سياسة إقليمية

ما وراء زيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو المفاجئة إلى جورجيا في 17 نوفمبر؟!

وفقا لما أُعلن في مؤتمر صحفي مساء أمس، بتوقيت تبليسي، عن زيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إلى جورجيا تستغرق يومين في 17 ، 18 نوفمبر الجاري، ضمن جولة مفاجئة خارجية، إلى فرنسا وتركيا وإسرائيل، وعدة دول خليجية.


تأتي الزيارة العاجلة الغير مرتب لها مسبقاً، في الوقت الذي تشهد فيه جورجيا، ومنطقة القوقاز أحداثا ملتهبة، ما بين انتخابات جورجيا البرلمانية وجولتها الثانية في 21 نوفمبر”غير المعترف بنزاهتها من قِبل المعارضة”، وبين اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ أيضًا بين أرمينيا وأذربيجان بوساطة روسية خالصة، والتي قد تضع قدماً أكبر للعسكرية الروسية في قلب القوقاز.

تحديث 14 نوفمبر | وزير الخارجية الأمريكية سيلتقي قوى المعارضة والمجتمع المدني في جورجيا

ما وراء زيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو المفاجئة إلى جورجيا في 17 نوفمبر؟! 1

عقدت وزارة الخارجية إيجازا حول الزيارات المقررة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. كما تحدث مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية عن زيارتهم المزمعة إلى جورجيا.

“من اسطنبول سنسافر إلى تبليسي، حيث سنلتقي بمسؤولين حكوميين، بمن فيهم الرئيسة سالومي زورابيشفيلي ورئيس الوزراء جيورجي جاخاريا ووزير الخارجية دافيت زالكالياني، كما ستتاح الفرصة لبومبيو للقاء قداسة البطريرك إيليا الثاني” – يقول مايك بومبيو.

وأضاف: “ونحن، بالطبع، نظل ملتزمين بمساعدة جورجيا على تعميق روابطها الأوروبية الأطلسية وعملياتها ومؤسساتها الديمقراطية. وبالطبع سننتهز هذه الفرصة لإعادة تأكيد دعمنا لوحدة أراضي جورجيا وسيادتها. مرة أخرى، أؤكد بشكل لا لبس فيه أننا ندين الغزو الروسي لجورجيا في عام 2008 في منطقتي جورجيا (أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية)، اللتين ما زالتا محتلة من قبل روسيا”.

وأنهت الخارجية الأمريكية إيجازها بقول وزير الخارجية: “على حد علمي، ستجرى الجولة الثانية من الانتخابات النيابية لنحو 16 مقعدا في 21 نوفمبر. وقلنا إن إجراء انتخابات حرة ونزيهة أمر بالغ الأهمية لديمقراطية جورجيا، وأن الشعب الجورجي يشارك بنشاط في هذه العملية. وسأنهي زيارتي بلقاء ممثلي المجتمع المدني، وأحزاب المعارضة في جورجيا؛ للاستماع إلى آرائهم حول سيادة القانون، واستقلال القضاء باعتبارها ضرورية للاعتراف بالعملية الديمقراطية في جورجيا، واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير”.

زيارة وزير الخارجية الأمريكية والوضع السياسي

رسميا، أدلى وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو ببيان حول زياراته إلى جورجيا في نوفمبر، بما في ذلك زيارات أخرى مخطط لها.

“لقد قمت بزيارة مثمرة للغاية إلى جنوب شرق آسيا، وسوف أسافر هذا الأسبوع، يوم الجمعة، إلى فرنسا وتركيا وجورجيا وإسرائيل وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. حيث ستكون المفاوضات مختلفة”. قال مايك بومبيو.

وأضاف بومبيو في إفادة صحفية: “تجري مناقشة العديد من القضايا المختلفة في كل دولة، لكنني على ثقة من أنه في كثير من الحالات، ستركز هذه المحادثات على الجهود التاريخية لهذه الإدارة لإحلال السلام والتعاون في الشرق الأوسط”.

خارجية جورجيا تطرح أجندة الزيارة

أما بيان وزارة خارجية جورجيا فقد رحب بزيارة وزير الخارجية الأمريكية إلى جورجيا يومي 17 و 18 نوفمبر الجاري. وقالت الخارجية الجورجية، بأنه وخلال الزيارة، سيعقد وزير الخارجية الأمريكية، اجتماعات مع رئيس الوزراء جيورجي جاخاريا، ورئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي، ووزير الخارجية دافيت زالكالياني. كما سيلتقي مايك بومبيو بطريرك جورجيا إليا الثاني في تبليسي.

