منوعات

الحرب العالمية الثالثة .. سيناريوهات رعب نووي في هذه البقعة من العالم

على مدار الـ 74 عاما التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، والعالم يتكهن من أين ستندلع الحرب العالمية الثالثة، بدءا من الحرب الكورية في أقصى الشرق خلال خمسينيات القرن الماضي، مرورا بالصراعات السياسية إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم، وصولا إلى النزاعات العسكرية التي نشهدها اليوم في مناطق مختلفة من العالم.

هذه المنطقة هي مسرح أحداث الحرب العالمية الثالثة !!!

بعيداً عن قارة أوروبا التي شهدت الحربين العالميتين الأولى والثانية، يرجح مراقبون أن الحرب العالمية الثالثة إذا اندلعت فإنها ستشتعل في شبه القارة الهندية، وبالتحديد من إقليم كشمير المتنازع عليه بين الجارتين النوويتين باكستان والهند.

منذ استقلال باكستان والهند عام 1947 عن الحكم البريطاني، لم يعرف إقليم كشمير طعم الاستقرار والسلام، وخاض البلدان أربعة حروب خلال الأعوام 1947 و 1965 و 1971 و 1999، ناهيك عن التوترات والمناوشات التي لا تكاد تتوقف بين إسلام أباد ونيودلهي، وآخر تلك التوترات كان خلال الفترة بين 26 و27 شباط/ فبراير الماضي.

الحرب العالمية الثالثة .. سيناريوهات رعب نووي في هذه البقعة من العالم 1

بالتأكيد لن تكون الحرب العالمية الثالثة مثل الحروب السابقة، في ظل امتلاك باكستان والهند للسلاح النووي، إلى جانب القوة العسكرية التي تتمتع بها كل منهما.

ميزان القوى بين باكستان والهند

مقارنة الميزان العسكري بين الهند وباكستان في حال نشوب حرب - المصدر : AFP
مقارنة الميزان العسكري بين الهند وباكستان في حال نشوب حرب – المصدر : AFP

حسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن الهند خصصت 58 مليار دولار، وهو ما يعادل 2.1% من الناتج المحلى الإجمالي لدعم جيشها البالغ قوامه 1.4 مليون جندي خلال 2018، فيما أنفقت 11 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو 3.6% من ناتجها المحلى الإجمالي، على جيشها البالغ قوامه نحو 654 ألف جندي.

وبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن باكستان خصصت أكثر من 20% من الإنفاق الحكومي السنوي على الجيش بين عامي 1993 و2006، في حين انخفض عام 2017 إلى 16.7%، بينما بلغت نسبة الإنفاق العسكري الهندي أقل من 12% من الإنفاق الحكومي خلال الفترة نفسها، ولكنها انخفضت عام 2017 إلى 9.1%.

لدى الهند قوات برية قوامها 1.4 مليون جندي تدعمها أكثر من 3565 دبابة قتالية و3100 عربة مشاة قتالية و336 ناقلة جنود مدرعة و9719 قطعة مدفعية، أما القوات البرية في باكستان فأصغر حجما، ويبلغ قوامها 560 ألف جندي تدعمهم 2496 دبابة و1605 ناقلات جنود مدرعة و4472 قطعة مدفعية منها 375 مدفع هاوتزر ذاتى الدفع.

وتتألف البحرية الهندية من حاملة طائرات و16 غواصة و14 مدمرة و13 فرقاطة و106 من سفن الدورية والعمليات الحربية الساحلية، ولديها 75 طائرة تمتلك قدرات قتالية، ويضم سلاح الجو الهندي 814 طائرة حربية

أما باكستان فلديها 9 فرقاطات و8 غواصات و17 سفينة للدوريات والعمليات الساحلية و8 طائرات لديها قدرات حربية، بالإضافة إلى 425 طائرة حربية من بينها طائرات إف-7 بى.جى الصينية، ومقاتلات إف- 16 الأمريكية.

على صعيد الأسلحة النووية، تملك باكستان ما بين 140 و150 رأسا حربيا نوويا بالمقارنة مع ما بين 130 و140 لدى الهند، ويتضمن برنامج باكستان الصاروخي أسلحة متحركة للمدى القصير والمدى المتوسط يمكن أن تصل إلى أي مكان في الهند، فيما تملك الأخيرة 9 أنواع من الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، من بينها الصاروخ أجنى-3 الذي يتراوح مداه بين 3 آلاف و5 آلاف كيلومتر.

سيناريوهات الحرب العالمية الثالثة

يؤكد سردار مسعود خان، رئيس آزاد كشمير، الشطر الباكستاني من إقليم كشمير، أن ما تمر به منطقة جنوب آسيا من تهديدات بنشوب حرب واستخدام الأسلحة النووية، ينطوي على إرهاصات مماثلة سبقت الحرب العالمية الثانية، وإذا ما استخدم العنصر النووي في هذه الحرب فإن العواقب ستكون وخيمة على المستوى العالمي.

ومع التهديدات التي تطلقها الهند ضد باكستان باستخدام السلاح النووي، فإن إسلام أباد لن تقف مكتوفة الأيدي، وسيتعين على شعب آزاد كشمير وشعب باكستان أن يقاوم ويدافع عن أرضه، وبالتالي ستنشب في البداية حرب تقليدية وقد تتطور إلى حرب نووية، حسب مسعود خان.

