أخبار جورجيا

كيف سيكون تأثير انسحاب روسيا من “اتفاقية الحبوب” على جورجيا؟

في 17 يوليو/تموز 2023، رفضت موسكو تجديد “اتفاقية الحبوب” التي تمّت بالاتفاق ما بين روسيا وأوكرانيا، والتي وقع عليها لأول مرة في العام الماضي بجهود من تركيا والأمم المتحدة، عندما تم إنشاء ممر بحري آمن لخروج السفن المحملة بالحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى من موانئ أوكرانيا، فكيف سينعكس إيقاف العمل بهذه الاتفاقية على جورجيا؟

ما تأثير انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب على جورجيا؟

روسيا أعلنت أن “اتفاقية الحبوب” فشلت في تحقيق هدفها الإنساني، وبحسب روسيا فإن هذا يعني سحب ضمانات السلامة الملاحية وإلغاء الممر الإنساني في البحر الأسود.

في مقابل الحفاظ على الصفقة، طالبت روسيا بتشغيل خط أنابيب الأمونيا تولياتي – أوديسا، واستعادة توريد الآلات الزراعية وأجزائها، ودخول السفن الروسية إلى الموانئ الأجنبية، وفتح لوجستيات النقل، وهو ما يعني في الواقع طلب إلغاء العقوبات المفروضة عليها.

<strong>كيف سيكون تأثير انسحاب روسيا من "اتفاقية الحبوب" على جورجيا؟</strong> 1

وانتقد مسؤولون أمريكيون بشدة رفض روسيا تمديد اتفاق الحبوب، ووصفوا الحصار المفروض على الموانئ الأوكرانية بأنه “عمل من أعمال العدوان العسكري”، كما أنّ الاتحاد الأوروبي له ذات الموقف أيضاً.

وناشدت أوكرانيا الوسطاء الأمم المتحدة وتركيا لضمان تشغيل ممر التصدير في البحر الأسود بدون روسيا، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية تعتبر ناقلة محتملة للبضائع العسكرية.

لهذا السبب، يعتقد مجلس الأمن القومي الأمريكي أن روسيا ربما تستعد لمهاجمة السفن المدنية في البحر الأسود.

من جهته، أكد أستاذ الاقتصاد الجورجي فاختانغ تشارايا أنّ روسيا أوقفت اتفاقية الحبوب في سعي منها لتحقيق مكاسب اقتصادية قد تستخدمها للأغراض العسكرية، أو للتلاعب بالدول الفردية، ولكن هذا الأمر قد يضع ملايين الأشخاص بالفعل على شفا المجاعة وروسيا هي المسؤولة بشكل مباشر عن ذلك.

Shutter Stock/ ما تأثير انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب على جورجيا؟
Shutter Stock/ ما تأثير انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب على جورجيا؟

هل لدى جورجيا ما يكفيها من الحبوب المحلية؟

أما فيما يتعلق جورجيا، فقال تشارايا لصحيفة Kviris Palitra الجورجية: “انسحبت روسيا من الاتفاقية، ومن المحتمل أن تكون خطوتها التالية إعلان وقف بيع القمح أو الطحين، ولن يكون من السهل لجورجيا أن تستورد القمح من دول أخرى في حال إيقاف البيع”.

وأضاف: “هذا الوضع سيشجع المنتجين لدينا على الإنتاج المحلي بدلاً من استيراد القمح من روسيا، وهو ما سيخفض الأسعار”.

وتابع: “يمكننا أن نرى فوائد انتظار زيادات الأسعار – من خلال دعم الشركات المحلية، والتوظيف السكان المحليين، إذ سيرون فوائد إنتاج القمح ومعالجته وبيعه، وهو ما سيظهر نشاط اقتصادي محلي”.

أستاذ الاقتصاد الجورجي، أكد أنّ لدى جورجيا ما يكفي من إنتاج الحبوب المحلي، ولكن مهمة الاكتفاء الذاتي مهمة صعبة، لذلك من المهم البدء في دعم الشركات المحلية بشكل كامل لضمان الاستمرارية.

وعندما اجتاحت روسيا الأراضي الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، أغلق الأسطول الروسي موانئ على البحر الأسود، مما حال دون تصدير 20 مليون طن من القمح.

وأدى ذلك بدوره إلى ارتفاع ملموس في أسعار الغذاء على نحو هدّد بحدوث نقص في المواد الغذائية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والتي تستورد بلدانها كميات كبيرة من الحبوب الأوكرانية.

وفي يوليو/تموز 2022، أُبرمت اتفاقية بين روسيا وأوكرانيا بوساطة من تركيا والأمم المتحدة. وبموجب هذه الاتفاقية، تبحر السفن المحملة بالحبوب عبر ممر في البحر الأسود بطول 310 أميال بحرية وعرض ثلاثة أميال.

ويمتد المعبر بين موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني/بيفديني الأوكرانية.

وتمنح الاتفاقية أسطول روسيا البحري الحقّ في تفتيش السفن العابرة لمضيق البوسفور عند مدخل البحر الأسود، للبحث عن أسلحة.

وبموجب هذه الاتفاقية، جرى شحن نحو 33 مليون طن من الحبوب الأوكرانية، كما تراجعت أسعار الغذاء العالمية بنحو 20 في المئة نتيجة لذلك، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

وبعد أن رفضت روسيا تمديد اتفاقية الحبوب مع أوكرانيا، سجلت أسعار القمح حول العالم ارتفاعاً ملحوظاً.

زر الذهاب إلى الأعلى