكومات عبر أنحاء العالم تدابير لإجبار مواطنيها على البقاء في منازلهم لإبطاء انتشار عدوى فيروس كورونا، ما يحد من انتقال العمالة إلى المصانع، كما أن الشركات المنتجة لأجهزة التنفس الاصطناعي ملزمة بتأمين ظروف العمل الصحية لدى خطوط إنتاجها، عبر تخصيص ميزانيات ليست بالقليلة لخدمات التطهير والتعقيم، وشراء مستلزمات واقية لعمالها.
النموذج الكوري .. كيف وصلت كوريا الجنوبية إلى 0.7 من وفيات فيروس كورونا؟
شركات السيارات تتحول إلى صناعة أجهزة التنفس
أعلنت كبرى الشركات الرائدة في قطاع صناعة السيارات مثل شركتي فورد وجنرال موتورز الأمريكيتين عن إتاحة خدماتها التصنيعية واللوجستية من أجل إنتاج المزيد من أجهزة التنفس الصناعية، وذلك بالتعاون مع شركات طبية.
ونشرت جنرال موتورز بيانا كشفت فيه عن دعمها لشركة “فينتيك لايف سيستمز” الأمريكية لإنتاج المزيد من أجهزة العناية التنفسية، بينما عقدت شركة فورد شراكة مع شركة “جي ايه هيلثكير” المتخصصة في صناعة الأجهزة الطبية بهدف زيادة الطاقة الإنتاجية لأجهزة التنفس الصناعي.
ودعت حكومات عدة الشركات الصناعية إلى البدء بصناعة كميات من جهاز التنفس الصناعي وأدوات طبية أخرى زادت الحاجة إليها مع أزمة وباء كورونا، لمواجهة النقص العالمي الحاد في تلك الأدوات وإنقاذ أكبر عدد من الضحايا، وإلا لن تكون المستشفيات قادرة على استقبال وعلاج المزيد من المرضى المصابين.
كورونا تجبر الشركات على مشاركة حقوق الملكية
قررت شركة ميدترونيك الرائدة في التكنولوجيا الطبية، مشاركة مواصفات تصميم جهاز التنفس الصناعي مع الشركات الأخرى، في محاولة لتسريع إنتاج جهاز التنفس وتلبية الطلب الهائل على أجهزة التنفس الصناعي، وقامت الشركة بنشر مواصفات التصميم ووثائق ومخططات التصنيع عبر موقعها.
جهاز التنفس الصناعي الخاص بالشركة من نوع PB 560، وطرح في الأسواق لأول مرة عام 2010 في 35 دولة حول العالم، ويتميز الجهاز بصغر حجمه وخفة الوزن ويتيح لدعم التنفسي المحمول، كما أنه ملائم للبالغين والأطفال سواء في المراكز الطبية والمستشفيات أو بالمنازل.
المصدر : هلا جورجيا - وكالات - ميدترونيك