وأشار رئيس آزاد كشمير إلى توقعات الخبراء أنه في حالة حدوث مواجهة نووية سيتم قتل ما يقرب من 120 مليون شخص على الفور، وسوف يتأثر 2.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم بشكل مباشر أو غير مباشر.

إحراق صورة رئيس وزراء الهند في نذير لنشوب الحرب العالمية الثالثة
إحراق صورة رئيس وزراء الهند في نذير لنشوب الحرب العالمية الثالثة

الحرب العالمية الثالثة تبدأ تقليدية وتتطور إلى حرب نووية

حسب تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست فإن الحرب بين باكستان والهند بفعل توترات على الحدود المشتركة ستؤدي إلى تصعيد عسكري، ومن ثم يتحول إلى نزاع بين القوات البرية والبحرية والجوية لكلا الجانبين، وسيكون هناك طرف خاسر بالتأكيد.

التقرير توقع أن يلجأ الطرف الخاسر إلى الأسلحة النووية، واستباقا لتلك الخطوة سيطلق الطرف الرابح العنان لهجوم نووي شامل لتدمير الأسلحة النووية التي يمتلكها الطرف الآخر، عبر استهداف مراكز البحوث النووية، ومنشآت الأسلحة النووية المعروفة، والقواعد الجوية التي تتمركز فيها الطائرات المسلحة نووياً، والموانئ والمقار العسكرية.

وبالتأكيد لن تكون المناطق المدنية بعيدة عن مرمى السلاح النووي ما ينذر بمقتل الملايين، فإذا ما استخدمت الهند تلك القنبلة النووية الحرارية التي جرى اختبارها عام 1998 في هجومها على إسلام أباد، فإنها تقتل نحو ربع مليون شخص وتصيب قرابة نصف مليون شخص.

أما القنبلة التي ستلقيها باكستان على نيو دلهي ستقتل نحو نصف مليون شخص، وتصيب 1.5 مليون، بعد ذلك سيفقد الطرفان السيطرة على أكبر كارثة نووية في التاريخ.

ونوهت المجلة إلى أن الأسلحة النووية التكتيكية (القنابل الصغيرة)، التي تطورها باكستان تمثل مصدر القلق الأكبر في أي مواجهة محتملة بين الدولتين، مشيرة إلى أن الجيش الباكستاني لا يهدف لاستخدام السلاح النووي للرد على هجمات نووية، وإنما لاستخدام ضمن منظومة ردع استراتيجي يمكن استخدامها في مواجهة هجوم هندي تقليدي ضد أراضيه.

ومسألة اعتماد باكستان على تطوير أسلحة نووية تكتيكية منذ امتلاكها أول سلاح نووي عام 1998، وإمكانية استخدامها هجمات نووية محدودة ضد القوات الهندية، يعني زيادة احتمال اندلاع حرب نووية شاملة في المنطقة.

الحرب العالمية الثالثة قد تبدأ هنا - صورة تخيلية
الحرب العالمية الثالثة قد تبدأ هكذا – صورة تخيلية

سيناريو أكثر رعبا

تخيلت دراسة علمية نشرتها مجلة “ساينس ادفانسيس” الأميركية سيناريو كارثيا يبدأ بهجوم عام 2025 على البرلمان الهندي ما يؤدي الى مقتل غالبية أعضائه، لترد الهند بإرسال دباباتها الى القسم الخاضع لسيطرة باكستان في كشمير.

مع تخوف باكستان من اجتياح الهند لكامل أراضيها، تأمر بقصف القوات الهندية بعدة قنابل نووية تكتيكية؛ تؤدي إلى اندلاع أسوأ حرب يمكن أن تصيب البشرية، فيقتل على الفور نحو 100 مليون شخص، كما سيدفع الدخان الأسود المتصاعد من القنابل النووية الى انخفاض كارثي في حرارة الجو.

وقد يرتفع عدد الضحايا الى 125 مليون شخص في حال استخدام قنابل بزنة 100 كيلوطن (ست مرات أكبر من قنبلة هيروشيما)، وهذا الرقم يتجاوز عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية بكثير حيث قتل فيها نحو 75 مليون شخص من عسكريين ومدنيين.

كارثة بيئة .. تصيب العالم

الحرب النووية ستخلف بالضرورة كارثة بيئية، وبفعل الانفجارات سترتفع ما بين 16 و36 طنا من السخام في الغلاف الجوي نتيجة الانفجارات، وستمتص هذه الكمية الكبيرة من السخام أشعة الشمس وستسخن الهواء ما سيؤدي الى ارتفاع الدخان الى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، الأمر الذي سيخفض قوة نور الشمس الذي يصل الى الأرض بما بين 20 و35 %.

أما انخفاض الحرارة على سطح الأرض فسيكون ما بين 2 و5 درجات، وستتراجع نسبة هطول الأمطار بما بين 15 و30 %، وسيشهد العالم نقصا كبيرا في المواد الغذائية طيلة سنوات وحتى إلى عقد على كامل مناطق الكرة الأرضية.

كوارث بيئية قد تخلف الكرة الأرضية صحراء جليدية جرداء
كوارث بيئية قد تخلف الكرة الأرضية صحراء جليدية جرداء

كوارث بيئية هددت العالم :

تأخر شفق غروب الشمس | ظاهرة فلكية نادرة..أم حرائق سيبيريا ؟

الرئيس البرازيلي يتهم ليوناردو دي كابريو بإشعال حرائق الأمازون

المصادر : تقارير هلا جورجيا - مجلة ناشيونال انترست - وكالة فرانس برس

زر الذهاب إلى الأعلى