وخلال زيارة وزير الخارجية الأمريكية إلى جورجيا، ستركز الاجتماعات رفيعة المستوى على أولويات ميثاق الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وجورجيا وآفاق زيادة تعميق التعاون بين بلدينا في مجالات الدفاع والأمن، وكذلك التجارة والاقتصاد والديمقراطية والثقافة.

وسيناقش خلال الزيارة الطرفان، الجورجي والأمريكي، البيئة الأمنية في جورجيا والمنطقة، والتعاون بين الدول لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.

وأضافت الخارجية في بيانها أن الطرفين سيناقشان أيضا الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية الجارية في جورجيا، بما في ذلك الانتخابات التشريعية التي جرت جولتها الأولى في 31 أكتوبر الماضي، بينما تنطلق جولتها الثانية للإعادة في 21 نوفمبر الجاري.

وفقًا لوزارة الخارجية، فإن زيارة وزير الخارجية الأمريكية إلى جورجيا، تؤكد على قوة الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وجورجيا واستعداد الدولتين لمواصلة العمل معًا لتعزيز القيم المشتركة والشراكة القائمة على الرؤية.

وفقًا لوزير خارجية جورجيا، ديفيد زالكالياني ، فإن مشروع قانون ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2020-2021، الصدار أمس، ينص على مساعدة قدرها 132 مليون دولار أمريكي لجورجيا.

المعارضة تأمل في لقاء بومبيو

أشار جيورجي فاشيدزه، مؤسس حزب استراتيجي أغماشنبيلي، والمنفصل عن الحركة الوطنية،بأن زيارة مايك بومبيو إلى جورجيا مهمة للغاية بسبب الأزمة السياسية الحادة في البلاد.

“أعتقد أن تأثير ودور الولايات المتحدة في تعزيز الديمقراطية الجورجية سيكونان مهمين  لذا فإن هذه الزيارة مهمة للغاية وسننتظر. آمل أن تتاح للمعارضة فرصة التواصل، حيث سنتحدث عن أخطر المشاكل التي حدثت بعد الانتخابات المزورة في جورجيا. ومع ذلك ، أؤكد شخصيا أنني عقدت اجتماعات مع رؤساء بعثاتها الدبلوماسية”.

بينما حث الرئيس الأسبق ميخائيل ساكاشفيلي أنصار المعارضة، على استقبال مايك بومبيو بمظاهرات عارمة ضد تزوير الانتخابات. في خطوة صرح بعض أنصار المعارضة أنفسهم، انها مراهقة للغاية وغير ناضجة.

توقيت حرج لإدارة ترامب

تأتي جولات وزيارة زير الخارجية الأمريكية في توقيت حرج، كانت إدارة الرئيس ترامب قد أعلنت على لسان، مايك بومبيو، إصرار إدارة الرئيس على أن اللجوء للمحكمة العليا سيحسم ولاية ترامب الثانية، على حد قوله.

واضاف “سيكون انتقالا سلسا الى إدارة ترامب الثانية. حسن؟ نحن جاهزون. العالم كله يراقب ما يحدث. نحن نحسب كل الأصوات عند اكتمال العملية ، سيتم اختيار الناخبين. قال مايك بومبيو: “هذه عملية منصوص عليها بوضوح في الدستور”.

وفقًا لتقارير إعلامية ، أدلى بومبيو بهذا التصريح على خلفية تهنئة زعماء العالم لجو بايدن على انتخابه رئيسًا، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة، بريطانيا العظمى وفرنسا.

حيث في 7 نوفمبر، أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية والدولية مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وتلقى نائب الرئيس السابق التهنئة بالفعل من قبل بعض قادة العالم بفوزه بالانتخابات.

هل تتحرك إدارة الرئيس ترامب كما لو أن ولايته باقية؟ أم تحاول خارجيته ترتيب أوراق البيت قبل المغادرة؟

المصادر: هلا جوريا - وزارة الخارجية - السفارة الأمريكية في جورجيا

زر الذهاب إلى الأعلى