الربيع في جورجيا.. ربيعاً بعبير شجر الكَرَز ومذاق عسل الزيزفون
الربيع في جورجيا .. وأمطار الخير في صيفها
طبيعة جورجيا
شمساً مشرقة، وثلوجاً بيضاء، ومنحدرات خضراء لجبال شاهقة.. إنه لمزيج سحري لن تراه إلا في الربيع في جورجيا الذي يختلط فيه الفصول الثلاث الأخرى مع أزهاره ربما في يوم واحد رغم صغر مساحة جورجيا الذي يمنح زوارها وقاطنيها التنقل بسرعة بين أقاليمها المختلفة.
حزام جبال القوقاز الشاهقة تحمي البلاد من برد الشمال الروسي القارص لتبدو جورجيا أدفأ من جيرانها في الشمال، وبينما النصف الشرقي من جورجيا مطيراً أكثر من النصف الغربي، فإن المناطق الغربية تحتمي بمناخ ساحلي شبه استوائي.
الربيع في جورجيا
يأتي الربيع في جورجيا مبكراً عن بلادنا العربية بقليل، فما أن يهل مارس حتى تدفع براعم الأشجار تويجاتها بحماسة عاشق مندفع لتتفتح زهور أشجار الكرز والجوز والتفاح والزيزفون وتنطلق أوراق الأعناب في حقول الكروم كراحات الأيادي كأنما تفتح ذراعيها مرحبة بالقادمين.
وبين زهور أشجار الكرز الوردية وأشجار الزيزفون التي تكتسي باللون الأصفر المائل للبياض تنشط شغالات النحل بعد انقضاء الشتاء لتملأ عيون خلاياها السداسية بعسل الـ Linden الفاخر الحامض المذاق بتأثير رحيق الزيزفون (التيليو) أو زهر الليمون كما يعرفه العرب، مُطعماً بحلاوة زهر الكرز الأحمر والأصفر الذي تملأ أشجاره شوارع المدن والضواحي.
وقت شاي ما بعد الغذاء أو في الصباح أو أثناء تريضك في الحدائق العامة التي تملأ كل ركن في جورجيا، يكفي أن تمد يدك لتقطف من ساحة المنزل أو الحديقة ثمار الكرز بمختلف أنواعه وألوانه ومثله ثمار الخوخ والدراق والتفاح. بينما يعشق الشعب الجورجي تربية كروم العنب في حديقة منازلهم أو شرفات البيوت.
شهور الربيع في جورجيا
في مارس ترتفع الحرارة بعد شتاء القوقاز لتقارب 15 درجة، ربما مازال الوقت مبكراً للسباحة في البحر الأسود أو البحيرات العذبة التي تنتشر في كل الأقاليم، لكنها فرصة جيدة للتجول في شمس مشرقة تدوم 8 ساعات وبساتين مزهرة وجو صافي وأمطار أقل (بمتوسط يومان أسبوعياً).
وفي أبريل بينما تعقد الأزهار وتتبدل ألوان الزهور لثمار غضة خضراء تنهل من الشمس التي تدوم 10 ساعات ومن الأمطار المتوسطة (ثلاثة أيام أسبوعياً) ومن الحرارة التي تصل 20 درجة، حيث تغلق المنتجعات الشتوية أبوابها ويستعد الجورجين لموسم أكثر دفئاً، يحين وقت المرح في السهول والجبال المنخفضة.
بينما في مايو تنضج الثمار بحرارة شمس ترتفع إلى 25 درجة وتستمر 11 ساعة، وتستمر الأمطار لأربعة أيام بالأسبوع، وبحلول الـسادس والعشرين من مايو تحتفل جورجيا (عيد الاستقلال) وتودع الربيع رسمياً. إنها اللحظة المناسبة لحزم حقائبك نحو ساحل البحر الأسود، لؤلؤة البحر الأسود باتومي تنتظرك بمزيج من سحر الطبيعة ورفاهية المدن الحديثة الشاهقة الأبراج حيث يفضل أغلب العرب قضاء الصيف.
بقي أن تعرف أن موسم الربيع والصيف في جورجيا ممطر في أغلب الأحيان أكثر من الشتاء، إنها تجربة ممتعة حقاً التجول تحت الأمطار في جو حار بينما علم الجغرافيا يقول إنك في أوروبا وليس في المناطق الاستوائية.
أما إذا كنت ممن يخشون الأمطار فلا تنس أن تصطحب مظلتك معك في أي مكان حتى إن كان الربيع في جورجيا حاراً مشمساً، فلا تعلم يقيناً متى تغمرك سماء القوقاز بأمطار الخير. مرحباً بك في جورجيا.. بلاد السحر والجمال والفصول الأربعة.
إقرأ المزيد من المقالات عن العسل في جورجيا:العسل الجورجي عمره 8000 عام .. وأقدم خلايا نحل عرفتها البشرية
تعرف على المزيد عن أشجار الزيزفون من ويكيبيديا