حلاوة زمان (9) .. مواقف و قطايف | سلسلة رمضان زمان
حلاوة زمان سلسلة حصرية تأخذنا في حنين لذكريات أيام زمان، يكتبها لنا في رمضان هذا العام المهندس المصري عاشق الأدب والتراث “صلاح أبو الليل” وحلقة اليوم عن “الـ قطايف”
حلاوة زمان – 9 – مواقف و قطايف
القطايف … مش بس شوية دقيق و سكر و لبن علي خميره، ولا موروث رمضاني جميل بنستناه من السنه للسنه اللي أسمه قطايف، لا دي حاجه تانيه كلنا بنحبها وذكريات من حلاوة زمان وحلاوة رمضان زمان ..
و ياما رحنا اشتريناها من عند الكنفاني … نقف حواليه و نشوف بيعمل القطايف ازاي باستخدام القمع … و دايما كانت امهاتنا تقولنا نجيبها يا اما مدوره و كبيره .. يا عصافيري و صغيره ..
ذكرياتنا دايما جميله مع القطايف (فاكهة رمضان) سواء في حشوها .. او تحميرها .. او حطها في الشربات و تصفيتها .. كنا زمان بنحشيها مكسرات .. و كل واحد و مقدرته .. ناس تحط زبيب و بندق و فسدق .. و ناس تكتفي بجوز الهند و الفول السوداني … انما الايام دي بقي الوضع مختلف كتير فبقت اشكال و الوان .. بالقشطه .. بالكستر .. بالفواكه .. بالنوتيلا .. و التشيز كيك .. بالتفاح و القرفة .. و عليها صوصات .. الشيكولاته او البلوبيري .. يعني دخلت في الحياة العصريه و العولمه زيها زي كل حاجه في حياتنا تقريبا …
القطايف اشتهرت في مصر .. و في الشام .. و بلاد المغرب العربي و خصوصا تونس .. ناس بتاكلها بعد الفطار .. و ناس مع الفطار خصوصا لما تكون محشيه بحوادق .. و ده صنف جديد برضه يعني ممكن تتحشي بالجبن بانواعها .. و في نابلس الفلسطينيه بتتاكل قبل الفطار كنوع من فواتح الشهيه … و في سوريا بيتحط فيها القرفه و تتسقي بماء الورد و الشربات … السوريين اصلا بياكلوها طول السنه .. مش زينا في رمضان بس .. و القطايف عندهم ساعات بتتعمل في صينيه كبيره و تتحط طبقات بينها مكسرات و قشطه وبتبقي شبه الجلاش ..
القطايف تعتبر من ابرز علامات الشهر الكريم .. مع انها موجوده طول السنه .. بس في رمضان بيبق ليها طعم تاني .. ممكن تتاكل بعد التحمير .. و في ناس بتاكلها نيه مع المكسرات و الكريمه .
القطايف .. كانت من الحلويات الي انتشرت في العصر الفاطمي .. الفاطميين جابوها معاهم من بلاد المغرب ( و يمكن ده يفسر انها موجوده هناك برضه و مشهوره ) .. دخلوها في حياتنا .. زيها زي الفانوس و العاشوره و حلاوة المولد … بس هي اشتهرت اكتر في مصر و منها الي بلاد الشام .. حيث ملوك الحلويات ..
و كان الناس زمان بيتفننوا في تقديمها .. و غالبا ما كانت بتتحط في اطباق كبيره و بتبقي عامله زي الزهور في طبق .. و الناس تقطفها من الطبق .. و من هنا جه الاسم .. و في قصة تانيه للتسميه .. و هي ان صناع الحلويات في العصر الفاطمي كانوا بيتنافسوا في عمل انواع جديده من الحلويات و تقديمها للشعب و الحكام علشان كانوا بيخدوا مكافأت علي كده .. فواحد منهم عمل الصنف ده .. و اللي كان شكله و ملمسه زي القطيفه .. فاتسمت قطايف
في اشارات في التاريخ برضه ان القطايف كانت معروفه من قبل العصر الفاطمي .. بس اشتهرت في العصر الفاطمي .. و انها ظهرت في اواخر العصر العباسي .. حتي ان الخليفه الاموي سليمان بن عبد الملك .. كان من اوائل من امر بصنعها و توزيعها علي الشعب و ده كان في رمضان سنة 98 هجريه .
الناس اللي ريقها جري .. اتسحروا كويس ، وصوماً مقبولاً
و للحديث بقية … و في امان الله
المصدر : هلا جورجيا - ويكيبيديا